06-مارس-2022

المحلل السياسي أكرم خريف (الصورة: راديو كندا أنترناشونال)

ما هي ارتدادات الصراع الروسي والغربي على المنطقة المغاربية؟ وما هو موقف الجزائر من اعتراف روسيا باستقلال دونيتسك ولوهانسك؟ ما هي تبعات قرار عزل روسيا من التعامل المالي العالمي؟ كل هذه الأسئلة يجيب عنها أكرم خريف، المحلل السياسي والأمني، في حوار لـ"التر جزائر"،  ويقدم قراءة حول انعكاسات الصراع الجاري في أوروبا الشرقية على الجزائر والمنطقة؟

أكريم خريف: لا أعتقد أنه ستكون هناك تداعيات مباشرة على المنطقة العربية والمغاربية في حالة استمرار الصراع الروسي والغربي على الأقل على المدى القريب

  • ما هي طبيعة العلاقات بين الجزائر وأوكرانيا في المجال الاقتصادي والعسكري؟

تجدر الإشارة أن العلاقات الجزائرية الأوكرانية في مجال التعاون العسكري جد محدودة؛ فهي تقتصر على إيرادات جد محدودة في العتاد الحربي والعسكري والتكوين، على غرار صواريخ جو-جو، ولا يمكن مقارنة التعاون العسكري الجزائري-الأوكراني في مستوى العلاقات العسكرية بين الجزائر وألمانيا أو الصين أو روسيا، أما في الجانب الاقتصادي تحاول كييف إيجاد لها موقعًا أكبر في مجال توريد وتمويل القمح والشعير، إضافة إلى التعاون الطاقوي بين البلدين، لكن عمومًا تبقى العلاقات في مستويات ضعيفة.

اقرأ/ي أيضًا: حوار | أكرم خريف: الإرهاب في الساحل يحمي تجّار المخدرات ومهربي البشر

  • بالنسبة إلى الجزائر تعد روسيا موردًا استراتيجيًا في مجال التسليح والعتاد الحربي، ما هي تداعيات التعاون بين البلدين في حل فرض عقوبات دولية على روسيا؟

يجب التنبيه أن العلاقات الجزائرية- الروسية في مجال التعاون العسكري تشمل التكوين والتسليح والتزود بالعتاد الحربي والعسكري، ولا يوجد تحالف أو شراكة استراتيجية في مجال الدفاع المشترك ولا توجد اتفاقية أو مذكرة تفاهم دفاعية بين الجزائر وروسيا، وبالتالي توجد علاقات ممتازة في مجال صفقات التسليح.

أما فيما يخص موقف الجزائر من الأزمة الروسية-الأوكرانية فأرجّح أن موقف الجزائر سيكون محايدًا، ربما تدعوا الجزائر إلى إطلاق حوار سياسي-دبلوماسي لحل الأزمة.

 وفيما يخصّ تداعيات التعاون بين الجزائر وروسيا في مجال الصفقات العسكرية، يجدر التذكير أن المجمعات الصناعية العسكرية الروسية هما تحت طائلة العقوبات الأميركية-الأوروبية منذ 2012-2014، والعقوبات تشمل التمويل الغربي أو امتناع الدول الغربية من اقتناء العتاد الروسي لكن لا يمكن أن تمنع التصدير إلى دول آسيوية أو أفريقية أو إلى جنوب أميركا.

ما هي انعكاسات الصراع الروسي-الغربي على المنطقة المغاربية والعربية؟

لا أعتقد أنه ستكون هناك تداعيات مباشرة على المنطقة العربية والمغاربية في حالة استمرار الصراع الروسي والغربي على الأقل على المدى القريب، ربما الانعكاسات ستكون حول إمدادات خطوط  الغاز، وبالتالي ارتفاع أسعار البترول والغاز، وعلى ضوء ذلك ستكون الارتدادات على المنطقة العربية والجزائر باعتبارهما جزءًا مهمًا من سوق الطاقة العالمية، إضافة إلى مخاوف من ارتفاع وندرة مادة القمح والشعير، إذ تعتبر روسيا وأوكرانيا من أهم موردي المادتين. 

  • يهدد المجتمع الدولي بعزل روسيا عن التعامل بالنظام المالي العالمي "سويفت" هل يشمل القرار التعاملات المالية بين الجزائر وروسيا؟

في حال عزل روسيا عن التعامل بالنظام المالي العالمي "سويفت" لا أعتقد أنه يترتب عن القرار أيّة انعكاسات سلبية من شأنها تعقد من التعامل المالي بين الجزائر وروسيا، روسيا تستخدم نظام المدفوعات الدولي الصيني، كما أن روسيا توقفت عن التعامل بنظام "سويفت"، وأسس البنك المركزي الروسي نظام العملات المشفرة بفضل التفوق في مجال الشبكة المعلومات والإنترانت. بالمناسبة، لا بد من فتح نقاش ولقاءات تجمع الخبراء في الجزائر حول استخدام آليات وطرق لتمويل الصادرات بعمولات غير الدولار على غرار العملة الصينية أو الأوروبية.

أكريم خريف: الولايات المتحدة الأميركية يمكن لها استخدام عقوبات ثانوية تجاه البلدان التي تتعامل مع شركات أو أفراد معينين

ماذا عن العقوبات الأميركية

يجب الإشارة إلى نقطة هامة، تتمثل في العقوبات الأميركية الاقتصادية، التي تعد من الأدوات الاقتصادية لها أهداف سياسية، وبالتالي فإن استخدام العملة الأميركية في تعاملات تجارية مع دول أجنبية أو مؤسسات وأفراد محل عقوبات فإن الولايات المتحدة الأميركية يمكن لها استخدام عقوبات ثانوية تجاه البلدان التي تتعامل مع شركات أو أفراد معينين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حوار | أكرم خريف: لا بد من ثقافة رقمية لحماية حياتنا الشخصية والمهنية

حوار | أكرم خريف: الإرهاب في الساحل يحمي تجّار المخدرات ومهربي البشر