شهدت أسعار العملات الأجنبية في السوق السوداء ارتفاعات متتالية، حيث قفز سعر الدولار الأمريكي إلى مستويات غير مسبوقة بعد استقرار نسبي لليورو، مما يعكس ضغوطات متزايدة على السوق الموازية في ظل تزايد الطلب على العملة الصعبة.
أسعار العملات في البنوك الجزائرية لا تزال مستقرة بشكل كبير
العملة الأوروبية بعد وصولها إلى حوالي 260 ديناراً جزائرياً في نهاية أيلول/سبتمبر، تراجعت إلى 250.50 ديناراً خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر، ثم عاودت الارتفاع مجدداً مع نهاية هذا الشهر إلى حوالي 252 ديناراً.
وبينما اتسم اليورو ببعض الثبات، شهد الدولار الأمريكي ارتفاعاً ملحوظاً وصل إلى مستوى غير مسبوق بلغ 234 ديناراً جزائرياً في 27 تشرين الأول/أكتوبر، مقارنة بـ229 ديناراً في منتصف الشهر نفسه.
ووفق المتابعين لحركة السوق، يعتبر هذا الرقم الأعلى في تاريخ تداول العملة الخضراء في السوق السوداء الجزائرية، حيث لم يصل الدولار إلى هذا السعر حتى خلال ذروة ارتفاع العملات الصعبة في أيلول/سبتمبر.
في مقابل ذلك، لا تزال أسعار العملات في البنوك الجزائرية مستقرة بشكل كبير، حيث يتم تداول اليورو عند سعر 144.35 دينار للشراء و144.38 دينار للبيع، والدولار عند 133.34 دينار للشراء و133.35 دينار للبيع.
وعلى عكس السعر الرسمي الذي تحدده السياسات النقدية للبنك المركزي، يعتمد سوق الصرف الموازي في الجزائر على العرض والطلب كعامل أساسي، بالإضافة إلى الأخبار والإشاعات التي تسهم في تقلبات مفاجئة في الأسعار.
وكان قرار الحكومة بتجميد استصدار بطاقات الترقيم للسيارات المستعملة المستوردة قد ساهم في تخفيف الطلب على العملة الأوروبية مؤقتاً. لكن هذا لم يمنع استمرار الطلب المرتفع، الذي يعكسه ارتفاع الدولار أيضاً، حيث يفضل المتعاملون اقتناء العملات الأجنبية كملاذ آمن لحماية مدخراتهم.