05-أبريل-2020

الوزير الأول السابق أحمد أويحيى (تصوير: بلال بن سالم/Getty)

فريق التحرير - الترا جزائر

عادت وكالة الأنباء الفرنسية، إلى تناول موضوع المساعدات الصينية للجزائر لمواجهة فيروس كورونا، بعد الضجّة التي أثارتها تصريحات أحد المحلّلين على قناة حكومية فرنسية، لكن بطريقة لا تخلو من استفزاز السلطات الجزائرية.

كانت الخارجية الجزائرية، قد أعلنت وفق بيان لها أنها قامت باستدعاء سفير فرنسا بالجزائر

وكتبت الوكالة العالمية الشهيرة، موضوعًا بعنوان "الصين تساعد صديقتها القديمة الجزائر في مواجهة كورونا"، أوردت فيه أن طائرة جزائرية، عادت من بكين، محمّلة بمعدّات وقاية وتحليل وأجهزة تنفس، بقيمة 420 ألف يورو، وعلى متنها فريقٌ طبيٌّ صيني.

وجاء هذا المقال، على خلفية عاصفة الاحتجاج التي أثارتها السلطات الجزائرية، بعد استضافة قناة "فرانس 24" محلّلًا ادعى أن المساعدات الصينية ذهبت لمستشفى عسكري بالجزائر، ولم يستفد منها المتضرّرون من فيروس كورونا.

لكن المثير في المقال، أنه أرفق بصورة تمثل العلاقات بين البلدين، تجمع الرئيس الصيني، شي جينبينغ مع الوزير الأوّل السابق، أحمد أويحيى الموجود في السجن حاليًا بتهم فساد ثقيلة، وهو من الوجود التي تمثّل بالنسبة للسلطة الحالية، النظام السابق في الجزائر الذي انتفض ضدّه الجزائريون.

ولم يكن استعمال هذه الصورة خطأً من وكالة الأنباء الفرنسية، فقد نشر أدناها تعريف صغير يقول إنها صورة أرشيفية تعود إلى 5 أيلول/سبتمبر 2018، لرئيس الوزراء الجزائري السابق احمد أويحيى، مصافحًا الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال زيارة إلى بكين.

وبحكم الانتشار الواسع لوكالة الأنباء الفرنسية، قامت عدّة صحف ومواقع بمشاركة المقال مع الصورة نفسها، ومنها موقع قناة "فرانس 24" التي أثارت الإشكال الأصلي.

وكانت الخارجية الجزائرية، قد أعلنت وفق بيان لها أنها قامت باستدعاء سفير فرنسا بالجزائر لإبلاغه "احتجاج الجزائر الشديد" على التصريحات "الكاذبة و البغيضة وكذا القذف" ضدّ الجزائر.

وذكرت الخارجية، أنها قامت بإبلاغ سفارة الجزائر بباريس لـ "رفع دعوى قضائية ضد هذه القناة التلفزيونية والمتدخّل الذي أدلى بهذه التصريحات المشينة إزاء الجزائر".

وردّ السفير الفرنسي بالجزائر كزافيي ديونكورت، بأن "جميع وسائل الإعلام تتمتّع باستقلال خطّها التحريري في فرنسا، وهي محمية بالقانون".

من جانبها، انتقدت السفارة الصينية في الجزائر في بيان "تصريحات كاذبة وتافهة تنمّ عن حقد وجهل بحقيقة المساعدة التي قدمتها شركة صينية للجزائر".

وسبق للرئيس عبد المجيد تبون، أن وجّه انتقادات شديدة لقناة "فرانس 24"، خلال فترة الحملة الانتخابية للرئاسيات الأخيرة، متهمًا إيّاها بمحاولة زرع البلبلة في الجزائر.

وقال تبون في تلك الفترة على قناة البلاد المحليّة، إن "هناك قناة تلفزيونية فرنسية عمومية، تنحصر الجزائر بالنسبة لها فقط بالبريد المركزي وساحة أودان، حيث تنظم مظاهرات كلّ جمعة منذ بدء الحراك الشعبي في شهر فبراير/شباط الماضي".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تصريحات ماكرون تفتح جرح الماضي بين فرنسا والجزائر

ضغط الشارع يجبر السلطات على وقف الرحلات نحو فرنسا