نحن في الجزائر العاصمة عام 1955، وبالضبط في حي القصبة، حيث قررت خديجة، وهي فتاة صغيرة من أصل قبائلي، الانضمام إلى شقيقها الأكبر مالك للذهاب إلى المدرسة، في بداية السلسلة نرى ميناء الجزائر العاصمة، باب الواد، وبعد ذلك، هناك موسيقى العود والصور الملونة التي تعلن بداية أول مسلسل كرتوني فرنسي عن فترة احتلال الجزائر.
يبث المسلسل الكرتوني على قناة "فرانس "4، ويسلط الضوء على قصة الصداقة الرائعة بين خديجة وإلياس وفيليب وأحمد داخل قصبة الجزائر.
"هنا القصبة، وهناك الميناء، وعلى هذا الجانب منطقة باب الواد، حيث أعمل، في سوق الساعات الثلاثة يشرح مالك لأخته الصغيرة خديجة التي تعجب بالمدينة من أسطح المنازل.
يبث المسلسل الكرتوني، يوميًا، على الساعة السادسة مساءً وخمسة وأربعين على قناة "فرانس "4، ويسلط الضوء على قصة الصداقة الرائعة بين خديجة وإلياس وفيليب وأحمد داخل قصبة الجزائر.
يصور هذا المسلسل الكرتوني الموجه للصغار الجزائر في فترة الخمسينيات، وهي فترة بدايات ثورة التحرير، حيث رحّب بعض المشاهدين بمسلسل تعليمي، فيما اعتبره آخرون إعادة كتابة للتاريخ واستفزازًا جديدًا.
يروي مسلسل "القصبة الصغيرة" الحياة اليومية للفتاة خديجة، وأصدقائها في الجزائر العاصمة عام 1955، ومن خلال مغامراتهم، يتناول المسلسل بعضًا مما يعيشه الجزائريون في القصبة، على الرغم من أن عنف الحرب لم يكن حاضرًا بشكل واضح في العمل.
عادت سلسلة الرسوم المتحركة شاركت في كتابتها أليس كاري والروائية أليس زينيتر،إلى حقائق الاستعمار الفرنسي وبدايات ثورة التحرير، باتباع نهج تاريخي يهدف إلى فتح الحوار بين الأجيال. عمل المنتجون مع لجنة من المؤرخين لإعادة بناء سياق هذه الحقبة بأمانة قدر الإمكان.
لكن منذ بث الحلقات الأولى، ظهرت انتقادات عديدة ضد المسلسل الكرتوني الذي يستحضر تربويا الأحداث المهمة لانطلاقة الثورة الجزائرية.
علاوة على ذلك، يتهم بعض المشاهدين قناة فرانس تي في ببث نسخة متحيزة من الحقائق ويعتبرونها "شكلا من أشكال التحريف"، أو حتى الدعاية المناهضة لفرنسا.
وأحدث بث "القصبة الصغيرة" جدلًا في فرنسا، حيث تم اعتباره تمثيلًا لوجهة نظر تاريخية متحيزة ، وتم اتهامه منتجيه بتمجيد جبهة التحرير الوطني وتشويه سمعة السلطات الفرنسية والقيام بإعادة كتابة خاطئة للتاريخ.
ردًا على الانتقادات أكدت القناة المنتجة للعمل على أهمية معالجة المواضيع التاريخية المعقدة، حتى مع الجمهور الشاب، من أجل تعزيز فهم أفضل للماضي، من خلال تقديم قصة دقيقة، لا تنحاز إلى أحد الجانبين ولكنها تدعو إلى قراءة التاريخ بروح متصالحة.