18-يناير-2025
(الصورة: فيسبوك) ثلوج في الجزائر

(الصورة: فيسبوك) ثلوج في الجزائر

فريق التحرير - الترا جزائر 

ليست المرّة الأولى التي تحاصر فيها عائلات جزائرية وسط العاصفة الثلجة في عطلة نهاية الأسبوع، فرغم التحذيرات المتكرّرة وبيانات تدعوا تجنب الطرقات المغلقة بسبب تراكم الثلوج، تحولت العطلة من يوم للنزهة والتجوال إلى "كارثة" مرورية على مستوى المرتفعات الجبلية والحظائر الوطنية التي تشهد اضطرابات جوية في هذه الفترة من السنة، حيث حوصرت السيارات المتوجهة لهذه المرتفعات الثلجية لساعات، وأُطلقت نداءات الاستغاثة لإجلاء العالقين.

لا يمكن إلقاء اللوم على زوار المرتفعات الثلجية في كل مرّة تحاصر فيها السيارات في كل مرة وسط الثلوج

كان واضحًا منذ البداية، أن يوم العطلة سيكون يومًا صعبًا على العائلات المتوجهة لقضائه في أعلى القمم المثلجة، فقد اتفقت الوكالات السياحية على تنظيم رحلات إلى هذه المناطق في وقت واحد، وأعلنت في وقت مبكّر عن غلق الحجوزات وامتلاء الأماكن عن آخرها، وكان متوقعًا كما في سنوات ماضية أن يضطر كثيرون لقضاء ليلة في العراء بسبب انسداد الطرقات.

بيانات تحذيرية 

إلى هنا، قامت بعض صفحات المجتمع المدني، في إطلاق بيانات تحذيرية، من خطورة العواصف الثلجية على مستوى هذه المرتفعات الجبلية، منبهة إلى أن الضغط التي تشهده في هذه الفترة من السنة سيحوّل يوم العطلة إلى يوم شاق، لم تتمكن المصالح الأمنية وفرق الإنقاذ من إنهائه إلى عند الساعات الأولى من فجر الجمعة.

سيارات متوقفة وطرق مغلقة وسط المنعرجات الجبلية وسط العاصفة الثلجية، كان هذا هو المشهد الذي سيطر طيلة ليلة الخميس إلى الجمعة، فحافلات المسافرين القادمين إلى جبال تيكجدة بالبويرة وشريعة بالبليدة ومغرس بسطيف وشيليا ببتانة، كلها تحوّلت إلى مشهد واحد متدوال.

تحت وقع برودة الطقس والعواصف الثلجية، يمكن وصف أن العائلات التي توجهت بمركباتها لزيارة الثلوج، وسط غابات الأرز الأطلسي والمنعرجات الجبلية، علقت في طريق العودة في مسلك مظلم بعيد عن الأماكن الحضرية، حيث لا توجد مطاعم ولا فنادق ولا محطات على امتداد أغلب هذه الطرقات، ومع استمرار تساقط الثلوج وتراكمها على الطرقات، بقي المحاصرون لساعات مع أطفالهم، بعيدًا عما يمكن اقتناؤه من طعام ومشروبات.

إصابات بين الزوار

لم يتوقف الأمر هنا، فإثر التوافد الكبير لمراكز الترفيه والتزلج، عرفت مرتفعات شريعة إصابة 23 شخصًا يوم الجمعة إلى غاية الظهيرة، وفق ما أعلنته صالح الحماية المدنية، وذكرت أن المصابين تعرضوا لإصابات متباينة ورضوض، وحُول بعضهم إلى المركز العملياتي بمرتفعات الشريعة.

في هذا السياق، علّقت صفحة "سكان سوق الأربعاء" على الأوضاع السائدة في تلك الفترة، في منشور فيسبوكي: " في هذه الأثناء راهم في الشريعة محاصرين من الثلج عند بالهم الثلج هذا كيما يشوفوه عبر القنوات الأميركية عندهم التاويل، والحاجة اللي تغيض أطفال صغار مساكبن ميعرفوش".

أما صفحة "الحراش حومتي فيها تربيت"، فأرجعت الأمر إلى عدم الالتزام بالنصائح التي أطقتها المصالح الأمنية، ونشرت على صفحتها: "الأجواء في الشريعة اقبال كبير جدًا، رغم التحذيرات بمرور عاصفة وسقوط أمطار غزيزة و ثلوج في الساعات القادمة.. لكن لا حياة لمن تنادي، يزيدو غير الخدمة لعناصر الحماية المدنية يبقاوا يعيطوا ويقولولهم أنقذونا رانا حصلنا ورانا تهنا".

من جهته، نشر عبد الغني طلحي، بعض عمليات التدخل التي عرفتها منطقة الشريعة بسبب التوافد الكبير وممارسة نشاطات ترفيهية، مشيرًا إلى أن مصالح الحماية المدنية أعلنت عن إسعاف 53 شخصًا بالبليدة، وحرّرت سبع سيارات بالطريق الوطني رقم 33، بتيكجدة على متنها 27 شخصًا.

الدرك الوطني ينبّه

يشار هنا أن صفحة "طريقي" الخاصة بقيادة الدرك الوطني على موقع فيسبوك، نشرت تنبيهًا تزامنًا مع عطلة نهاية الأسبوع، جاء فيه، أنه ونظرًا للحالة الجوية السائدة "ننصح مستعملي الطريق بتجنب التنقل إلى المناطق التي تشهد تساقط الثلوج أو بها صعوبة السير، على غرار منطقة الشريعة بالبليدة، وتيكجدة بالبويرة، بابور بسطيف، شيليا بخنشلة وغيرها".

صفحة "تيزي وزو وما جاورها" حملت مسؤولية ما حدث لرواد هذه الفضاءات، وأرجعت ذلك إلى عناد البعض، حيث جاء في منشورها: "أسبوع من التحذيرات لكن للتغنانت رأي آخر"

أما صفحة "أحوال الطقس في الجزائر" فكتبت عما حدث في جبال شيليا بباتنة، وأكّدت أن حركة السير متوقفة تمامًا منذ أكثر من خمس ساعات تراكم الثلوج في شيليا والناس راهي بايتة برا فهذا البرد، نتمنى عودتهم بسلامة".

وعلّقت صفجة "تازولت نحو الأفضل" تعليقًا مرفوقًا بصور العالقين في المرتفعات الجبلية، حيث تركت مجالًا لتعبير الصور والفيديوهات المتداولة، وحمل منشورها جملة: "عائلات كثيرة محاصرة في الجبال وسط الثلوج رغم التحذيرات المتكررة بتجنب المناطق الصعبة.. ".

أما المدون فؤاد بوجلدة فيكتب معلقًا على الوضع في ولاية سطيف قائلًا: "عائلات عالقة بجبل مقرّس في ولاية سطيف بسبب تساقط الثلوج. تسببت التساقطات الثلجية الكثيفة التي تشهدها أعالي جبل مقرّس بولاية سطيف في محاصرة العديد من العائلات، وسط صعوبات كبيرة في التنقل وانقطاع بعض الطرقات، نهيب بالمواطنين تجنب التنقل في المناطق المرتفعة حاليًا، واتباع توجيهات السلامة لتفادي أي مخاطر".

حلول أخرى 

وتنشر صفحة "صحراءنا" من جهتها، أن "أكثر من 200 سيارة بينها عائلات محاصرة حاليا في شيلية ولاية خنشلة نتيجة عاصفة ثلجية قوية، نسأل الله السلامة والعافية وأن يحفظ الجميع".

ويدعو عصام رمضان أبو شيبة في تدوينة فيسبوكية بالسلامة للعائلات المحاصرة في منشور له، مدعمًا تعليقة بتقرير عن الحالة العامة للعالقين في الثلوج، بمرتفعات مغرس بسطيف وأولاد إدريس بسوق أهراس وشيليا بخنشلة وباتنة والشريعة بولاية البليدة.

العائلات المتوجهة إلى هناك لا تملك خيارًا آخر في ظل تمدرس أبنائها وانشغال الآباء طيلة الأسبوع بوظائفهم

لا يمكن إلقاء اللوم على زوار المرتفعات الثلجية في كل مرّة تحاصر فيها السيارات في كل مرة وسط الثلوج، وبدل توفير مخطط مسبق يوفر ظروفًا تنظيمية أفضل، وشق طرق وفضاءات أخرى وسط المرتفعات الجبلية ومحطات للترفيه والراحة، أو اتخاذ إجراءات من شأنها التخفيف من هذا الضغط، تبقى البيانات التحذيرية من التوجه إلى هذه المناطق غير كافية لمواجهة هذه المشاكل، علمًا أن العائلات المتوجهة إلى هناك لا تملك خيارًا آخر في ظل تمدرس أبنائها وانشغال الآباء طيلة الأسبوع بوظائفهم.