01-مايو-2024
اسماعيل هنية وأحمد صادوق

اسماعيل هنية وأحمد صادوق (صورة: فيسبوك)

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في حديثه مع وفد برلماني جزائري التقاه في إسطنبول، أن المقاومة في غزة بخير، وهي تعيد انتشارها في الميدان بعد دحرها العدو الذي لم يعد متمركزا، حسبه سوى في مناطق محدودة من القطاع.

هنية للوفد الجزائري:  المقاومة أعادت الانتشار في كل العقد والأنفاق من الشمال للجنوب وأعادت تهيئة نفسها وأصبحت تدير العمليات

وقال أحمد صادوق رئيس المجموعة البرلمانية لحركة مجتمع السلم، في تصريح لـ"الترا جزائر"، إن هنية في اللقاء الذي جمعهم بدا واثقًا ومتفائلًا على الرغم من الوجع العام الذي يسببه العدوان والذي فقد فيه هو شخصيًا خمسًا وستين من أفراد عائلته من أولاد وأحفاد وأبناء العم والخال.

وأوضح صادوق، نقلًا عن هنية أنه قال إن "جيش العدو الصهيوني تراجع للخلف، إذ لا يوجد الآن جنود في ميادين غزة وهم منتشرون إمّا حول قطاع غزة أو في وسطها عند خط نتساريم".

وأضاف رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" أن المقاومة في غضون ذلك، أعادت الانتشار في كل العقد والأنفاق من الشمال للجنوب وأعادت تهيئة نفسها وأصبحت تدير العمليات. وأبرز أن الفعل الرئيسي في الميدان يصدر عن المقاومة بينما العدو يكتفي بالغارات الجوية التي تقتل المدنيين وتحطم المنشآت.

وطمأن هنية الوفد الجزائري عن حال المقاومة، قائلا إنها رغم خوضها المعارك منذ أكثر من 200 يوما "لم تفقد سوى 15 من قدراتها سواء من الرجال أو السلاح، وذلك عكس ما يروجه العدو كذبا من أنه قضى على أغلب قدراتها". وذكر أن المقاومة تملك القدرة على تصنيع سلاحها وتعويض ما فقد منه.

نتائج طوفان الأقصى

وبخصوص تقييمه العام للوضع في فلسطين، يرى هنية، وفق ما يرويه صادوق، أن ما أحدثه طوفان الأقصى من أهداف تجاوز كل التوقعات. وذكر أن هذه العملية استطاعت كسر الجبروت الصهيوني والأنظمة الغربية الداعمة له، مع إفشال الأهداف الاستراتيجية التي وضعوها لأنفسهم، بعد بدء العدوان، والتي من بينها القضاء على المقاومة واسترجاع الأسرى وتهجير الفلسطينيين.

وأبرز هنية أن هذه الأهداف التي أفشلتها المقاومة والشعب الفلسطيني بصموده، كان من وضعها الرئيس الأميركي جو بايدن وليس الكيان الصهيوني الذي في تلك اللحظة انهار نفسيا واستراتيجيا ولم يستطع أن يفكر وأن يرسم أهدافه، فتدخل الامريكان وحضر بايدن لأول مرة مجلس الحرب وأخذ زمام المبادرة.

ومن نتائج الطوفان، وفق هنية، أنه أوقف الهرولة نحو التطبيع حيث كانت آخر القلاع توشك على السقوط وعلى رأسها السعودية. ونقل صادوق عن هنية قوله: "تصوروا لو أن السعودية طبّعت، كانت عدة دول إسلامية ستنهار بشكل سريع بعدها".

كما تحدث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عن تراجع الصهاينة، إثر طوفان الأقصى، ولو مؤقتا عن قرار هدم الأقصى الذي  كان معدا ومخططا له من قبل حكومة اليمين المتطرف، وهو إنجاز يحسب للمقاومة في الدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

وكان لقاء هنية، وفق صادوق أهم محطة في مهمة الوفد الجزائري الذي تم فيه تقديم التعازي باسم الشعب الجزائري بعد مصابه الأخير، إضافة إلى تجديد التضامن والدعم المطلق للمقاومة التي رفعت رؤوس العرب والمسلمين عاليا من خلال الصمود والتصدي القوي للكيان الصهيوني، حسب المتحدث.

وفد جزائري هام

وكانت الجزائر قد شاركت بخمسين نائبا يتقدمهم رؤساء الكتل ونواب الرؤساء في غرفتي البرلمان، في المؤتمر الذي نظمته رابطة برلمانيون لأجل القدس وهي منظمة أنشئت سنة 2015 بمبادرة من برلمانيين مؤيدين للحق الفلسطيني وقد أصبح عدد اعضائها الآن 1500 برلماني حالي وسابق.

وذكر صادوق أن المضمون كان ثريا، حيث عقدت ندوات وورشات مهمة تمحورت حول صيغ الدعم والمساندة والمرافعة لأجل فلسطين وغزة، كان أبرزها ندوة لجان فلسطين التي أوصت بأهمية تشكيل لجنة دائمة في البرلمانات خاصة بفلسطين وهو المطلب الذي كانت كتلة حركة مجتمع السلم قد دعت إليه، وفق المتحدث.

كما عقدت ندوة قانونية أطرها خبراء ومختصون تمحورت حول كيفية ملاحقة الكيان الصهيوني بمختلف الطرق وفي كل الفضاءات حول جرائم الإبادة التي ارتكبها في غزة والضفة وفلسطين. أما ندوة المشاريع والتي سميت بغزة فتناولت مختلف الصيغ الممكنة لتقديم الدعم والإغاثة وإعادة الإعمار في غزة بعد توقيف الحرب وتم إطلاق سلسلة من المشاريع والمبادرات في هذا الاتجاه.