ركز المتدخلون في مناقشات الجلسة الأولى من فعاليات الملتقى الدولي حول "السينما والذاكرة" بالجزائر العاصمة، على دور السينما كوسيلة فعالة في توثيق تاريخ الشعوب، خاصة في فترات مقاومة الاضطهاد الاستعماري.
السينما أداة أساسية في إثبات هوية الشعوب ومقاومتها للظلم
وتطرق المشاركون، في اليوم الأول من التظاهرة، إلى دور الصورة في حفظ الذاكرة الوطنية، كما تم استعراض تجارب عدة دول، من بينها الجزائر، في استخدام السينما لنقل معاناة الشعوب تحت نير الاستعمار.
وفي إطار الذكرى السبعين للثورة التحريرية، استعرض المشاركون، وفق وكالة الأنباء الجزائرية، تأثير السينما على الذاكرة الجماعية وعلى نضال الشعوب من أجل الدفاع عن المبادئ الإنسانية والحرية والعدالة.
وفي هذا الشأن، لفت الناقد السينمائي أحمد بجاوي في مداخلته، إلى دور الصورة في توثيق معاناة الجزائريين تحت الاستعمار الفرنسي، مشيرًا إلى التزام الفنانين الجزائريين بالقضية الوطنية من خلال الأعمال السينمائية.
كما سلط الضوء على المبادرات التي أطلقها رواد السينما في الجزائر خلال الثورة التحريرية، مثل دور محمود قناز في تأسيس نواة التصوير العسكري عام 1957، التي كانت تهدف إلى نقل الصورة الحقيقية لما يجري في الجزائر إلى العالم.
من جانبه، أشار الأستاذ الجامعي عيسى رأس الماء إلى المراحل المتعددة التي مرت بها السينما في الجزائر، بدءًا من "السينما الكولونيالية"، مرورًا بالسينما التي أظهرت مقاومة الشعب أثناء الثورة، وصولًا إلى مرحلة ما بعد الاستقلال حيث تركزت على نقل رسالة الدولة في بناء المجتمع الجديد.
أما المخرج الكوبي ميلتون ألبيرتو دياز كانتر، فتناول أهمية السينما في حفظ الذاكرة التاريخية للشعوب، مشيرًا إلى العلاقات الثقافية والتاريخية بين الجزائر وكوبا.
بدوره؛ قام الناقد السينمائي الفرنسي أولفييه حدوشي بتحليل الأفلام التي تناولت الثورة الجزائرية، مؤكدًا على دور هذه الأفلام في تفكيك الدعاية الاستعمارية وتقديم صورة بديلة.
كما تطرق الملتقى أيضًا إلى السينما الفلسطينية عبر مداخلة للجامعي المصري سيد علي إسماعيل، الذي استعرض الأشكال المبكرة للمقاومة السينمائية في فلسطين قبل النكبة.
وناقش المشاركون وضعية السينما كأداة أساسية في إثبات هوية الشعوب ومقاومتها للظلم، فضلاً عن كونها وسيلة للرد على الآلات الدعائية للمستعمر.
ومن المهم الإشارة إلى أنّ الملتقى الدولي "السينما والذاكرة: نافذة على الماضي ورؤية للمستقبل"، الذي انطلق أمس، يستمر لثلاثة أيام أي إلى غاية 11 كانون الأول/ ديسمبر الحالي، ويُعتبر جزءًا من الاحتفالات بالذكرى الـ 70 لاندلاع الثورة التحريرية الجزائرية، ويُعد فرصة هامة لاستكشاف دور السينما في تشكيل الذاكرة الوطنية والدفاع عن الهويات الثقافية.