ركّز المترشحون للرئاسيات في اليوم الأول من الحملة الانتخابية، على الرمزيات التي تميز مرجعية ومسار كل واحد منهم، لمحاولة استقطاب الناخبين وإدخالهم في أجواء الانتخابات.
المرشحون الثلاثة انطلقوا من مرجعياتهم السياسية في بداية الحملة الانتخابية
وفي مشهد مرتب بعناية، ظهر مرشح حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني شريف، في بيت مؤسس الحركة الراحل محفوظ نحناح بمدينة البليدة، مؤكدا أنه ينهل من نفس المعين الذي يقوم عليه رمز التيار الإسلامي الوسطي في الجزائر.
ذكر حساني شريف بأن مرجعية الحركة ومنهجها "يعتمد على البعد الوطني الذي ضحى من أجله الشهداء، والبعد الوسطي المعتدل الذي اتبعه الشيخ نحناح، والذي يهدف إلى جمع شمل الجزائريين دون تفرقة".
وواصل المرشح التأكيد على مسائل المرجعية والهوية، من خلال زيارة عدة أماكن في الجزائر العاصمة ذات بعد تاريخي يتصل بالثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي.
واستغل رئيس حمس ذلك في دعوة الناخبين إلى إنجاح هذا الموعد الانتخابي "حفاظًا على سيادة الوطن ووحدته"، مذكرًا بشعار برنامجه الانتخابي "فرصة" الذي يمثل – كما قال – "فرصة لكل الجزائريين بجميع فئاتهم لإحداث التغيير".
وتحدث حساني شريف عن أهم ما تضمنه برنامجه الانتخابي، على غرار "ضمان حماية الحريات السياسية والنقابية والجمعوية والحريات الفردية" والعمل على جعل الجزائر "دولة صاعدة تنعم بالتنمية والاستقرار والرخاء"، فضلاً عن "وضع تاريخ الجزائر في صلب الاهتمام، استكمالًا لرسالة الشهداء وأبطال المقاومة".
كما وعد في الشق الاقتصادي، بـ"ترسيخ اقتصاد متنوع، قادر على تحقيق الاكتفاء والنمو".
من جانبه، آثر مرشح جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، زيارة الأحياء الشعبية الكبرى في العاصمة، كنوع من التأكيد على هوية حزبه اليسارية المنحازة للطبقات الشعبية.
وقال أوشيش في حديثه مع المواطنين إن أولوية برنامجه الانتخابي الذي اختار له شعار "رؤية للغد"، هي "إرساء أسس دولة متينة وتعزيز الثقة بين المواطنين ودولتهم".
وذكر أنه سيعمل، في حال انتخابه رئيسًا للبلاد، على "إعادة الاعتبار للطبقات الوسطى وتعزيز القدرة الشرائية للمواطنين"، مسجلًا التزامه بـ"مراجعة الحد الأدنى للأجور".
أما المترشح الحر، عبد المجيد تبون، فاعتمد استراتيجية مغايرة بتفضيله مخاطبة الجزائريين عبر الشاشة وترك مسانديه من رؤساء الأحزاب السياسية ينشطون التجمعات الشعبية في الولايات خلال اليوم الأول.
وركز تبون في مداخلة له خلال حصة "التعبير المباشر" التي تبث عبر وسائل الإعلام السمعية-البصرية العمومية، على مساره في مواجهة السلطة السابقة وشرعية "إنجازاته" في إنقاذ الجزائر من الانهيار وإعادة بناء الاقتصاد.
وتحدث الرئيس الذي يطمح لعهدة ثانية عن "مواصلة سياسة الدعم الاجتماعي ورفع القدرة الشرائية للمواطن، إلى جانب تعزيز التنمية الاقتصادية بمختلف جوانبها".
وأكد على مواصلة رفع القدرة الشرائية للمواطن من خلال خفض الضرائب ورفع الأجور التي يعتزم أن تبلغ نسبة زيادتها 100% مع آفاق سنة 2027، إلى جانب رفع منح التقاعد، مع مواصلة محاربة نسبة التضخم.
كما شدد على التزامه بمراجعة قانون البلدية والولاية مع توسيع صلاحيات المنتخبين بشكل يعزز الديمقراطية على مستوى البلديات، علاوة على إعادة النظر في التقسيم الإداري، مستعرضًا بالمناسبة أهم ما تضمنته حصيلة عهدته الرئاسية الأولى، وفي صدارتها استرجاع أموال الشعب.