21-أبريل-2023
رياضة

(الصورة: عربي بوست)

تحول شهر رمضان في السنوات الأخيرة، إلى موعد لتجديد العهد مع "الريجيم" الصحي، باستغلال الامتناع الطوعي عن الطعام من مطلع الفجر إلى غروب الشمس، ثم تكييف فترة الإفطار اليومية مع متطلبات الغذاء الصحي وممارسة الرياضة، من أجل الوصول إلى هدف إنقاص الوزن أو زيادة الكتلة العضلية، وفق المستهدف من هذا النظام.

"الكوتش" دنيا بن عياش: خطورة الرياضة في رمضان تكمن في عشوائيتها وممارستها دون برنامج غذائي

يقول خبراء التغذية إن شهر رمضان يعد أحسن المناسبات لإنقاص الوزن خاصة عندما يصادف موسم الربيع، لأن الشخص يكون مقتنعا تماما بالامتناع عن الطعام لمدة تصل إلى 15 ساعة، وهو بذلك يحقق إنجازا كبيرا دون خوف من الانتكاسة، ويبقى أمامه فقط التعامل مع ساعات الإفطار عبر الانضباط ببرنامج دقيق في وجبات الفطور والسحور.

وإذا استطاع صاحب الريجيم فوق ذلك، ممارسة نشاط رياضي، سيكون قد تمكن دون شك من الوصول إلى هدفه، بإنقاص ما بين 4 إلى 7 كيلوغرام، دون خسارة الكتلة العضلية، وهو إنجاز محفز للاستمرار على هذا النمط في باقي شهور السنة، خاصة إذا استشعر الشخص باقي المنافع النفسية التي تعود عليه من وراء تحول جسمه من حالة الخمول إلى الرياضة والنشاط.

ظاهرة المؤثرين الرياضيين

وما زاد في الشغف نحو الالتزام بالغذاء الصحي والرياضة في رمضان، ظهور مدربين متخصصين على مواقع التواصل تحولوا بفعل حاجة الناس إلى التوجيه في هذا الميدان إلى مؤثرين يجذبون نحوهم آلاف المتابعين ويكسبون يوميا منخرطين جدد في قاعاتهم الرياضية، ومنهم من يعرض خدماته عن بعد بمقابل، عبر تقديم برنامج خاص للزبون يتضمن حاجاته من السعرات الحرارية والحركات الأنسب لحالته.

وتقول الكوتش دنيا بن عياش، في حديث مع "الترا جزائر" حول هذا الموضوع، إن الإقبال في العاصمة على قاعات الرياضة خلال شهر رمضان زاد في الأيام الأولى من أجل زيادة فرص إنقاص الوزن مع الصيام، ولكن سرعان ما انخفض في الأيام الأخيرة نتيجة للتعب والإرهاق وإحساس البعض بتضييع الفرصة بسبب عدم اتباع نظام غذائي صحي وتناول الحلويات والمشروبات الغازية.

أما بخصوص المواقيت المفضلة لممارسة الرياضة خلال أيام رمضان، فتشرح "الكوتش" بن عياش بأنها تختلف من شخص لآخر، وهي لا تخرج عن ثلاثة أوقات: مباشرةً بعد وجبة السحور وقبل الإفطار بساعة ونصف وبعد الإفطار بساعتين، مع تقسيم وجبة الافطار الى اثنتين قبل وبعد الحصة، على أن تكون متوازنة وغنية بالبروتينات والألياف بينما لا ينصح بممارسة الرياضة في منتصف النهار لأنها مجهدة.

وأضافت المتحدثة أن الرياضة في رمضان يمكن أن تكون خطيرة على صحة الإنسان عندما تكون عشوائية وبدون برنامج رياضي وغذائي، ومن أخطارها انخفاض مستويات السكر في الدم والجفاف، كما أن ممارستها للبعض قبل وقت طويل عن الإفطار قد تؤدي لخسارة العضلات، وهو أمر غير محبذ لمن يبحث عن جسم خال من الدهون ورشيق.

إقبال على رياضة الجري

ومن القصص الملهمة لتأثير الرياضة على الجسم، ما ينشره الروائي والصحفي والمسرحي احميدة العياشي في صفحته على فيسبوك، حول التحول الذي أحدثته رياضة الجري على حياته، وهو اليوم بصدد التأسيس لنوع جديد في الكتابة بعنوان "أدب الجري".  فالجري، كما يكتب في نصوصه، "غيّر حياتي وأثر على فلسفتي تجاه جسدي ونحو الآخرين.. حررني من الكثير من الأدواء ولازال يمنحني القدرة على المقاومة والاستمرار وعلى تذوق الحياة وعقد الصداقات برغم كل ما يمكن أن يدفعك إلى الخيبة في الآخرين والزهد في العيش البهيج".

وفي حديث مع "الترا جزائر" حول الرياضة في رمضان، يقول العياشي، إنه لا يتوقف عن ممارستها فهي مهمة على أكثر من صعيد، منها التخفيف من الوزن واكتساب الرشاقة التي تحمي من التعرض لعدة أمراض باتت منتشرة في مجتمعنا مثل ضغط الدم والسكري، لكن ما يجب حسبه هو ممارستها بساعة قبل ساعة الفطور، لأن ممارستها بساعات قبل الفطور، يمكن أن تتسبب في مشاكل حقيقية للجسد بسبب نقص الماء في الجسم، تماما مثلما يجب تجنب التمارين مباشرة بعد الفطور، والأنسب أن يفصلها عن الأكل ساعتين بحيث لا تكون البطن متخمة.

ويذكر العياشي من وحي خبرته أن خفة الجسم خلال رمضان ستجعل من ممارسة الرياضة عاملًا مساعدًا على تحقيق التوازن بشكل أسرع من وقت الإفطار، كما تعمل على تنشيط هرمون السعادة الذي تساعد على تحمل متاعب الصوم مما يضفي على فعل الصوم روحانية تشعرك بأهمية الصوم.

ومن النصائح التي يقدمها الكاتب، ضرورة أن يكون بذل الجهد تدريجيًا حتى يتعود الجسد على النظام الجديد عند الامتناع عن تناول الأكل والشرب، وفي الغالب لا يجب ارهاق الجسد بل يجب ان ندفعه إلى ممارسة الرياضة بشكل ناعم، وذلك ما سيجنبه الكثير من الإصابات، لذلك تعد رياضة الجري حسبه، من أهم الأنواع التي تصلح ممارستها في رمضان.

احميدة العياشي: رياضة الجري غيّرت حياتي وأثرت على فلسفتي تجاه جسدي ونحو الآخرين

وما لوحظ خلال شهر رمضان، إقبال عدد معتبر من الجزائريين على ممارسة رياضة الجري في الساعات التي تسبق الإفطار، حيث تتحول ميادين مثل "دنيا بارك" في الضاحية الغربية للعاصمة أو الصابلات قبالة البحر وسط العاصمة، إلى ملتقى عشاق هذه الرياضة.

لعياشي

ويعتقد العياشي أن الجري يكون مفيدا لو يمارس باعتدال في الإيقاع بحيث يسمح لك بالكلام مع صاحبك من ثلاث مرات إلى أربع مرات في الأسبوع أو بالتداول يوما بيوم، كما يجب تناول المغنزيوم مع فيتامين سي، وذلك حتى يتم تجنب الإصابات خاصة في الركبة أو المشط أو الأماكن الحساسة في الرجلين. كما يجب أن يسبقه فترة تسخين العضلات ما بين 15 إلى 25 دقيقة وممارسة تمارين الاستطالة بعد الانتهاء من حصة التدريب، وذلك ما يفيد الجسد ويمنحه حيويته وقوته بشكل مضطرد، وهي نصائح تصلح في رمضان وخارجه، حسب المتحدث.