عبّر حاييم كورسيا، حاخام الطائفة اليهودية في فرنسا، والذي سيكون ضمن الشخصيات الدينية البارزة التي سترافق الرئيس إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى الجزائر الخميس المقبل، أن زيارة الجزائر "عودة إلى الأصل والنور".
الحاخام كورسيا: سيكون الأمر جيدًا إذا استطاع يهود الجزائر الذين يعيشون اليوم في فرنسا أن يزوروا بلدهم الأصلي كما يقوم بذلك يهود المغرب وتونس
وقال كورسيا في حوار مع قناة "فرانس 24" إنه "سأتمكن أخيرًا من رؤية أرضٍ لطالما قرأت الكثير عنها في الكتب والمقالات. كانت بعض الكتب التي اطلعت عليها مزينة بالصور الجميلة والملونة، وأخرى تروي المآسي، لدي انطباع بأنني أعرف هذه الأرض على الرغم من أنني لم أزرها أبدًا، أنا متشوق لاكتشافها".
وأوضح المتحدث أنه سيزور الجزائر العاصمة فقط هذه المرّة، لكنه يُخطّط في المستقبل لزيارة مدينتي تلمسان ووهران حيث عاش والداه.
وأردف: "الكثير من اليهود طلبوا مني تنظيم رحلة إلى الجزائر، أريد أن أقف على منزل أمي وأبي في تلمسان لأنني أشعر بحنان كبير إزاء هذه الأرض وهذا البلد. سأجد الأمر جيدًا إذا استطاع يهود الجزائر الذين يعيشون اليوم في فرنسا أن يزوروا بلدهم الأصلي كما يقوم بذلك يهود المغرب وتونس".
وعاد كورسيا للحديث عن علاقاته مع بعض أفراد الطائفة اليهودية في الجزائر، حيث أبرز أن اليهود يسعون "إلى الانفتاح على الأخرين وإلى التبادل شريطة أن يجد الرئيس إيمانويل ماكرون مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون أرضية للتفاهم فيما بينهما. فإذا اتفق الرئيسان كل شيء سيصبح ممكنًا. من الممكن مثلًا أن ننظم عدة سفريات وزيارات إلى المدن الجزائرية".
وختم: "هناك العديد من الجهات التي بدأت فعلًا العمل والنشاط من أجل التقارب بين الجالية اليهودية التي كانت تعيش في الجزائر ووطنها الأصلي، شخصيًا لدي قناعة كبيرة بأن السلطات الجزائرية تعمل هي الأخرى في هذا الاتجاه ومن أجل تصالح الذاكرة والسماح ليهود الجزائر بالعودة إلى وطنهم الأصلي لرؤية الأنوار التي عرفوها خلال طفولتهم ولكي يشموا من جديد الروائح التي دفنوها داخل قلوبهم وذاكرتهم خلال سنوات عديدة".