اكتظاظ في الأسواق.. العائلات في مهمة بحث عن تخفيضات العيد
25 مارس 2025
قبل أيام من نهاية رمضان تتحول الجزائر إلى ورشة تحضيرات كبيرة استعدادًا لعيد الفطر، حيث تشهد الشوارع حركة نشطة واهتمامًا كبيرًا من العائلات.
يتوجّه الكثيرون إلى تجهيز المنازل، وشراء الأثاث الجديد، وتحضير مستلزمات الحلويات التقليدية التي لا تخلو منها أي مائدة في هذا الوقت.
التخفيضات أو عروض " الصُّولد" تهدف إلى دعم القدرة الشرائية للعائلات في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة
كما بدأت العائلات في التحضير لشراء ملابس العيد الجديدة للأطفال والكبار على حد سواء، لتكتسي المدينة بألوان زاهية تعكس أجواء الفرحة والاحتفال.
كبائعة في محلّ ألبسة نسائية؛ تعيش سعيدة التي تجاوزت العقد الخامس من عمرها، هذه الفترة وسط دوامة من الانشغال، حيث قسّمت وقتها بين العمل والمنزل والأسواق.
في المحلّ، ترتفع وتيرة العمل مع توافد الزبائن بحثا عن ملابس العيد، وهي تُحاول مساعدتهم في الاختيار والتفاوُض على الأسعار، بينما ترقب العروض المعلنة، متسائلة إن كانت فعلية أم مُجرّد حيلة تجارية لجذب الزبائن.
وبعد يوم طويل، تبدأ سعيدة سباقاً آخر، هذه المرة كزبونة تسعى لتأمين مُستلزمات العيد لأولادها، تتنقل بين محلات الملابِس ومتاجر الحلويات، تُحاول المُوازنة بين رغباتهم وإمكانياتها المادية التي أثقلتها الأسعار المرتفعة.
تُعلّق هذه السيدة كغيرها من العائلات آمالاً كبيرة على التخفيضات المُعلنة هذا العام أو إعلانات ما يُسمّى بـ "الصُّولد"، والتي قيل إنّها تصل إلى النصف، متمنية أن تكون حقيقية وتُخفّف عنها بعض الأعباء.
الملابِس .. تخفيضات بمناسبة العيد
في خُطوة لافتة؛ تمّ اعتماد تخفيضات خاصة على أسعار ملابس العيد ومستلزمات تحضير الحلويات وحتى أثاث المنازل، وفق ما أكده الأمين الوطني للاتحاد الوطني للتجار والحرفيين، عصام برديسي.
التخفيضات بلغت 50 في المائة من شأنها أن تُسهم في تخفيف العبء المالي عن الأسر وتوفير فرص للجميع للاستفادة من العُروض
وأوضح برديسي أنّ المبادرة أُطلقت من مدينة "علي منجلي" بولاية قسنطينة (شرق)، التي تعدّ إحدى أهم المناطق الاقتصادية في البلاد،
وشهدت المراكز التجارية الكبرى إقبالاً واسعاً من المواطنين للاستفادة من العُروض، لافتا إلى أنّ سبعة مراكز تجارية كبرى في الولاية سجّلت نسب تخفيض متفاوتة، حيثُ بلغت 50 بالمائة على الملابس المنتجة محلياً، بينما تراوحت التخفيضات على المنتجات المستوردة بين 10 بالمائة و25 بالمائة، ممّا أتاح خيارات متنوعة للمُستهلك الجزائري بأسعار تنافسية.
كما أكد أنّ هذه المُبادرة تُمهّد لمشاريع مستقبلية تهدِف إلى استقرار الأسعار وتشجيع ثقافة التخفيضات الحقيقية خلال المناسبات، بما ينعكس إيجابا على النشاط التجاري في البلاد.
هاجس الأسعار
شدّد برديسي على أنّ ارتفاع الأسعار ليس ظاهرة محلية، بل هو جُزء من أزمة اقتصادية عالمية أثرت على الأسواق الدولية نتيجة التضخم، لكنه لفت إلى أنّ دولا غير مُسلّمة تعتمد تخفيضات خاصة خلال الأعياد الدينية، كمبادرة تجارية تُنشط السوق وتحفز المستهلكين، داعيا التجار الجزائريين إلى تبني هذه الثقافة التجارية بشكل أوسع.
وأوضح أنّ تقديم تخفيضات حقيقية خلال المناسبات الدينية والوطنية لا يعكس فقط حسّ المسؤولية الاجتماعية للتجار، بل يُساهم أيضا في دعم القدرة الشرائية للعائلات، لا سيما في الأعياد التي تتطلب نفقات إضافية.
وقال في الإطار نفسه؛ إنّ "تقديم تخفيضات حقيقية خلال الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية لا يعكس فقط حس المسؤولية الاجتماعية للتجار، بل يُسهم أيضاً في تعزيز القدرة الشرائية للعائلات، خاصة في فترات تتطلب مصاريف إضافية".
كمت تُسهم التخفيضات في تخفيف العبء المالي عن الأسر وتوفير فرص للجميع للاستفادة من العُروض، مما يُعزز العلاقة بين التاجر والمستهلك ويُعكس التزام التجار تجاه المجتمع في أوقات الحاجة.
وأضاف برديسي أنّ هذه المبادرة ليست مجرد خطوة ظرفية، بل تأتي في إطار استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى نشر ثقافة التخفيضات المنظمة خلال المناسبات، بما يحقق توازناً بين مصالح التجار والقدرة الشرائية للمستهلكين. وأكد على ضرورة تعزيز هذه المبادرات مستقبلاً لتصبح تقليداً اقتصادياً ثابتاً يُسهم في تنشيط الأسواق ودعم الاقتصاد المحلي.

الظروف الاقتصادية
وسط هذا الحراك التجاري، تشهد الأسواق والمراكز التجارية ازدحاماً غير مسبوق حتى ساعات متأخرة من الليل، في مشهد يعكس تمسُّك الجزائريين بعاداتهم وتقاليدهم في الاستعداد للعيد.
وفي هذا السياق، ترى الأخصائية الاجتماعية آمال حفصة زعيون أنّ هذه الحركية لا تقتصر على كونها سلوكاً استهلاكياً فحسب، بل هي أيضاً تعبير عن الهوية الثقافية والاجتماعية للعائلة الجزائرية.
وأوضحت في تصريح لـ"الترا جزائر" أن التنشئة الأسرية تلعب دوراً أساسياً في غرس هذه العادات والحفاظ عليها، حيث تحرص العائلات على منح المناسبات الدينية أهمية كبرى، ليس فقط من خلال التحضيرات المادية، ولكن أيضاً عبر ترسيخ قيم التضامن والفرحة الجماعية."
الاستعدادات للعيد تخلق جوًا من الحماس والتطلع إلى لحظات الفرح واللمّة العائلية
وأضافت أن الجزائريين ورثوا هذه العادات جيلاً بعد جيل، مما يجعلها تصمد أمام الأوضاع الاقتصادية المتغيرة، بل وتزداد تجذُّرًا في ظل الظروف الصعبة. حيث تتحول الأعياد إلى فرصة لتجديد الروابط العائلية.
في السياق أكدت على أنّ الجانب النفسي لهذه العادات لا يقل أهمية عن الجانب الاجتماعي، إذ تمنح المناسبات الدينية الفرصة للتجديد والفرح، بعيدا الضغوط اليومية.
اقتناص الفرح
شرحت الأخصائية زعيون أنّ الاستعدادات للعيد، رغم أنها تبدو مرهقة ماديًا وجسديًا، إلا أنها تخلق جوًا من الحماس والتطلع إلى لحظات الفرح واللمة العائلية.
وأشارت إلى أنّ الأطفال، على وجه الخصوص، يتأثرون بهذه الأجواء، حيث تعزز لديهم مشاعر الانتماء والارتباط بالمناسبات الدينية، مما يجعل الأسر حريصة على توفير كل ما يدخل السرور إلى قلوبهم، حتى ولو كان ذلك على حساب أولويات أخرى.
وأكدت زعيون على أنّ هذه العادات رغم التحديات، ستظلّ "الفرح الذي يزور العائلات الجزائرية في العيد حتى في أصعب الظروف".
وفي النهاية، وبين صخب الأسواق واستعدادات العيد، يثبت الجزائريون مرة أخرى أن الفرح ليس مجرد طقس موسمي، بل هو إرث يتجدد في كل مناسبة. ورغم التحديات الاقتصادية، تظل الأعياد محطة لاستعادة الدفء العائلي وإحياء التقاليد التي تصمد أمام كل الظروف، لتبقى الفرحة الحقيقية فيما يجمع القلوب قبل أن يزين الأجساد."

طبق "الببوش" الجزائري.. من أزقة وهران إلى موائد أوروبا الفاخرة
في شرق الجزائر، تنتشر على قارعات الطرق عربات الفول والحمص بالكمّون، فيما تزدهر في الربوع الممتدة من وهران إلى ندرومة، ومن تلمسان إلى معسكر، عادةُ بيع طبق الحلزون المعروف محليًا باسم الببوش أو البوجغللو. يُقدَّم هذا الطبق في الكشاكيل والعربات كما تُباع الفطائر في البراري، مما يجعل غرب الجزائر معقله الأول في التحضير والاستهلاك.

آخر رئيس للحكومة المؤقتة.. تسليم وثائق بن يوسف بن خدة إلى الأرشيف الوطني
أعلنت مؤسسة المجاهد ورئيس الحكومة المؤقتة بن يوسف بن خدة، عن تسليمها الأرشيف الكامل للرئيس الراحل بن يوسف بن خدة إلى المركز الوطني للأرشيف، في خطوة تهدف حسبها لخدمة للذاكرة الوطنية.

حوار| العيد دردابو: ساعة ذكية لتشخيص نقص فيتامين "د" تجعل الجزائر على خارطة الابتكار العربي
حصد الدكتور العيد دردابو لقب أفضل مخترع عربي لعام 2025 في برنامج "نجوم العلوم". المبتكر الجزائري، الحاصل على الدكتوراه في الفيزيولوجيا والتغذية الحيوانية. قدّم ابتكارًا حمل اسم "فيدا"؛ وهو عبارة عن ساعة ذكية قادرة على تشخيص نقص الفيتامين "د" وتحليل المؤشرات الحيوية، بهدف الوقاية من اضطرابات نفسية وجسدية مُتفاقمة.

الحمّامات القديمة في قسنطينة.. ذاكرةُ البُخار والمَلاذاتِ الاجتماعية
لطالما حملت كلّ حجارةٍ في المدينة القديمة بقسنطينة، شرق الجزائر، حكاياتٍ مُتوارثة عن الأزمان الغابرة، كما عبرت الذّاكرة الجمعية المُثقلة بالحنين عبر الأزقّة الضّيقة لتسكنها، وخلال ذلك العبور، تقف عند بقايا مباني الحماماتُ التّقليدية، أو ما يُعرف بـ" الحمّامات المورية ، تلك الملاذات الخفيّة الّتي يحتمي بها بعضٌ من التّاريخُ القسنطينيّ.

قرابة 6 ملايين زائر لصالون الكتاب ونحو تمديد أيامه في الطبعة القادمة
أُسدل الستار مساء اليوم على فعاليات الطبعة الثامنة والعشرين من صالون الجزائر الدولي للكتاب بحضور وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة ومحافظ الصالون محمد أقرب، إلى جانب شخصيات أدبية وفكرية وإعلامية بارزة.

بوقرة يُعيد سليماني وبودبوز إلى "الخضر" وغياب بلايلي يُثير التساؤلات
أعلن مدرب المنتخب الوطني الجزائري المحلي (أ’) مجيد بوقرة، عن قائمة تضم 27 لاعبًا، تحسبًا للمواجهتين الوديتين المقررتين أمام المنتخب المصري في شهر نوفمبر الجاري بالقاهرة، ضمن برنامج التحضيرات لكأس العرب "فيفا 2025" التي ستحتضنها قطر من 1 إلى 18 ديسمبر المقبل.

المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للقضاة يقبل استقالة النقيب العيدي عوداش
أعلن المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للقضاة، اليوم السبت، عن انعقاد دورة استثنائية خُصصت لدراسة استقالة رئيس النقابة العيدي عوداش، التي أودعها رسميًا، ليُقرر المكتب قبولها وفقًا لأحكام القانون الأساسي، على أن تُعرض لاحقًا على الجمعية العامة الاستثنائية للمصادقة النهائية.

توقيف تيكتوكر شهير في الشلف بشبهة تبييض الأموال وبث محتويات مخلة
أعلنت فرقة مكافحة الجرائم السيبرانية بأمن ولاية الشلف عن توقيف مؤثر معروف بنشاطه عبر منصة "تيك توك" وتقديمه محتويات تثير جدلا بين رواد هذه المنصات.
