مجتمع

تمديد عطلة الأمومة بشروط.. جدل برلماني وحقوقي لتوسيع الإجراء 

14 فبراير 2025
عطلة الأمومة.png
عطلة الأمومة (الصورة: وكالات)
أسماء بهلولي
أسماء بهلولي صحافية من الجزائر

يستعد المجلس الشعبي الوطني قريبًا لمناقشة مشروع قانون التأمينات في شقه الخاص بتمديد عطلة الأمومة، وهو مشروع أثار اهتمامًا واسعًا قبل عرضه الرسمي، وجدلًا أيضًا يتعلق بالشروط التي تضمنته للحصول على هذه المنحة، وهو الأمر الذي يقترح النواب مناقشته تحت قبة البرلمان.

النائبة غمرة فريدة لـ "الترا جزائر": إذا اقتصرت عطلة الأمومة على حالات محددة سنعمل على المطالبة بتوسيع الإجراء ليشمل جميع الأمهات العاملات

إلى هنا، تضطر كثير من النساء العاملات للالتحاق بوظائفهن، بعد مرور ثلاثة أشهر يقرها قانون التأمينات، حيث أن هذا القانون لم يعدّل منذ أكثر من أربعين سنة، وتلجأ كثير من الأمهات إلى إيداع أطفالهن الرضع (خاصة الأسر النووية) في دور الحضانة، للالتحاق بمناصب عملهن، مع ما يرافق ذلك من أثار ومتاعب صحية تعود على الأم والطفل معًا، وهو ما يدفع كثيرًا منهن إلى اللجوء لعطل غير مدفوعة الأجر أو عطل مرضية للمكوث أطول فترة ممكنة في البيوت.

وحتى الآن، لم تُكشف تفاصيل المشروع بشكل كامل، باستثناء ما أعلنته وزيرة التضامن الوطني، صوريا مولجي، أمام أعضاء مجلس الأمة الأسبوع الماضي، حيث أوضحت أن التمديد المقترح قد يصل إلى 14 أسبوعًا ، لكنه سيكون مشروطًا ويقتصر على حالات خاصة، مثل ولادة طفل يعاني من إعاقة أو مرض خطير.

هذا الإعلان أثار تباينًا في الآراء داخل الأوساط الحقوقية والسياسية، حيث عبّر ناشطون ونواب في البرلمان عن أملهم في توسيع نطاق الإجراء ليشمل جميع الأمهات العاملات؛ واعتبر هؤلاء أن تمديد عطلة الأمومة تمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز حقوق المرأة وحماية الطفل ، إلا أن اقتصارها على فئة معينة قد يحد من أثرها الإيجابي على حياة النساء العاملات وأطفالهن.

فهل سيكون تعديل قانون التأمينات خطوة شاملة لتعزز حقوق جميع الأمهات العاملات، أم أنه سيبقى محدودًا بظروف معينة قد تثير نقاشات أوسع تحت قبة البرلمان؟

مطالب بتوسيع الإجراء

وفي السياق، قالت البرلمانية غمرة فريدة إن مبادرة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بتعديل قانون التأمينات في شقه المتعلق بتمديد عطلة الأمومة إلى 14 أسبوعًا يمثل خطوة هامة نحو تعزيز حقوق المرأة العاملة وتحسين ظروفها الاجتماعية.

وفي حديث إلى "الترا جزائر"، أوضحت غمرة أن هذا الإجراء سيعود بالنفع على صحة الأم والطفل على حد سواء، مشيرة إلى أن تعزيز حقوق الأمهات العاملات يعكس التزام الدولة برعاية الأسرة ودعم المرأة في دورها كركيزة أساسية في المجتمع.

وأضافت غمرة أن مشروع تعديل القانون الذي من المرتقب أن يُعرض قريبًا على البرلمان، يعكس توجهًا إيجابيًا نحو ترسيخ مبدأ المساواة وتوفير بيئة عمل تضمن التوفيق بين الحياة المهنية والأسرية للنساء العاملات، مشددة على ضرورة استكمال هذا التوجه من خلال توسيع نطاق الإجراء ليشمل جميع الأمهات العاملات دون استثناء.

وفيما يتعلق بتصريحات وزيرة التضامن الوطني، التي أشارت إلى أن تمديد عطلة الأمومة قد يقتصر على حالات معينة مثل ولادة طفل معاق أو مصاب بمرض خطير، أكدت غمرة أن النواب في المجلس الشعبي الوطني لم يحصلوا بعد على تفاصيل المشروع الرسمي، نظرًا لأنه لم ينزل بعد للمجلس الشعبي الوطني لكنها أكدت بوضوح أن أي اقتصار لهذا التعديل على حالات محددة سيكون بمثابة تقليص للأثر الإيجابي المنتظر من هذا الإجراء.

وأردفت غمرة: "في حال كانت التعديلات المقترحة تقتصر على بعض الحالات فقط، سنعمل كنواب على المطالبة بتوسيع الإجراء ليشمل جميع الأمهات العاملات، لأن فترة الأمومة تُعتبر مرحلة حيوية ومهمة لتربية الطفل بشكل سليم وتوفير العناية اللازمة له في بداية حياته، وهي مسؤولية تستحق الدعم والتقدير

وأضافت المتحدثة: "نلتمس من رئيس الجمهورية أن يوسع هذا الإجراء ليشمل جميع الأمهات العاملات، لأن توفير عطلة أمومة ملائمة ليس فقط حقًا للمرأة، بل هو استثمار في مستقبل المجتمع بأكمله، حيث ينمو الطفل في بيئة صحية وآمنة تعزز بناء أجيال قوية".

وأضافت صاحبة مبادرة تعديل القانون:"إن توسيع عطلة الأمومة ليشمل جميع الأمهات العاملات يُعد خطوة مهمة ،حيث يعكس دعم الدولة لحقوق المرأة العاملة التزامًا بمبادئ العدالة الاجتماعية".

كما أن توفير وقت كاف للأمهات لرعاية أطفالهن يعزز من جودة الحياة الأسرية، مما ينعكس إيجابا على الصحة النفسية والجسدية للأمهات، وعلى التنشئة السليمة للأجيال المقبلة.

عدالة اجتماعية 

من جانبها، أوضحت الناشطة الحقوقية والاجتماعية عائشة زميت، أن قرار تمديد عطلة الأمومة، الذي أعلنه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال اجتماع مجلس الوزراء، يشكل خطوة نوعية ومهمة نحو تعزيز العدالة الاجتماعية وتحقيق التوازن بين الرجل والمرأة في سوق العمل.

وأوضحت المتحدثة  لـ "الترا جزائر " أن هذا الإجراء يندرج ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تمكين المرأة من ممارسة أدوارها المتعددة بشكل متكامل، حيث يجمع بين تعزيز مكانتها كعنصر فاعل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وضمان استقرارها الأسري.

وأشارت زميت إلى أن تمديد عطلة الأمومة لا يعكس فقط التزام الدولة بتخفيف الأعباء عن المرأة العاملة، بل يحمل رسالة واضحة حول أهمية توفير بيئة عمل عادلة تضمن للنساء حقوقهن دون التأثير على مسؤولياتهن الأسرية.

وأضافت أن هذا القرار يعزز شعور الأمهات العاملات بالأمان والطمأنينة تجاه رعاية أطفالهن والاهتمام بتنشئتهم، مما يدعم في الوقت نفسه قدرتهن على الابتكار والإنتاجية في مواقع العمل.

في هذا السياق، دعت زميت إلى ضرورة استكمال هذه الخطوة بتدابير إضافية تدعم المرأة، مثل تحسين آليات تطبيق القوانين المتعلقة بحماية حقوق الأم العاملة، وتوفير بيئة عمل مرنة تشمل إنشاء دور حضانة ملحقة بمقرات العمل.

الناشطة عائشة زميت لـ "الترا جزائر":  هذا التوجه يُعد استثمارًا بعيد المدى في الأسرة الجزائرية، التي تشكل النواة الأساسية لبناء مجتمع قوي

وأضافت زميت أن هذه المبادرة قد تكون بداية لسياسات أوسع تعترف بالدور غير المرئي الذي تقوم به النساء في رعاية الأسرة والمجتمع، مشيرةً إلى أهمية إقرار منحة للمرأة الماكثة في البيت كحق يعكس تقدير الدولة لدورها الكبير. واعتبرت أن هذا التوجه يُعد استثمارًا بعيد المدى في الأسرة الجزائرية، التي تشكل النواة الأساسية لبناء مجتمع قوي لتضيف :" تعزيز حقوق المرأة وتمكينها ينعكسان إيجابًا على المجتمع بأسره".

 

الكلمات المفتاحية

الشواطئ الجزائرية

غلاء الفنادق يعيق السياحة الداخلية.. حلم العائلة الجزائرية يصطدم بحسابات الجيب

في كل صيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة، تتحوّل المدن الساحلية الجزائرية إلى حلم جماعي يتسلل إلى مخيلة الكثير من العائلات، خاصة القاطنة في الهضاب والجنوب. لكن ما إن يبدأ التخطيط لرحلة سياحية داخلية، حتى تصطدم العائلة الجزائرية بسؤال واقعي بسيط: "هل نقدر على كلفة عطلة صيفية؟".


الإدمان الرقمي

إدمان "الثواني الثلاث".. رحلة الجزائريين نحو الصيام الرقمي

في شارع حسيبة بن بوعلي، أحد أشهر الشوارع الرئيسية بالجزائر العاصمة، نجا شاب في العشرينات من عمره بأعجوبة، بعدما كادت مركبة أن تودي بحياته خلال ثوانٍ، بينما كان الشاب مشغولاً بهاتفه وهو يمشي شارد الذهن.


IMG_2897 (1).jpg

اختطاف الأطفال في الجزائر.. بين الصدمة ومسؤولية المجتمع والقانون

تُلقي حوادث اختطاف الأطفال والقصر حالة من الهلع على كافة الفئات المجتمع، حيث تُسبب الظاهرة انعكاسات سلبية نفسية واجتماعية على كل المحيط الأسري، وتتعدى الدائرة العائلية إلى المدرسة والحي والمجتمع بكامله.


البكالوريا الخبر.jpg

التوجيه المدرسي في الثانوية.. هل تنجو رغبات التلاميذ من ميولات العائلة وضغط الأقسام؟

تعكف مجالس القبول بالمتوسطات والثانويات هذه الأيام عبر مختلف ولايات الوطن على النظر في اختيارات التلاميذ المنتقلين إلى السنتين الأولى والثانية ثانوي، لتحديد الشعبة التي سيدرسونها وترسم مسارهم التعليمي والمهني مستقبلا وفق آليات محددة معروفة لدى مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي، والتي تنظر وزارة التربية اليوم في إمكانية تجديدها، بالنظر إلى أن كثيرا من الطلبة لا يبدون رضاهم عن التخصص الذي وجهوا إليه.

بوضياف
راصد

محمد بوضياف.. رئيس يرفض أن يرحل من ذاكرة الجزائريين

في ذكرى اغتياله الثالثة والثلاثين، لا يزال الرئيس الراحل محمد بوضياف يثير مشاعر الحنين والأسى لدى الجزائريين، الذين يتذكرونه كأحد أكثر الشخصيات السياسية التي جمعت بين التاريخ الثوري والرغبة في إصلاح الدولة.

الارسيدي
راصد

"الإسلاميون استحوذوا على مفاصل الدولة".. الأرسيدي يشعل مواقع التواصل وشخصيات من حمس تنتفض

أثار حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (الأرسيدي) جدلاً واسعاً مجدداً في الساحة السياسية الجزائرية، بعدما أورد في لائحته الأخيرة، الصادرة عن المجلس الوطني، اتهامات مباشرة لما وصفه بـ"تيار الإسلام السياسي" بالاستحواذ على مفاصل الدولة والسعي لطمس أسس الهوية الوطنية.


تبون ماكرون_0.png
أخبار

المدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية: لا نقدم أي مساعدات للجزائر التي ترفض الاقتراض

وضع المدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، ريمي ريو، حداً لما وصفه بـ"الجدل المفتعل" حول مزاعم المساعدات الفرنسية السنوية للجزائر، في ظل ترويج اليمين المتطرف المتكرر لهذه الفكرة داخل فرنسا.

بن سعيد
أخبار

مُفجّر قطارات باريس.. من هو بوعلام بن سعيد الذي ستُسلّمه فرنسا للجزائر؟

ينتظر أن تتسلم الجزائر، مطلع شهر آب/أوت المقبل، الإرهابي بوعلام بن سعيد، أحد أبرز عناصر الجماعة الإسلامية المسلحة (GIA)، بعد أن قضى قرابة ثلاثين عاماً في السجون الفرنسية، عقب إدانته بتفجيرات دامية هزت باريس صيف عام 1995.

الأكثر قراءة

1
رياضة

مسلسلٌ صيفيٌ جديد بطله يوسف بلايلي.. ما القصة؟


2
أخبار

وزير السكن.. الرد على المسجلين في برنامج "عدل 3" في نهاية جويلية


3
مجتمع

غلاء الفنادق يعيق السياحة الداخلية.. حلم العائلة الجزائرية يصطدم بحسابات الجيب


4
أخبار

المركزية في ثوب محلي.. هل تتحمل الجزائر خريطة إدارية جديدة؟


5
منوعات

جولة في الحي العتيق بالجزائر العاصمة.. مدينة القصبة التي تُبعث من أنقاضها