18-أغسطس-2024
1

تُسدِل الحملة الانتِخابية للرئاسيات المقرّرة في الـ 7 أيلول/ سبتمبر المقبل الستار عن يومها الرّابع، لكنّ أجواءها بقيت منحصِرة بين عُروض للبرامِج في القاعات المُغلقة، حملت شكل نشاطات أو تجمعات، أو من خلال نزول المعنيين بالمنافسة الانتخابية للميدان ومحاولة الالتقاء بالمُواطنين في بعض المناطق.

عكس ما تعوَّدت عليه الحَملات الانتخابية من مشاهد، اختارمناضلون في جبهة القوى الاشتراكية، تقديم برنامج مرشّحها يوسف أوشيش"رؤية الغد"، بالتواصل مع المواطنين مباشرة في الشواطئ

بالرّغم من أهمية هذه المرحلة من عُمر مسار الانتخابات الرئاسية، إلّا أنّ الحملة الانتخابية التي انطلقت يوم 15آب/أوت الجاري وتستمر ّإلى غاية الثالث من شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، مازالت لم تُوشح عن كلّ جوانبها الاستعراضية في نسق يبدو أنّه سيكون "مُستقيماً"، في ظلّ ظروف تتحكم في العملية وعوامل عديدة.

حرارة وعطلة

عكس ما تعوَّدت عليه الحَملات الانتخابية من مشاهد، اختارمناضلون في جبهة القوى الاشتراكية، تقديم برنامج مرشّحها يوسف أوشيش"رؤية الغد"، بالتواصل مع المواطنين مباشرة في الشواطئ تزامناً مع حرارة الصيف الحارقة.

4

امتدّت اللّقاءات الجوارية التي برمجتها مداومة مرشح الأفافاس إلى شواطئ البحر، بحثاً عن التسويق والتعريف لبرنامج المرشّح الأصغر بين الثّلاثة مُنافِسين على منصب قصر المرادية(43 سنة)، في خضمّ مشهد مُستجدّ في الحملات الانتخابية، بل يمكن وصفه بحكم زمن الموعد السياسي ضمن مواقيت السنة بـ" المسبوق في تاريخ الحملات الانتخابية التي عرفتها الجزائر".

القرب من المواطن

من بين الأسباب التي دفعت إلى المرور إلى هذه "الخُطوة" توقيت الحملة الانتخابية الذي يتزامن مع أوْج ارتفاع درجات الحرارة في الجزائر، في شهر آب/ أوت خُصوصا، في المقابل أنّ الكثير من العائلات الجزائرية تستمتع بعُطلتها السنوية، والوِجهة غالباً ما تكون البحر والاستجمام في الشواطئ.

من خلال هذا المُعطى، عكف المناضلون في حزب "الأفافاس" على الاقتراب من المصطافين في الشواطئ ولقاء المواطنين وتعريفهم بفحوى مشروع "رُؤية الغد" ومضامين محاوِره المتعددة تحسبا للانتخابات الرئاسية.

اللاّفت من خلال هذه الخرجة، وكالعادة فإنّ يوميات الجزائريين في هذا الفصل تتراوح بين قضاء العطلة على الشواطئ في الساحل الجزائري، أو السّفر إلى الخارج، أو قضاء بعض الوقت مع العائلة وحضور المُناسبات الاجتماعية، خاصة منها الأعراس والحفلات.

وبالحديث عن المناسبات الاجتماعية، سبق لرئيس حزب "صوت الشعب" أن شارك مراسيم عقد قران زواج جماعي خيري، بولاية مستغانم (غرب الجزائر) على هامِش تنشيطه لحملة انتخابية لفائِدة المرشّح الحرّ عبد المجيد تبون.

وإن كانت هذه "لقطة" أو "التفاتة " رئيس حزب "صوت الشعب" قد لاقت استِحسان البعض، كونها تدخل في إطار عمل خيري، ثمّنه الكثيرون، إلاّ أنها من وجهة نظر أخرى تُشير إلى استغلال " المسجد" للترويج لحملة انتخابية، حسب تعبير البعض في وسائط التواصل الاجتماعي.

في مُقابل ذلك، تُفسِّر خُطوة عصماني بأنّ التوقيت مهمّ جداوجب التحكّم فيه من قِبل الناشطين وقيادات الأحزاب، والمرشحين أيضاً، لخوض الحملة الانتخابية في مثل هذه الظّروف المناخية.

طعم سياسي بلون انتخابي  

قفي لقاءاتهم مع المواطنين واختيار الفترة الزمنية في اليوم الواحد، باتت التجمعات داخل القاعات "المكيّفة" هي الطريقة الأفضل للمعنيين بالمنافسة الرئاسية، أو التعريج على أعمال جوارية بالانتقال بين الأحياء الشعبية وسط المواطنين للترويج لبرامجهم والتواصل مع المواطنين، ولكن في فترة ما بعد الخامسة مساءً.

تزامُناً مع فترة الصيف؛ سؤال طرح كثيرا في آذار/ مارس الماضي في علاقة بالإعلان الرسمي عن تاريخ إجراء الانتخابات الرئاسية المُسبقة مفاده: "هل ستُغطي الأحداث اليومية والمناخ في الصيف على الحملة الانتخابية؟، الجواب جاء من رئيس جبهة المستقبل، فاتح بوطبيق، في فيديو ترويجي للحملة الانتخابية لفائدة المرشّح الحرّ عبد المجيد تبون، قائلاً: "سنستقطِب المصطافين القادمين من ولايات داخلية في الحملة الانتخابية"، مشيرا في تجمع حزبي إلى أنّ "هناك برنامجًا خاصًا باستقطاب المصطافين القادمين من ولايات داخلية إلى المناطق الساحلية".

4

وأردف بقوله إنّ "الشعب الجزائري مجنّد على مدار السنة لكل المواعيد الوطنية، ونحن في جبهة المستقبل أسدينا توجيهات وتعليمات لكل أعضاء القيادات الولائية من أجل الاستعداد لمثل هذه الظروف".

وفي السياق، لفت إلى "حرص السلطة الوطنية للانتخابات، على توفير فضاءات في مستوى هذه التجمعات تُراعي ظروف الصيف حتى يكون هناك جوّ مناسب لعقد التجمعات".

وأَضاف أيضاًبأنّ الولايات الساحلية في فترة الصيف والعطل "سيكون بها برنامج خاص من خلال مديرية الحملة أو من خلال إطاراتنا وسنستقطب المصطافين القادمين من الولايات الداخلية في إطار برنامج خاص".

هل ستُغطي الأحداث اليومية والمناخ في الصيف على الحملة الانتخابية؟

اجتماعيا، ووسط هذا المسار الانتخابي، تسائل فريد شتوان (أب لأربعة أطفال) في حديثه لـ" الترا جزائر" بأنّ الحملة الانتخابية ضرورة لارتباطها بالاقتراع الرئاسي، ولكنّها في الآن نفسه "يُمكن أن تصطدِم بسفر العائلات وقضائها للعطلة"، متسائلا:" من سيفكر في الحضور إلى تجمعات شعبية انتخابية في هذا الفصل الحارّ والتضحية بعطلته وبأيام راحته"؟

بين هذه العقبات الميدانية، فإنّ المشاهد الاستعراضية التي تشهدها الانتخابات كثيرا ما تُصبح مناسباتية أكثر، قد تزيدها خرجات المعنيين بها بشكل مباشر سُخُونة وحماسة.

وعلى عكس حرارة أجواء الطّقس في الجزائر، فإنّ الحملة الانتخابية باردة في "انتظار عملية الشّحن العاطفي للمواطنين في قادم الأيام"، كما تقول الباحثة في الاتصال السياسي بجامعة وهران (غرب الجزائر)، جميلة بودن لـ" الترا جزائر"، موضّحة بأنّ منصّات التّواصل الاجتماعي بإمكانها أن "تُغطِّي على هذه الصٌّعوبات وتذليل معضلة الحرارة"، وغيرها من الظروف= التي تُواجه الحاملين لمشاريع "سياسية -انتخابية".

وترى أيضا أنّ الشّبكة العنكبوتية "ستُنقِذ عملية التواصل عن بُعد مع جماهيرالفضاء الافتراضيأيام الحملة عبر من خلال عوامل: السرعة، الآنية والفوْرية والأثر والتفاعل أيضا- على حدّ تعبيرها- وستساعد في تحقيق عرض برامج تنم عن طموح ثلاثي السباق الانتخابي للظّفر بكرسي الرئاسية.