06-أكتوبر-2024
(الصورة: فيسبوك) تيفو فريق مستقبل الرويسات

(الصورة: فيسبوك) تيفو فريق مستقبل الرويسات

فريق التحرير - الترا جزائر 

قرأ جزائريون لافتات نشرتها جماهير رياضية، على مدرّجات مقابلة جمعت فريق مستقبل الرويسات أمام اتحاد ورقلة، بأنها عتاب شعبي شعبي، بسبب احتشام التضامن مع سكان تيمياوين المتضرّرين من الملاريا.

رفعت الجماهير الرياضية في الداربي الورقلي "تيفو" يحمل عبارة "إلى كل الجزائريين: اليتم أن تكون غريبًا بين أهلك"

كان أبرز "تيفو" حملته الجماهير الرياضية في المدرجات، تحمل عبارة "إلى كل الجزائريين: اليتم أن تكون غريبًا بين أهلك"، هذا العبارة انتشرت بسرعة في الساعات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت موجة نقاش كبيرة، طبعها اعتراف بالتقصير في حق هذه المنطقة.

وحملت التعليقات، عبارات مفادها أنه بعيدًا عن تدخل السلطات للحد من انتشار الملاريا والدفتيريا في الجنوب، كان سكان المنطقة ينتظرون الهبّات الشعبية التي تعوّد عليها الجزائريون في الكوارث الطبيعية والزلازل والفيضانات، وهو ما شهد تراجعًا في الآونة الأخيرة.

كما رفعت الجماهير في مدرجات الملعب، لافتات موحدة حملت عبارة :" ديربي اليتامى في حضن الأم لكنهم أيتام"، وعبارة "الزرقة لرؤيتك رعشة وحنين.. كرعشة الملاريا في تيمياوين".

عتاب قاسٍ انطلق من الملاعب، تفاعل معه عدد من النشطاء والمتابعين، وحملت تعليقات كثيرة اعترافًا بالتقصير الشعبي والإعلامي تجاه سكان تيمياوين وكل المناطق التي شهدت انتشارًا للوباء، وتسبب في عدد كبير من الوفيات تجاوز مائتي حالة وفاة حسب صفحات غير رسمية مهتمة بمتابعة ورصد مرض الملاريا في الجنوب.

في هذا السياق، نشر أنصار "التراس" الرويسات، منشورًا على صفحتهم الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك " التراس الأمواج الزرقاء"، يشرحون فيه ما ورد في هذه العبارة.  

وقالت الصفحة "ثاني الرسائل كانت تفاعلًا إنسانًيا وطنيًا صرفًا مع إخوتنا بالجنوب الأقصى إزاء الأزمة الصحية التي ألمت بهم مؤخرًا مخلفة وراءها ما يفوق 260 ضحية لحد الآن ".

وأضاف الصفحة: "الرسالة كانت موجهة لكل الجزائريين من شمال الوطن إلى شرقه وغربه بأن تعامل السلطة كان ما يمليه عليها الواجب بالرغم من النقائص العدة إلا أنها قامت بما يجب".

وأوضحت "المؤسف هنا هو تفاعل الشعب مع الشعب، وتفاعل المواطن مع المواطن على أي أساس هو؟ لم نرَ تعاطفًا أو حملات مساعدات شعبية ولا حتى سطورًا أو ظهورًا في الإعلام. الجملة كانت معبرة: اليتم هو أن تكون غريبا بين أهلك".

وختمت الصفحة منشورها "رحم الله الراحلين ورزق المرضى الشفاء العاجل، لكن على المواطن مراجعة نفسه في عوامل التفاعل مع القضايا، فكلنا جزائريون مواطنون لنا نفس القيمة والحقوق والواجبات".

من جهتها، نشرت مدوِنة تطلق على نفسها "حنين الجزائرية" متسائلة: "نداء لأهل تيمياوين الجزائرية إلى الجزائريين اليتم أن تكون غريبًا بين أهلك. أين مساعدات الجزائريين لجزائريين في تيمياوين؟".

أما صفحة "ألجيريا نيوز" فجاء في منشور لها على فيسبوك، تعقيبًا على ذلك: "رسالة أنصار مستقبل الرويسات كانت موجهة لكل الجزائريين من شمال الوطن إلى شرقه وغربه بأن تعامل السلطة كان ما يمليه عليها الواجب بالرغم من النقائص العدة إلا أنها قامت بما يجب ".وأردفت "أين أنتم أيها العنصريون تيمياوين تموت أمام أعين المسؤولين ولا حياة لمن تنادي .. حسبنا الله ونعم الوكيل".

 

تعليقات الجزائريين، اعترفت بفحوى العتاب الموجه لهم، فحملت التعاليق اعترافًا بالتقصير وعدم التحرك بالشكل المطلوب، رغم حملات التضامن المحتشم والمساعدات البسيطة التي نظمتها جمعيات محلية، وفي هذا الصدد يقول عبد الله مسكين: "لافتة معبرة جدًا من أنصار ورقلة تضامن مع أهلنا في تيمياوين (حالة وخلاص الفقر والزلط والوسخ والناموس والجوع والعطش والسخانة والمرض والسطر والموت)".

ويشاطره الرأي وليد خفاف في تعليق له: "تيمياوين تستغيث وكأنها ليست من الجزائر. اللّهم كن لهم عونا وسنَدا وأنزِل عليهم رحماتك ياارب".

من جهتها كتبت صفحة "ورقلة اليوم "صوت إخواننا في تيمياوين وصل لكل الجزائريين في 58 ولاية" وأردفت: "نوقفوا مع خاوتنا إلى آخر دقيقة و يعيشوا حياة كريمة بإذن الله مثل كل الجزائريين في باقي الولايات ..تروح الملاريا ان شاء الله ".

ويدون عادل بوشرين في منشوره "رسالة الانصار من مباراة مستقبل رويسات و اتحاد ورقلة رغم انه تيفو بسيط إلا أنه يحمل معنى كبير ( عدم الالتفاف و التلاحم مع إخوتنا في شدتهم مع الوباء في تمياوين )"، وتعلق صاحبة حساب فيسبوكي تطلق على نفسها ميمي : "الملاريا رسالة واضحة و صريحة ان لا قيمة لأهل الجنوب إلا عند صناديق الاقتراع او استنزاف ثرواته. رايحين يخلونا نموتو ويتهناو منا".

إلى هنا، نشرت صفحة "المولودية الإسلامية الشعبية" تعليقًا على الأصوات الشعبية من المدرجات، جاء فيه: "عندما توصل الرسالة من المدرجات، كارثة صحية في تيمياوين، إين قزام، في الجنوب الجزائري بسبب مرض الملاريا".

بعض التعاليق الفيسبوكية، حملت تعاليق قاسية، مثلما ورد في صفحة محمد نهيلة، حيث قال "رسالة حقيقية من واقع كئيب فاسد لا دين فيه ولا معاملة. بينما المتفيقهين من كل أصناف المجتمع متضاربين في قضية ضرب لبنان و فلسطين و طوائف المسلمين و بين مترحم و مستراح منه أكاد أقولها أنهم بعيدون عنا كل البعد و لنعش قليلًا في ما يحدث عندنا داخل الوط ، و ما دمنا والفنا بالدعاء فلماذا نسينا أهلنا بالجنوب الكبير المهمشون على أرض الخيرات و الثروات".

وواصل: "الملاريا تفتك بأهلنا بالجنوب، وما رأيت صفحات الفتن قد تكلمت عنهم. الرسالة جاءت من أهل الجوار بورقلة. فاللهم كن عونا لهم وارفع عنهم البلاء يا رب".

عتاب قاسٍ انطلق من الملاعب، تفاعل معه عدد من النشطاء والمتابعين، وحملت تعليقات كثيرة اعترافًا بالتقصير الشعبي والإعلامي تجاه سكان تيمياوين

أما صاحب حساب العالية بلال، فعلق على العبارة التي جاءت في "التيفو" عاتبًا على الشعب والسلطات والإعلام بالقول: "عبارة بسيطة كُتبت على باش معانيها اقوى من اي تيفو رُفع في جميع الأقسام، وكأن تيمياوين رقعة جغرافية تقع في أفريقيا الوسطى. في إشارة إلى حمة المالاريا التي ضربت المنطقة قابلها (العرس في دار خالتي) من طرف الدولة والإعلام".

يعترف كثير من النشطاء، بوجود تقصير إعلامي بخصوص تغطية انتشار الملاريا بالجنوب الجزائري، واكتفاء الإعلام بالزيارات الرسمية وبيانات وزارة الصحة، ويرجع متابعون ذلك إلى المحاذير الموضوعة من طرف وزارة الاتصال، بخصوص نقل الأخبار في فترة الأزمات والكوارث وضرورة الاعتماد على البيانات الرسمية.