10-أغسطس-2024
جمال سجاتي

جمال سجاتي في نهاية سباق 800 متر (فيسبوك/الترا جزائر)

800 متر تفصله على معانقة الذهب الأولمبي، ليكون ثالث جزائري يهدي بلاده ميدالية ذهبية في أولمبياد باريس بعد الرياضيتين الجمبازية كيليا نمور والملاكمة إيمان خليف؛ فهو مرشّح بقوة لكتابة اسمه بأحرف من ذهب ويعلق الجزائريون عليه أملًا كبيرًا لتشريفهم ورفع راية البلاد عاليًا، من هو جمال سجاتي العدّاء الملقب بـ"غزال الجزائر".

عاش العداء الجزائري جمال سجاتي ظروفًا صعبة أيضًا تشبه ظروف البطلة الأولمبية إيمان خليف

جمال سجاتي اسم لمع في عالم الرياضة بالجزائر في السنوات الأخيرة وتحديدًا في ألعاب القوى اختصاصات سباق المضمار، لاسيما تسجيله لأرقام ممتازة في مختلف المنافسات وصعوده على منصة التتويج أكثر من مرّة في مناسبات كثيرة عربية ودولية، ما أهله وجعله لأن يكون أمل الجزائريين في معانقة الذهب في أولمبياد باريس 2024 وفخرًا للمضمار الجزائري، كما فعل سابقوه نورالدين مرسلي صاحب ذهبية أولمبياد أطلنطا 1996 وتوفيق مخلوفي  صاحب ذهبية الألعاب الأولمبية لندن 2012.

غزال السوقر 

سجاتي الذي يحقق أرقامًا قياسية مذهلة، ولد بمدينة السوقر بولاية تيارت، في 3 ماي عام 1999، يبلغ طوله 169 سم، ووزنه 67 كلغ، بدأ ممارسة الرياضة بكرة القدم كما أغلب الجزائريين الذين يعشقون هذه الرياضة الأكثر شعبية في العالم، لكن لم يستمر في هذا التخصّص الرياضي، وانتقل إلى ألعاب القوى وكانت النتائج إيجابية.

في تصريحات تلفزيون سابقة يقول سجاتي عن بداياته مع الرياضة وسباقات المضمار: "بدأت بكرة القدم، التي هي لعبة جماعية، لكن بعد فترة اخترت الرياضة الفردية، لماذا؟، الرياضة الجماعية قد تكون النتيجة سلبية إذا تهاون عنصر أو عنصرين في الفريق، وتكون الخسارة للجميع، لذلك اخترت ممارسة ألعاب القوى الرياضة الفردية لأتحمل مسؤولية الخسارة وحدي، لأقيم نفسي أين أخطأت وما هي مكامن الضعف التي يجب أن أطوّرها".

من كرة القدم إلى المضمار

يضيف سجاتي:"لعبت كرة القدم في مولودية السوقر فريق مدينتي، وقبله فيلاج باكير، وفي 2016 التحقت بألعاب القوى نادي "ABS" سوقر، وبقيت أيضًا أمارس كرة القدم كهواية بين الفينة والأخرى، لأنني أحب التنقل والسفر مع الفريق".

"في 2017 توقفت عن ممارسة ألعاب القوى، لسنة واحدة بسبب الظروف التي لم تساعدني، وبعدها بسنة فقط عدت (2018) وبدأت بالجري في سباق400 متر، وفي هذه السنة فزت ببطولة الجزائر في هذا النوع من السباقات"، يتحدث جمال سجاتي.

كان فوز جمال ببطولة الجزائر سببًا رئيسًا بالتحاقه بالرياضة العسكرية، وكان مدربه الشيخ مخلوفي، الذي تنبأ له بأن يكون يومًا مع كبار هذه اللعبة، حيث قال له :"ستكون يومًا مع الكبار وبطلًا".

الشيخ مخلوفي الذي لمس جدية سجاتي ورغبته في الفوز، واستشعر طموح هذا الفتى في الفوز بالميداليات، سانده ودعمه وشجعه، ثم وجهه إلى الشيخ بنيدة عمار، زوج البطلة الأولمبية نورية بنيدة مراح الذي لا يزال مدربه إلى اليوم".

ولد بطلًا

جمال سجاتي العداء الذي يهابه العداؤون كما في قضية منافسه الإيطالي الذي دفعه عند بلوغ خط الوصول، لا ينسى من كانوا دافعًا له وسندًا له في بداياته وفي مراهقته، حيث يستذكر أنّ أستاذ الرياضة بالمتوسطة التي كان يدرس بها في مدينته السوقر، نصحه بأن ينضم ويمارس ألعاب القوى وهذا بعد أن رأى السابق بين سجاتي وبين صديقه في المتوسط، والذي انتهى بفوز سجاتي، لكن في تلك المرحلة من العمر لم يكن بطل الجزائر يهتم كثيرًا بألعاب القوى، إلاّ بعد أن صار شابًا يافعًا.

ومثل كل الرياضيين الجزائريين ومثال ذلك البطلة الأولمبية إيمان خليف التي انطلقت من بيع الخبز والخردة وصارت أشهر رياضية في العالم، عاش أيضًا صاحب الاختصاص في المسافات نصف طويلة جمال سجاتي ظروفًا مشابهة، ظروفًا تروي فصولًا من المعاناة، حيث كان يتنقل إلى مقر الولاية تيارت للمشاركة في سباقات 400 متر، عبر وسائل نقل المسافرين (الجماعية)، ثم يعود ليلًا في سيارات أجرة، قاطعًا مسافة بعيدة، ناهيك عن ظروف أخرى تتعلق بإمكانيات التحضير والاسترجاع وغيرها.

يوصف جمال سجاتي بالغزال نظرًا لسرعته وتحركاته الذكية على المضمار

يوصف جمال سجاتي بالسريع وبالغزال نظرًا لسرعته وتحركاته الذكية على المضمار، لاسيما وأنه يملك الخبرة الكافية التي تجعله يراقب السباق جيدًا، ويعرف متى ينفصل أو يخرج من الكتلة الجماعية إلى الرواق الثاني، ثم العودة إلى الأول،  ثم الانطلاق سريعًا نحو الهدف وبلوغ خط وصول سباق 800 متر.

سجل سجاتي:

-الفوز بسباق 800 م بملتقى الدوري الماسي بموناكو برقم قياسي وطني جديد 1:41.46  تسجيل أحسن نتيجة عالمية لسنة 2024

-ميدالية فضية بألعاب القوى بالولايات المتحدة الأمريكية، 2022

-ميدالية ذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بالجزائر 2022

-ذهبية ملتقى ألعاب القوى الدولي بستراسبورغ بفرنسا

-شارك في الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، لكن الإصابة بفيروس كورونا حرمته من دخول المنافسة

-الفوز بسباق 800 متر بستوكهلوم بالسويد (ملتقى الماسي) بـ1.44 ثانية و59 جزءًا من المائة

-الفوز بسباق 800 متر ببروكسل  ببلجيكا (ملتقى الماسي) بـ1.43 ثانية و60 جزءًا من المائة.