مع بدء أولى لسعات البرد في الجزائر، عادت المجلة العلمية الشهيرة "فيوتورا سيانس" إلى توثيق قصة أدنى درجة حرارة سجلتها البلاد، وهو الرقم الذي تم تحطيمه منذ نحو 80 سنة.
الدرجة المسجلة هي ثاني رقم قياسي في أفريقيا
وذكرت المجلة أن الجزائر معروفة بحرارتها العالية وصحرائها الشاسعة، حيث يمكن أن تصل درجات الحرارة في فصل الصيف إلى 50 درجة مئوية. ومع ذلك، فإن بعض المناطق في البلاد يمكن أن تشهد برودة شديدة خلال فصل الشتاء، خاصةً في المناطق الجبلية.
من بين هذه المناطق، مدينة باتنة التي سجلت أدنى درجة حرارة تم تسجيلها في الجزائر، والتي بلغت -20 درجة مئوية، وذلك في 4 كانون الثاني/جانفي 1945.
وأبرزت المجلة أن هذا الرقم القياسي ظل محفوظا في تاريخ الجزائر المناخي، ويعد أحد أدنى درجات الحرارة المسجلة على مستوى القارة الأفريقية.
وتقع باتنة في منطقة منخفضة تُعرف بـ"الحوض"، محاطة بجبال، مما يجعلها عرضة لتجمع الهواء البارد خلال الشتاء، ما يُعرف بظاهرة "الجيب البارد". لذلك، يبلغ متوسط درجات الحرارة بها في شهر كانون الثاني/جانفي، عادةً بين 0 درجة مئوية في الصباح و11 درجة مئوية خلال النهار.
لكن كانون الثاني/جانفي 1945 كان استثنائيا، فقد بلغت درجات الحرارة الصباحية -4.9 درجة مئوية في المتوسط، وهو فرق يصل إلى 5 درجات مئوية عن المعتاد، ما يعكس شدة البرودة في تلك الفترة.
ومن خلال مراجعة السجلات المناخية للمدينة، يتضح أن مثل هذه الدرجات المنخفضة نادرًا ما تُسجل في السنوات الأخيرة، مما يجعل الرقم المسجل في 1945 فريدًا إلى اليوم في الجزائر وحتى أفريقيا التي يأتي فيها في المرتبة الثانية بعد الرقم القياسي المسجل في المغرب عند -23.9 درجة مئوية.