13-يوليو-2024

(الصورة: فيسبوك)

فريق التحرير - الترا جزائر 

تفصلنا ساعات قليلة قبل إغلاق السلطة المستقلة للانتخابات الرئاسية المقررة في الـ 7 شهر أيلول/سبتمبر المقبل، أمام إيداع ملفات الترشّح للاستحقاق الانتخابي، حيث تُطرح أسئلة كثيرة حول الأسماء السياسية التي ستتمكّن من جمع التوقيعات ودخول المعترك الانتخابي.

تضمنت قائمة المترشحين الذين سحبوا الاستمارات ما يقارب 35 راغًبا في الترشح

تضمنت قائمة المترشحين الذين سحبوا استمارات اكتتاب التوقيعات ما يقارب 35 راغًبا في الترشح، ومن المنتظر أن يتم إغلاق العملية الأولى من تجميع التشريحات في الـ17 تموز/جويلية الجاري، (في منتصف الليل)، كما يُتوقّع أيضًا أن يتمكن ما بين أربعة إلى خمسة مترشحين من جمع التوقيعات.

الأرقام والنِّصاب

إجرائيًا، وفي انتظار ترسيم هذه الترشّيحات من قبل السلطة المستقلة للانتخابات، فإنّ عملية جمع لائحة التوقيعات واستكمال اكتتاب الاستمارات التي يحددها القانون، تعتمد أساسًا على لائحة المنتخبين في المجالس النيابية والمحلية، ومحددة بـ 600 توقيع من أعضاء هذه المؤسسات الرسمية  موزعين على 29 ولاية في البلاد، أو جمع توقيعات من الناخبين التي تعتمد أيضًا من الناحية القانونية على توقيع 50 ألف ناخب.

وفي وقت يشتكي راغبون في الترشّح من مشاكل أثناء جمع التوقيعات، وأغلبها معيقات على عدة مستويات، تمكن مرشح حركة مجتمع السلم، عبد العالي حساني شريف، من إيداع ملفه مشفوعًا بتوقيع ما يقارب 1900 منتخب.

وبخصوص المعطى القانوني واستكمال لائحة المكتتبين، جمع الأمين الأول لجبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، توقيعات أزيد من ألف منتخب، وفي المسار نفسه، بلغت رئيسة الكونفدرالية العامّة للمؤسسات الجزائرية، سعيدة نغزة، النصاب أيضًا.

ومن المنتظر أيضًا، أن يتمكّن المرشح عبد المجيد تبون، من جمع التوقيعات، خصوصًا وأنه مدعوم من عدة أحزاب سياسة ومكونات المجتمع المدني ومواطنين، لذا فإن هذه مرحلة جمع التوقيعات ستكون سهلة بالنسبة لرئيس الجمهورية، بعدما أعلن ترشحه لعهدة رئاسية ثانية، ولقي ترحابًا من المناضلين في العديد من الأحزاب.

وفي هذا الإطار، ينتظر أن تُفصح الأمنية العامة لحزب العمال، لويزة حنون، عن مسار عملية جمع التوقيعات، خاصّة وأنها تخوض هذه العملية، بتجربة سابقة، من خلال دخولها للمنافسة في ثلاث استحقاقات انتخابية سابقة، وذلك في 2004، ثم 2009، و2014.

كما أنّ تحالف " الاستقرار والإصلاح" الذي رشح في أيار/ماي الماضي رئيس حزب التحالف الجمهوري، بلقاسم ساحلي، هو الآخر يسعى إلى جمع التوقيعات، خصوصًا وأنه مدعوم في هذه المنافسة الرئاسية، بكل من "التحالف الوطني الجمهوري"، وحزب "التجديد والتنمية" و"الاتحاد من أجل التجمع الوطني" و"الحزب الأخضر للتنمية" و"حركة الوطنية للعمال الجزائريين".

في سباق جمع التوقيعات، فإن العملية تأخذ بعدًا تقنيًا، قوامه العدد وإكمال النصاب، وهو الأمر الذي لم يتمكن منه العديد من الراغبين، خصوصًا وأننا نعلم أنها عملية تحتاج إلى توافر قاعدة شعبية أولًا، وانخراط واضح في الفضاء السياسي والمجتمعي في البلاد.

مسؤولية بمحطات محدّدة

قبل انتهاء المهلة القانونية، لمرحلة جمع التوقيعات، فإن الخطوة المقبلة، بحسب المختص في القانون، سعيد مجاهد، فإنها من أهم المحطات الانتخابية، نظرًا للمسؤولية الملقاة على عاتق الراغبين في الدخول في معترك انتخابات بحجم الرئاسيات، مشيرًا إلى أن التوقيعات وجب أن تكون مطابقة للقانون.

وريثما تغلق المرحلة الأولى من تسلمي الملفات، وتغلق السلطة المعنية أبواب وضع الملفات للنظر فيها، ستليها المرحلة الثانية الأصعب بالنسبة للهيئة الرسمية، أضاف مجاهد في تصريح لـ" الترا جزائر" المرحلة المقبلة، يمكن أن تفرز عدد المرشحين المقبولين للمنافسة الانتخابية، خاصّة ستكون "مركزة" للتدقيق والمعاينة ودراسة ملفات المعنين، ومطابقتها للقانون واستفاءها لتدابير وشروط الترشح لأعلى منصب في الدولة.

وأوضح أن مهمة الفصل في الترشيحات، والإدلاء بمدى صحتها، وتطابقها مع الشروط القانونية، من قبل السلطة الوطنية للانتخابات، ستلزم المرشحين انتظار الآجال المحددة إلى غاية الإعلان عن القائمة ما قبل النهائية، في آجال سبعة أيام، أي في الـ 25 تموز/جويلية الجاري، ثم تحويلها مباشرة إلى لمحكمة الدستورية.

واللافت أنه في ظل الشكاوى المتكرّرة من بعض الراغبين في الترشح في علاقة بالممارسات البيروقراطية، أعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، عن تخصيص رقم مجاني (3058)، من أجل تسهيل وحجز موعد للمصادقة على استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية لصالح الراغبين في الترشح للانتخابات.

وبخصوص حجز المواعيد، كشفت السلطة في بيان سابق لها، أنه للراغبين في الترشح إمكانية ذلك، "عبر جميع الخلايا المتواجدة بالبلديات والملحقات البلدية ومندوبيات السلطة المستقلة عبر كامل ربوع الوطن".

يشتكي راغبون في الترشّح من مشاكل أثناء جمع التوقيعات، وأغلبها معيقات على عدة مستويات

مواعيد

وفي إطار هذه العملية من المنتظر أن تبدأ السلطة المستقلة للانتخابات في 18 يوليو/ تموز الجاري، في معالجة الملفات المقدمة لديها، ثم الإعلان عن لائحة المترشحين المقبولين للمشاركة في الاستحقاقات القادمة، لتمرّ بذلك إلى مرحلة المعاينة والمصادقة من قِبل المحكمة الدستورية على اللائحة النهائية للمترشحين وذلك في يوم الثالث من أغسطس/آب المقبل، حسب الدستور. وفي الـ14 أغسطس/ آب المقبل تبدأ الحملة الانتخابية التي تستمرّ بدورها إلى غاية يوم الرابع من سبتمبر/ أيلول المقبل.