31-يوليو-2024
هنية رفقة مقري

(فيسبوك)

قال الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم "حمس"، عبد الرزاق مقري، إنّ قتل القادة الكبار في مسيرة الحركات المقاومة لتحرير بلدانها، لن يؤثر عليها، بل يزيدها قوة وتماسكًا وانتشارًا.

عبد الرزاق مقري دعا الأمة العربية والإسلامية بمختلف طوائفها أن تكون جاهزة للتحولات الكبيرة المتوقعة على إثر هذه الجريمة الشنعاء

وفي تعليقه عبر صفحته الرسمية على فيسبوك عن استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، أكّد، عبد الرزاق مقري أنّ "استشهاد قائد كبير في حركة جهادية مقاومة مثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أمر عادي. فذلك هو مصير من رشح نفسه لهذه المهمة النبيلة، وهذا الذي حدث في الثورة التحريرية الجزائرية إذ أغلب القيادات الكبيرة استشهدت كمصطفى بن بولعيد، والعربي بن مهيدي، وعميروش وسي الحواس وغيرهم كثير."

وتابع: "لقد فاز الشهيد إسماعيل هنية بأعظم منحة يتمناها مؤمن صادق، فهو حي يرزق عند ربه". ليكمل: "لا يؤثر قتل القادة الكبار في مسيرة الحركات المقاومة لتحرير بلدانها، بل يزيدها قوة وتماسكا وانتشارا."

ووفقه "فقد قُتل المؤسس والمسؤول الأول في الحركة الشيخ أحمد ياسين والعديد من قادة الصف الأول فجعل ذلك الحركة هي مرجع الكفاح والنضال في الساحة الفلسطينية وفي العالم بأسره، وهي اليوم تُعجز الكيان الصهيوني وكل حلفائه إلى درجة التشكيك في إمكانية استمرار الكيان نفسه."

واعتبر الرئيس السابق لـ"حمس" أنّ "اغتيال الشهيد أبي العبد هنية إعلان الكيان بأنه يريد استمرار المواجهة فعلى المقاومة في فلسطين أن تأخذ علمًا بذلك وأن تستعد لجولة طويلة من الجهاد إلى غاية التحرير، وعلى الشعب الفلسطيني كله أن يأخذ علما بأنه لا يُراد له أن يعيش بكرامة وأنه يراد معاقبته دون تمييز على كل محاولة لأخذ حقوقه."

وواصل: "فالبارحة استشهد ياسر عرفات لأنه أراد بعض الحقوق عن طريق المفاوضات واليوم يستشهد إسماعيل هنية لأن حركته أرادت أخذ الحقوق عن طريق المقاومة، فالاستشهاد بكرامة على طريق الجهاد هو السبيل الأوحد الذي حررت به الشعوب بلدانها، فلا حل للشعب الفلسطيني إلّا أن يتحد وراء المقاومة من أجل حريته وصناعة مجده كما فعلت شعوب أخرى، وكل تردد وارتعاش أمام جبروت الاحتلال هو مزيد من الإذلال واستمرار الاحتلال."

ودعا مقري الدولة الإيرانية أن "تتحمل مسؤوليتها بالرد المناسب على هذه الجريمة التي وقعت على أرضها والشهيد استهدف وهو في ضيافتها، ويجب أن تستعد لمواجهة واسعة مع الكيان، لأنه بات واضحا بأن ذلك ما يريده قادة الاحتلال من أجل التغطية على الهزيمة التاريخية النكرة التي حلت بهم في طوفان الأقصى."

كما أنّه "على الأمة العربية والإسلامية بمختلف طوائفها أن تكون جاهزة للتحولات الكبيرة المتوقعة على إثر هذه الجريمة الشنعاء، وعلى الحكومات أن تكون في صف المقاومة بلا مواربة وألّا تغرق أكثر في الخنوع والاستسلام للإرادة الأميركية الصهيونية، فإنها في كل الأحوال لن تهنأ بسلطانها ما دامت فلسطين تحت الاحتلال وما دام الكيان موجودا."

مقري: الدولة الإيرانية تتحمل مسؤوليتها بالرد المناسب على هذه الجريمة التي وقعت على أرضها والشهيد استهدف وهو في ضيافتها

ووجه المتحدث رسالة أيضًا للنخب والشعوب وحثّها على "تتحمل مسؤوليتها وألّا تقبل بسقوف الخور والهوان الذي تفرضه الأنظمة ضمن هذه التحولات التاريخية العظيمة. إنّ طوفان الأقصى سيفصل في الأمة بين طائفتين، طائفة في المكان الصحيح من التاريخ مع المقاومة الفلسطينية وطائفة في المكان الخاطئ من التاريخ يجتمع فيه من هم ضد المقاومة مع المثبطين ومع من لا يبالون بما يحدث ومن يغرقون في حساباتهم الشخصية ومصالحهم الضيقة."

وختم عبد الرزاق مقري بقوله: "على أحرار العالم والقوى الدولية المدركة لخطورة الفوضى التي ترعاها أميركا بإطلاق أيادي حليفها الصهيوني أن تتصرف لوقف هذا التدحرج المستمر نحو الهاوية والمواجهة الشاملة التي يريدها المجرم نتنياهو لإنقاذ نفسه ويريدها تجار الحروب والمتخصصون في التحكم في العالم بواسطة الفوضى."

ولاحقًا، أعلنت حركة "حماس"، استشهاد رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، إثر غارة إسرائيليّة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد. 

وقالت الحركة في بيان صحفي مقتضب: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون".

ونعت الحركة "إلى أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم، وإلى الأمة العربية والإسلامية، وإلى كل أحرار العالم، الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية"، كما جاء في بيانها. 

وكان هنية شارك يوم أمس في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، والتقى مع وفد الحركة بالرئيس الجديد، وكذلك التقى المرشد الإيراني.