16-يوليو-2024

(تصوير: بلال بن سالم/Getty)

قبل 48 ساعة من انتهاء موعد الخطوة الأولى من مرحلة المسار الانتخابي، وإغلاق عملية الاكتتاب؛يسابق بعض المترشّحين للرئاسيات الزمن لجمع التوقيعات واستكمال شروط قبول ملفاتهم، إلاّ أنه يبدو أن عددًا كبيرًا من هذه الأسماء سيقط من قائمة المترشحين.

عبد الكريم سراي لـ"الترا جزائر": هناك صعوبات تقنية جعلت من مأمورية المرشحين صعبة جدًا، خاصة جمع التوقيعات وتصديقها عبر البلديات

تفيد التصريحات في الميدان، ببعض الصعوبات أثناء عملية جمع التوقيعات، امتثالًا للإجراءات القانونية، خصوصًا بالنّسبة لمن عوّل على المنتخبين المحليين، وذلك بالنظر إلى القاعدة السياسية لكل شخصٍ راغب في الترشّح، فضلًا عن معيقات عقّدت من المهمة لدى المعنيين، خاصّة جمع توقيعات النّاخبين وعددها 50 ألف توقيع.

في هذا السياق، يؤكد المحلل السياسي عبد الكريم سراي لـ"الترا جزائر" إن هناك صعوبات تقنية، جعلت من مأمورية المرشحين صعبة جدًا، خاصة جمع التوقيعات وتصديقها عبر البلديات، بالرغم من التسهيلات التي وضعتها السلطة الوطنية للانتخابات.

وبالإضافة إلى الشروط الواجب الالتزام بها من قِبَل الراغبين في الترشّح، يضيف سراي قائلًا، إنّ القاعدة الأساسية في الانتخابات الرئاسية كأهمّ استحقاق من الناحية المؤسّساتية، هي مرحلة جمع التوقيعات، "خصوصًا إن سلمنا أنّ بعض الوجوه المعنية بهذه الخطوة، كان لها حظّ أوفر في توزعّ المناضلين عبر كل الولايات، فضلًا عن تجاربهم السياسية السابقة حيال هذه الاستحقاقات، والخبرة التي يحملونها في الميدان".

السرعة القصوى

وبالنّظر إلى الإمكانيات التي سخّرتها الأحزاب، يبدو أن حركة مجتمع السلم، وحسب المناضلين، قد تمكنت من إتمام نصاب التوقيعات، عبر 29 ولاية، للمنتخبين المحليين، الذين تتكئ عليهم للظفر بإنهاء ملف الترشّح، لرئيس الحركة، عبد العالي حساني شريف، في مقابل أن هذا الأخير قد نشر في حسابه عبر منصة الفيسبوك، دعوة موجهة لمن يؤمنون بمشروع المرشح، وُسِمت بعنوان:" لكل من آمن بنا وقّع معنا".

من جانبها، مرّت عدة أحزاب إلى السرعة القصوى في دعم المرشح عبد المجيد تبون، إذ أظهر قادة تيار الموالاة، والمنضويين تحت راية " ائتلاف أحزاب الأغلبية البرلمانية" رغبتهم في تسجيل مواقف " الأول" من يوقع للرئيس، ودعوة المناضلين لجمع التوقيعات أيضا.

والواضح جدًا، حجم الدعم الذي لقيه المرشّح تبون من قِبل العشرات من مكونات المجتمع السياسي والمدني، أيضًا في صورة المنظمات الجماهرية التي أكدت دعمها له ومساندتها لاستمراره في الحكم.

 بدورها، تستمرّ جبهة القوى الاشتراكية في تحفيز المناضلين على جمع التوقيعات لفائدة مرشحّها، الأمين الوطني الأول، يوسف أوشيش، مسجلة بذلك العودة إلى الحاضنة السياسية والانتخابية بعد انقطاع عن الرئاسيات لمدة ربع قرن من الزمن.

ويبدو أن الملف الخاص بمرشح " الأفافاس"، سيكون جاهزًا هو الآخر قبل يوم الخميس، خصوصا وأن اشتراطات السلطة الوطنية للانتخابات، وضعت حيّزا وقتيا بخصوص فتح خلاياها عبر مختلف الولايات خلال الـ 78 الأخيرة من إنهاء ملف التوقيعات، لتستمر في عملها واستقبال المكتتبين إلى غاية منتصف الليل، وهذا بغية تسهل المهمة أمام الراغبين في التقدّم للمنافسة الانتخابية.

وما يشجع أوشيش لخوض غمار الانتخابات، انفتاح الحزب على مختلف الأطياف الاجتماعية في البلاد، إذ شدد على أن هذا المعترك الانتخابي، يعتبر " نتاجا لمسار الحوار مع مختلف مع التشكيلات السياسية، باعتباره "خيار استراتيجي تمليه متطلبات المرحلة الراهنة" التي ترمي إلى "الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيز تماسك الشعب الجزائري".

في المقابل، يسعى مرشح تحالف "الاستقرار والإصلاح" بلقاسم ساحلي، في جمع التوقيعات، إذ توزعت الأحزاب المساندة له، المتمثلة في "حركة الوطنية للعمال الجزائريين" و"التحالف الوطني الجمهوري"، وحزب "التجديد والتنمية" و"الحزب الأخضر للتنمية" و "الاتحاد من أجل التجمع الوطني".

من أجل إتمام العملية بالنزول إلى الولايات، والدفع بالمناضلين والمواطنين إلى التوقيع لفائدة ساحلي.

وبالرغم من انحسار الساعات المتبقية واقترابها على نهاية الآجال القانونية، قبل إغلاق أبواب الاكتتاب، والبدء في عملية دراسة كل ملف من الملفات المودعة؛ إلاّ أنّ هذا التحالف مازال يجمع التوقيعات، معتمدا على كل إمكانياته للظفر بورقة تجاوز العقبة الأولى، ووضع الملف الخاص بمرشحه.

وتشير بعض الأصداء في تصريحات لـ"الترا جزائر" أن الملف سيكون جاهزا قبل المهلة المعلنة، في المقابل من ذلك فإن جمع التوقيعات لم تكن بالمرحلة اليسيرة على عديد الراغبين في الترشح. 

القاعدة الشعبية

في هذا المنوال، يبدو أن الدعم الحقيقي للناخبين، ظهر بشكل لافت في الاستحقاقات الرئاسية، خصوصا وأن القانون فاضل بين تحقيق نصاب المكتتبين بين توقيع 50 ألف ناخب أو منتخبين على مستوى المجالس المنتخبة، في 29 ولاية، وهو الأمر الذي استعصى عل أكثر من 27 رغابًا في الترشح.

وفي هذا الإطار، وجب الإشارة هنا إلى انسحاب مرشحة حزب العمال، لويزة حنون، التي تركت المنافسة قبل الدخول إليها لأسباب تقنية، وخاصة في علاقة بالتوقيعات.

ويرى المتتبعون للشأن السياسي في البلادـ أن الانتخابات الرئاسية، أظهرت العديد من الحقائق الميدانية، وأعطت العديد من المؤشرات لفائدة الطبقة السياسية، إذ أكد الباحث في العلوم السياسية مراد سلامي، (جامعة الجزائر)، على أنها "بوصلة " لقياس فاعلية الحزب السياسي الذي قدم مرشحًا عنه، فضلًا عن " قيمة التحالفات السياسية في مثل هذه المواعيد الانتخابية".

وأضاف في هذا السياق، لـ" الترا جزائر" بأنّ أهمية التحالفات السياسية تظهر جلية في انتخابات الرئاسية، وتشابك المصالح، بالإضافة إلى رسم خارطة طريق يمكن البناء عليها في رسم السياسات الحزبية تحسبًا للانتخابات التشريعية والمحلية أيضًا برسم السنة المقبلة.

من المنتظر أن تدرس السلطة الوطنية للانتخابات، كل الملفات المقدمة على مستوى مقرها المركزي إلى غاية الـ 27تموز/ جويلية الجاري

خطوة أولى قبل ملفات الحسم

وفي انتظار ليلة حسم الملفات، من المنتظر أن تدرس السلطة الوطنية للانتخابات، كل الملفات المقدمة على مستوى مقرها المركزي إلى غاية الـ 27تموز/ جويلية الجاري، والإعلان عن قائمة المقبولين للمرور إلى مرحلة التصفيات النهائية التي تعكف على التثبت في أمرها المحكمة الدستورية إلى غاية 3 آب/ أغسطس الداخل.