31-أغسطس-2024
(الصورة: فيسبوك)

(الصورة: فيسبوك) لافتات مترشحين للرئاسيات الجزائرية

شكّل قطاع التربية والتعليم أحد المحاور الأساسية التي طبعت خطاب المترشحين لانتخابات 7 أيلول/ سبتمبر في الجزائر، بالنّظر لما يُمثّله هذا المجال بالنّسبة للعائلات في البلاد، وكذا لتزامن الحملة الدعائية مع الأيام التي تسبِق الدخول المدرسي الجديد، حتّى وإن كانت وزارة التربية لم تعلن بعد عن التاريخ الرسمي لبداية السنة التعليمية الجديدة.

النقابي مسعود عمرواي لـ "الترا جزائر": المترشح يوسف أوشيش تطرق برنامجه إلى إبعاد المدرسة عن الأيديولوجيا، ولا أدري عن أية أيديولوجيا يتحدث؟

وشكّل قطاع التربية على الدوام في الجزائر أحد القضايا التي تشغل الرأي العام، سواءً ما تعلّق بإصلاحات البرامج أو بالوضعية المهنية والاجتماعية للمنتسبين له، لذلك تعدّ من المحاور الأساسية التي تعود في كل موعد انتخابي، وبالخصوص الرئاسيات.

اهتمام

لم يخل خطاب المترشّحين الثلاثة للرئاسيات، من إعطاء أهمية لقطاع التربية والتعليم، فقد كان هذا المجال من المحاور الأساسية التي يتضمّنها برنامج المترشح الحر عبد المجيد تبون، والتي تظهر في واجهة موقعه الإلكتروني، حيث أدرجت ضمن المحور السادس الذي يتضمّن أيضًا قطاعي التعليم العالي والتكوين، بالنظر لصلتهما الوثيقة بقطاع التربية.

ويعدّ تبون في برنامجه بـ"مواصلة تعميم التعليم الذكي، والعمل على التخفيف من المحافظ المدرسية، واستمرار الدعم البيداغوجي التربوي والخدماتي، في المدرسة لكل الأطوار، وتحويل تسيير المدارس الابتدائية من الجماعات المحلية إلى وزارة التربية الوطنية، ومواصلة إصلاح وتطوير المنظومة التربوية، من حيث المناهج وفق المفهوم الجزائري الذي يُحافظ على المبادئ الأساسية للهوية الوطنية، ومواصلة العمل على إبعاد المدرسة عن المجال السياسي".

أمّا مرشّح حركة مجتمع السلم، عبد العالي حساني شريف، فقد جاء قطاع التربية ضمن المحور الرابع لبرنامجه والمعنون بـ" التنمية الاجتماعية أسرة مستقرة ومجتمع متماسك".

ويتضمّن برنامج حساني "مراجعة الإصلاح الهيكلي للتربية والتعليم، وسياسة التقييم والتقويم، والتّحيين الدوري للبرامج التربوية وتحقيق جودة الكتب المدرسية، وتفعيل المجلس الوطني للمناهج، وبعث المجلس الأعلى للتربية، وتشجيع دور القطاع الخاص وضبطه، بالإضافة إلى مُعالجة ظاهرة الغشّ في الاختبارات والامتحانات، ووضع آليات لوقاية أفضل للوسط المدرسي من الآفات الاجتماعية، ومراجعة المنظومة القانونية المسيرة للقطاع".

ويرى حساني أنّه من الضروري إصلاح البيئة المهنية للتربية والتعليم، والذي يكون بـ "إعادة الاعتبار للعاملين في قطاع التربية الوطنية، وتطوير التّكوين البيداغوجي للأساتذة وتفعيل دور التفتيش، وتعميم التكوين المستمر على مستخدمي قطاع التربية، وتعميم المعاهد التكنولوجية للتربية وبعث دورها وترقية أدائها في التكوين، وتفعيل النشاطات شبه التربوية في المؤسسات التربوية وترقية الإعلام المدرسي، وإنشاء مجلس بلدي استشاري لمرافقة العملية التربوية محليًا، ومراجعة دور جمعيات أولياء التلاميذ".

وانتقد حساني في تجمع شعبي بولاية ورقلة تقليص وزارة التربية للحجم الساعي للتربية الإسلامية، وزيادة الفترة التدريسية الخاصة بمادة الموسيقى.

بينما تعتبر اتربية من أولويات مرشح جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، إذ قال في فيديو ترويجي يُلخّص برنامجه الانتخابي إنّ "التربية قضية أساسية ومحورية بالنسبة له، فهي في قلب البرنامج الذي يقدمه للجزائريين لاختياره يوم الانتخابات.

ووعد أوشيش برفع ميزانية قطاع التربية بنسبة 50 بالمئة على الأقلّ، والعمل على إخراج المدرسة من الصراعات الأيديولوجية، وتأهيلها كمكان للعلم وتطوير القدرات العقلية والفكرية، وفق ما جاء في برنامجه "رُؤية".

تقييم

إلى هنا، قال النقابي والعضو السابق بلجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني مسعود عمراوي لـ"الترا جزائر" إنه لاحظ أنّ المترشحين الثلاثة اهتموا بقطاع التربية، وشكّل ذلك أحد النّقاط الأساسية في برنامجهم الانتخابي.

ويتضح أن الاهتمام بالقطاع واضح بالنسبة لتبون وحساني -حسب عمراوي- إذ كان لافتًا، حيث تضمنت برامجهم مقترحات حول إصلاح المنظومة التربوية والمجلس الأعلى للتربية، وإسناد المدارس الابتدائية لوزارة التربية بدل الداخلية، ومراجعة البرامج والمناهج وعملية التقويم والتقييم وإعادة المعاهد التكنولوجية.

وتابع عمراوي قائلًا " أما المترشح يوسف أوشيش فقد اقتصر برنامجه على نقطتين تتعلق إحداها إبعاد المدرسة عن الأيديولوجية، ولا أدري عن أية أيديولوجية يتحدث؟".

المطلوب

بالنسبة للمهتم بالشأن التربوي مسعود عمراوي، فإن الوعود التي قدمها المترشحون للرئاسيات لعمال قطاع التربية والتعليم قابلة للتحقيق إذا كان من يصل منهم لسدة الحكم جاد فيما التزم به اليوم.

وبخصوص نقائص البرامج، يضيف عمراوي، يتمثّل في "الحديث عن مكانة الأستاذ التي يعتبرها من النقاط التي غابت عن برامج المترشحين"، مبيّنًا أنه يقصد بهذه المكانة الجانب المادي بالزيادة في قيمة الرواتب والمنح، لأن القيمة المعنوية موجودة اليوم بعد تجريم الاعتداء على المعلم والأستاذ.

لكنّ الرئيس المترشّح عبد المجيد تبون، الباحث عن ولاية رئاسية جديدة، وعد في حديثه عن الجبهة الاجتماعية بمواصلة عملية رفع الرواتب التي بدأها العامين الماضيين، وتشمل هذه العملية المنتسبين لقطاع التربية الذي يوظف أزيد من ستة ألف عامل من أساتذة ومراقبين ومفتشين وأسلاك مشتركة.

بدوره، وعد حساني بإصدار القانون الأساسي لعمال تربية بعد شهر من وصوله إلى الحكم، في حال ما حصل على ثقة الجزائريين.

الرئيس المترشّح عبد المجيد تبون وعد في حديثه عن الجبهة الاجتماعية بمواصلة عملية رفع الرواتب

من المؤكّد أن اهتمام المترشّحين للرئاسيات الجزائرية بالمدرسة الجزائرية أمر مطلوب ومحمود، إلا أن الأمر الأهم في هذا الاهتمام هو أن ينطلق من مبدأ تحسين المستوى التعليمي الذي هو أساس أي تطور في مختلف المجالات، وليس البحث فقط عن جلب اهتمام الناخبين بما أن هذا القطاع يمثل أكثر من 10 ملايين تلميذ وعائلاتهم وأساتذتهم.