تحضيرات عيد الفطر في الجزائر.. هذه هي الحلويات الأكثر طلبًا في 2025؟

تحرِصُ العائلات الجزائرية في كل عيد فطر على أن تكون مائدتها مملوءة بمختلف أنواع الحلويات سواء التقليدية أو العصرية، بالرغم من ارتفاع تكاليف تحضيرها من عام إلى آخر. بل إن الإقبال عليها يتزايد مع ظهور أنواع جديدة من الحلوى سواء تقليدية أو عصرية تكون  كل عام موضة العيد الجديد، بفضل الرواج التي توفرها لها مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تتحكم في اختيارات كثير من المستهلكين.

حلوى البقلاوة المحضّرة باللوز والجوز يصل إلى 200 دينار وللمنطقة التي تُباع فيها ولصانِعها دور في ارتفاع الأسعار

وفي السنوات الأخيرة، أصبح الحديث بين مُحترِفي صناعة الحلويات وربات البيوت لا يتعلق فقط بوصفات تحضير أي نوع من الحلوى، إنما أيضا بالأنواع الأكثر طلبا، خاصة وأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت عاملا أساسيا في رفع الإقبال على نوع معين وعدم الاهتمام بحلوى أخرى، وهو ما يتكرر هذا العام أيضا.

 الأكثرُ طلبًا

تقول أم أيمن القاطنة بولاية عين الدفلى والتي تبيع الحلويات إلكترونيًا عبر صفحة في موقع فيسبوك إن الطلب على الحلويات التقليدية في عيد الفطر يبقى هو الأساس من قبل الجزائريين مثل البقلاوة التي تظل حاضرة كل عام، إضافة إلى مقروط اللوز ومقروط التمر، فهذه الحلويات الثلاث أساسية في عيد الفطر، وفق ما كشفته السيدة ذاتها لـ"الترا جزائر".

وأضافت أم أيمن أن من خلال الطلبات التي تصلها من زبائنها، فإن الحلويات الأكثر إقبالا من الجزائريين هي البقلاوة والمقروط وبسكويت الشكولاطة وتشاراك العريان والبسكويت بذوق الليمون.

أما السيدة خديجة من ولاية بومرداس وسط الجزائر التي تقوم هي الأخرى ببيع حلويات عبر موقع التواصل الاجتماعي، فأشارت إلى أن من الحلويات المطلوبة هذا العيد هي حلوى الصامصة التقليدية بالفستق بدل الطريقة الأساسية التي تكون مصنوعة فيها باللوز، إضافة إلى البسكويت على شكل هلال، وبسكويت مكتوب عليه "عيد مبارك أو عيد سعيد"، وفق ما قالته لـ"الترا جزائر".

وأضافت أن المستهلك الجزائري يشترط أن تكون الحلويات التقليدية الجزائرية حاضرة في مائدة العيد، لكن بشرط أن تكون مصحوبة بتشكيلات من الحلوى العصرية، لأنه من غير الممكن أن نقاوم التغيرات التي تحدث في أذواق المستهلكين وفق كل عصر.

ولفتت صانعة الحلوى ذاتها أن العائلات الجزائرية تحرص أيضًا أن تكون المائدة خليطا بين الحلويات المعسّلة والجافة، بهدف تقديم طبق متنوع للضيوف وأفراد العائلة.

وبالنسبة للأسعار للذين يقتنون الحلوى وليس لديهم الوقت لتحضيرها، فتختلف حسب مكوناتها والمنطقة التي تباع فيها، فعلى سبيل المثال تشير السيدة خديجة إلى أن الحبة الواحدة من البقلاوة التي تحظر بالفول السوداني لا يقل سعرها عن 60 دينارا، فيما يرتفع إلى 160 أو 200 دينارا على الأقل لما تكون محضرة باللوز والجوز، إضافة إلى أن للمنطقة التي تباع فيها ولصانعها دور في رفع الأسعار، حيث يزيد الثمن في الولايات الكبرى والأحياء غير الشعبية.

تغييرات بسيطة

بالنسبة لـ"الشاف صالح الباتني" الذي يتابعه الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الحلويات الأكثر طلبًا لهذا العام لا تختلف عن الأعوام السابقة، بالنظر إلى أن الوصفة الأساسية لكل حلوى تبقى نفسها.

وأشار الشاف صالح إلى أن بسكويت الهلال بالشكولاطة أو الذي يتضمّن التهنئة بعيد الفطر المبارك، لا يختلف في وصفته الأساسية عن طريقة تحضير البسكويت العادي المعروف لدى كل الجزائريين، إنما التغييرات تكون في الشكل أو في طريقة التزيين أو في طلية التزيين.

وأضاف الشاف ذائع الصيت على مواقع التواصل الاجتماعي أن الأمر لا يختلف أيضا بالنسبة للحلويت التقليدية التي ما تزال تعد وفق وصفتها المعروفة منذ عديد السنين، وكل محاولة لعصرنتها لا تتعدى طريقة التزيين أو بعض الإضافات في المكونات، والتي يجب الإشارة إليها من قبل "الحلواجي" أو الصانع المحترف للحفاظ عليها.

دور بارز

تؤكد عديد الدراسات أن وسائل الاتصال الاجتماعي أصبحت تساهم بشكل كبير في اختياراتنا الغذائية وعادات الأكل لدى مختلف المجتمعات، وهذه الظاهرة تنطبق أيضا على اختيارات الجزائريين للحلوى التي تزين موائدهم في الأعياد والمناسبات.

ولا ينكر الشاف صالح الباتني أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في عودة الاهتمام بالحلويات التقليدية من قبل الجزائريين، حتى تلك التي أصبحت غير مشهورة ومعروفة إلا من طرف فئات معينة.

دراسات علمية: وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تساهم بشكل كبير في اختياراتنا الغذائية وينعكس ذلك على اختيارات الحلوى لدى الجزائريين

وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي لها دور في جعل حلوى معينة ضمن الأكثر طلبا في المناسبات مثل عيد الفطر، مشددا في هذا الإطار على ضرورة الحفاظ على الوصفات الأساسية للحلويات التقليدية لأنها تدخل ضمن التراث الوطني الجزائري، وفي حالة القيام بأي إضافات لابد من الإشارة إليها كي لا تتعرض للتشويه.

 وشدد "صالح الباتني" على ضرورة نقل الوصفات التي توارثها الجزائريون من جيل إلى آخر بكل صدق وأمانة، بالنظر للدور الكبير الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي في جعل المستهلكين يجربون الوصفات التي تعرض عبر العالم الافتراضي.

وبالنسبة لـ"الشاف الباتني"، فإنه يجب على المستهلك أن لا ينزح كثيرًا وراء ما تقدمه وسائل الاتصال الاجتماعي، وذلك بصناعة الحلوى وفق إمكاناته المادية، ووفق ما يتلاءم مع قدرته الشرائية، خاصة مع تسجيل ارتفاع في لوازم صنع الحلويات تعدى 30 بالمئة مقارنة بالأسعار المسجلة في رمضان 2024.