15-فبراير-2020

الصراعات أبعدت حزب جبهة التحرير الوطني عن المشهد السياسي (الصورة: الخبر)

يحشد سيناتورات حزب جبهة التحرير الوطني "الأفلان"، الصفوف لإطلاق مبادرة لتقريب وجهات النظر بين فرقاء الحزب العتيد، الذي يتخبّط في صراعات لا متناهية في الآونة الأخيرة، من أجل إعادته إلى اللعبة السياسية وبعث روحه من جديد.

القيادة الحالية ترفض كلّ أشكال المبادرات والمراحل الانتقالية، وتدعو إلى حوارٍ شاملٍ قبل المؤتمر الاستثنائي في جوان القادم

وكشف فؤاد سبوتة، عضو مجلس الأمة عن حزب الأفلان، أن أعضاء الحزب في "السينا" يحضّرون لمبادرة "تقوم على محاولة تقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء من أجل الذهاب إلى حل نهائي للوضعية التي يعيشها الحزب."

اقرأ/ي أيضًا هل انتهى "الأفلان" بنهاية عهد بوتفليقة؟

وأكد فؤاد سبوتة في تصريحاتٍ إعلامية، على هامش مناقشة مخطط عمل الحكومة، أن "المبادرة ستفتح المجال للحزب للعب دوره في الساحة السياسية حاليا أو مستقبلًا.."، رافضًا منح شروحات أوفر عن المبادرة السياسية لإطارات حزب جبهة التحرير في "السينا"

وسبقت فكرة أعضاء مجلس الأمة، مبادرات أخرى، كالتي دعا إليها عضو اللجة المركزية، حسين خلدون، مؤخرًا، بعد أن طالب من المناضلين إلى "وضع اليد في اليد وإنقاذ الحزب من وضعيته الكارثية التي يتخبط فيها، متهمًا القيادة الحالية بـ "المضي نحو التعفن وممارساتٍ حولتها إلى لجنة مساندة لا غير".

ولقيت مبادرة خلدون تفاعلًا من طرف المناضلين في القاعدة الحزبية، الذين طالبوا بالمرور إلى تعيين لجنة تحضير مؤتمر مكوّنة من أعضاء اللجنة المركزية الحالية، وبعدها عقد المؤتمر دون إشراف القيادة الحالية عليه لأنه ليس لديها صلاحية استدعاء اللجنة المركزية.

وعلى النقيض، رفض الأمين العام بالنيابة لحزب جبهة التحرير الوطني، علي صديقي، اليوم السبت، بمستغانم، لعقد "ندوة وطنية" وتكوين "هيئة انتقالية لتسيير الحزب"، مشيرا إلى أن "القيادة الحالية لا تتهرب من عقد دورة للجنة المركزية".

وتابع صديقي قائلًا: "هدفنا أن تكون دورة اللجنة المركزية فضاءً سياسيا لتعزيز اللحمة وتوثيق الوحدة وجمع الشمل للذهاب إلى مؤتمر ناجح من أجل خدمة الجزائر والحزب وألّا تكون ساحة للصراع ومنبرا للفرقة وتشتيت الصف."

كما جدد الأمين العام بالنيابة لحزب جبهة التحرير الوطني، دعوته إلى المناضلين من أجل "حوار جدي ومثمر يسهم في إنضاج المواقف والاختيارات ويوسع دائرة التفكير والنقاش والتشاور بين جميع المناضلين".

وتأزمت وضعية حزب "الأفلان"، عقب سجنِ أمينه العام محمد جميعي، في تهمٍ تتعلق بقضايا الفساد، كما أن دعمه لمرشح غريمه السياسي، التجمع الوطني الديمقراطي "الأرندي"، عز الدين ميهوبي، في رئاسيات 2019 قصم ظهره وأدخله سلسلة انشقاقات وتصدعات داخليّة.

كما أن الانقسام النضالي للحزب وتشتته في القواعد الشعبية، دفع بشبابه إلى مطالبة شيوخ "الأفلان" بالتخلي عن الكرسي وتسليم المشعل لهم، مؤكدين أن حراكهم من أجل التغيير في القيادة الحزبية، سيتواصل إلى تحريره من بقايا "العصابة".

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

أسماء شهداء ثورة التحرير يُحييها الحراك الشعبي

"الأفلان" يتجه إلى دعم عز الدين ميهوبي.. تحالف بوتفليقة يعود؟