جدّدت الجزائر، الجمعة، رفضها "خيار اللجوء إلى القوة" ضدّ قادة الانقلاب في النيجر، خلال استقبال وزير الخارجية أحمد عطاف للمبعوث الخاص لرئيس النيجر، بولا أحمد تينوبو، بصفته الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إبكواس".
الخارجية دعت إلى تفعيل كافة الطرق والسُبل الدبلوماسية والسلمية وتجنّب خيار اللجوء إلى القوة الذي يزيد الأوضاع تأزمًا
وأفاد بيان لوزارة الخارجية أنّ الوزير عطاف تسلّم من ضيفه رسالة خطية موجهة إلى الرئيس عبد المجيد تبون، من قبل نظيره النيجيري، بولا أحمد تينوبو، بصفته الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول "أيكواس".
وتابع: "هذه الزيارة تندرج في إطار تبادل الآراء والتشاور حول تطورات الأوضاع في جمهورية النيجر"، حيث جدد الوزير عطاف "التعبير عن موقف الجزائر الرافض للانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي في هذا البلد والجار والداعي إلى عودته إلى منصبه الدستوري بصفته رئيس جمهورية النيجر."
كما شدّد رئيس الدبلوماسية الجزائرية على "ضرورة تفعيل كافة الطرق والسبل الدبلوماسية والسلمية وتجنب خيار اللجوء إلى القوة الذي لا يمكن إلا أن يزيد الأوضاع تعقيداً وتأزماً وخطورةً على النيجر وعلى المنطقة برمتها."
وفي الفاتح من آب/أوت الجاري، حذّرت الجزائر من "تدخل عسكري أجنبي محتمل في النيجر"، مشدّدة على دعم محمد بازوم بصفته رئيسًا شرعيًا للبلاد.
وجاء في بيان سابق للخارجية: "الجزائر تتمسّك بضرورة العودة إلى النظام الدستوري عقب الانقلاب العسكري الأخير واحتجاز الرئيس النيجري".
كما دعت إلى "الحذر وضبط النفس"، مشيرة إلى "ينبغي أن تتحقق العودة إلى النظام الدستوري بواسطة وسائل سلمية من شأنها أن تجنّب النيجر والمنطقة ككل تصاعد وتيرة انعدام الأمن والاستقرار، وتجنّب شعوبنا المزيد من المحن والمآسي."
وكانت مجموعة "إيكواس"، قد هدّدت باتخاذ إجراءات عسكرية ضدّ المجلس العسكري في النيجر، بعد أن استولى على السلطة في انقلاب الأسبوع الماضي. وأمهل قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا المجلس العسكري، سبعة أيام، لإعادة الرئيس محمد بازوم المحتجز، إلى منصبه.
وتتخوّف الجزائر أن تنعكس تطورات الأوضاع في النيجر على الجانب الأمني، بتحوّل الحدود بين البلدين (1000 كلم) إلى ممرات لتهريب البشر والمخدرات والأسلحة.