20-مارس-2020

المتظاهرون يعلقون الخروج في مسيرات الجمعة بسبب فيروس كورونا (تصوير: رياض كرامدي/أ.ف.ب)

فريق التحرير - الترا جزائر

خلت شوارع العاصمة الجزائرية، من المتظاهرين، لأوّل مرّة منذ جمعة يوم 22 شباط/فبراير 2019، وذلك استجابة لدعوات عدم الخروج للشارع بسبب مخاطر فيروس كورونا.

كانت استجابة المتظاهرين لنداءات عدم الخروج محلّ إشادة بسبب وعيهم بخطورة الوضع

وبدا شارعا ديدوش مراد وحسيبة بن بوعلي، قبلتا المتظاهرين أيام الجمعة، خاليان تمامًا من المواطنين، في الساعات التي سبقت وتلت آذان صلاة الجمعة التي لم إقامتها كما هو معلوم.

ووثّق نشطاء هذه اللحظة عبر نشر صور وفيديوهات، تبرز العاصمة خالية من المتظاهرين بعد 56 أسبوعًا من التظاهر المتواصل، للمناداة برحيل النظام.

وكانت استجابة المتظاهرين لنداءات عدم الخروج محلّ إشادة، بسبب وعيهم بخطورة الوضع، وضرورة الانضمام إلى الجهد الوطني من أجل مواجهة تفشي فيروس كورونا.

واستغلت بعض الوجوه البارزة في الحراك، صبيحة اليوم للقيام بحملة توعية وتحسيس بضرورة اتخاذ وسائل الوقاية وعدم السقوط في فخ اللامبالاة والاستهتار.

وقامت لويزة آيت حمادوش، أستاذة العلوم السياسية والحاضرة الدائمة بالمظاهرات، بمعية مجموعة من النشطاء بتوزيع مواد طبية للوقاية من الفيروس وشرح مخاطره للمواطنين.

ورغم غياب المتظاهرين، لم تخل الشوارع من تعزيزات أمنية مشددة، حيث شوهدت على حواف الشوارع شاحنات وعربات الشرطة وهي في حالة استعداد.

وكانت عدة شخصيات سياسية ووجوه فاعلة في الحراك، قد دعت طيلة الأسبوع إلى التعقّل وتعليق مسيرات الحراك الشعبي، بعد تصاعد خطر الفيروس.

وقال عبد العزيز رحابي، الوزير والسفير السابق، أن توقيف التظاهر "مؤقتًا" بسبب المخاطر الصحية لفيروس كورونا قد فرض نفسه "كواجب وطني يحفظ سلامة البلاد والعباد"، مشيرًا  في تغريدة له، إلى  أن "الجزائر تعيش حالة طوارئ صحيّة غير معلنة، فرضتها خطورة وباء كورونا وهشاشة منظومتنا الصحية".

من جانبه، كتب مصطفى بوشاشي، المحامي الشهير بحضوره الدائم في الحراك، على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، إن الحكمة تستوجب تعليق المسيرات مؤقتًا حفاظًا على الصحة العامة في انتظار المستجدات"،  وأشار إلى أنها الطريقة المثلى للمحافظة على حضارية الحراك مع التفكير جماعيا في بدائل.

من جانبه، أعلن حزب التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية، تعليقه المشاركة في مظاهرات الحراك الشعبي، إلى أن تتحسّن الوضعية الصحية في الجزائر.

وأوضح الأرسيدي في بيان له، أنه أمام الخطورة القصوى للوباء الذي يحوم على الجزائريين، وما أكدته منظمة الصحة العالمية وكل أخصائيي الصحّة، فإنه يرى أن الساعة ليست مواتية لا للحسابات السياسية و لا للتردّد.