14-يونيو-2024
(الصورة: فيسبوك) سوق الكباش في الجزائر

(الصورة: فيسبوك) سوق الكباش في الجزائر

مع اقتراب عيد الأضحى في الجزائر، يكثر الحديث عن مرض الكيس المائي الذي يُصيب كباش العيد، وتنتشر البيانات المحذّرة من خطورته، بينما تنظم وزارة الصحة، حملة إعلامية لتحسيس المواطنين وتبيان وسائل الكشف عن وجود كيس مائي وضرورة الالتزام ببعض الاحتياطات لتفادي العدوى.

بعد أن يتناول الإنسان بيوض دودة الكيس المائي، تستقر البيوض في الأمعاء وتنمو لتصبح يرقات ثم تتنقل إلى الكبد والأعضاء الأخرى وتشكل مايعرف بالكيس المائي

وفي هذا الحوار مع "الترا جزائر" تقدم الدكتورة شيخ صافية، طبيبة عامة أخصائية في التغذية شرحًا وافيًا عن الكيس المائي وكيفية العدوى وطرق الوقاية منه في عيد الأضحى

ماهو مرض الكيس المائي؟

مرض الكيس المائي هو مرض طفيلي ينتج عن الإصابة بدودة شريطية تسمى الشريطة الشوكية (إيكينوكوكيس قرنيلوزيس)، وينتج عن تناول بيوض هذه الدودة والتي تنمو في دورة حياة تربط بين الكلب والخروف، حيث تكون على شكل دودة تحمل بيوض في امعاء الكلب ويطرحها في فضلاته، وبعد ان يتناولها الخروف بطريقة مباشرة تتحول داخل الامعاء إلى يرقات وتنتقل إلى أعضاء لتعطي الكيس المائي، وإذا تناولها الكلب من احشاء الخروف بعد ذبحه أو موته تكمل نموها فيه لتصبح دودة في أمعائه.

كيف تحدث العدوى عند الإنسان؟

يعتقد الناس في الجزائر أن أضحية العيد هي سبب العدوى بالكيس المائي، ولكن هذا خطأ، فالسبب الرئيسي هو فضلات الكلاب الضالة أو المنزلية التي لا تخضع للعلاج الدوري. ويصاب الإنسان بطريقة غير مباشرة بعد شرب مياه، وتناول خضر وفواكه ملوثة ببيوض هذه الدودة، وبطريقة مباشرة بملامسة شعر أو لعاب الكلب، وتكون العدوى عند الخروف مثلما تكون عند الانسان وتتطور الدودة بنفس الشكل، ويتعلق الأمر أيضًا بالماعز والبقر والإبل والأحصنة وتزيد خطورة العدوى المرض كلما تواجدت هذه الحيوانات بكثرة في المنطقة. أما تناول عضو من الخروف مصاب بالكيس المائي فهو لا يعدي الانسان، لأن اليرقات الموجودة في الكيس لا تتحمل درجة حرارة الطهي العالية وتموت، ولكن لتفادي المرض نهائيًا ينصح الأطباء بألا يرمى العضو المصاب كليًا، وإنما فقط الجزء الذي فيه الكيس.

وتتميز بيوض دودة الكيس المائي بمقاومتها العالية للظروف السيئة مثل درجات الحرارة المنخفضة جدًا، ومواد التنظيف الكيميائية، وتموت في درجة حرارة تفوق 60، °لهذا الطبخ الجيد يقتلها ويمنع العدوى. 

كيف يتطور المرض عند الإنسان؟

بعد أن يتناول الإنسان بيوض دودة الكيس المائي، تستقر البيوض في الأمعاء وتنمو لتصبح يرقات ثم تتنقل إلى الكبد والأعضاء الأخرى وتشكل مايعرف بالكيس المائي، وله نفس الشكل عند الانسان والخروف، ويكون على شكل كيس شفاف فيه سائل مملوء باليرقات، ومنغمس في نسيج العضو المصاب والذي قد يكون الكبد، الرئتين، الكليتين، الطحال، الدماغ والعظام.

هل هناك فئات معينة أكثر عرضة للإصابة بالكيس المائي؟

المرض له انتشار عالمي وخاصة في المناطق التي تكون فيها تربية المواشي والاستعانة بالكلاب للحراسة، ويقل انتشاره في البلدان المتطورة لأنها تتحكم في طرق الذبح والتخلص من أحشاء الحيوانات سريعًا، وتحرص على معالجة دورية للكلاب لمنع نمو الطفيلي، والجزائر بلاد معروفة به وخاصة في المناطق الريفية والهضاب العليا وهناك تبليغ بأكثر من   700 حالة للكيس المائي سنويًا، وهو مرض يصيب جميع شرائح المجتمع وبصفة أكثر الفلاحيين وراعاة الاغنام.

ماهي أعراض الإصابة بالكيس المائي؟

أعراض المرض ليست محددة ولا تسمح بالتشخيص المباشر لمرض الكيس المائي، وتكون صامتة لعدة سنوات في فترة حضانة اليرقات، ولكن في مراحل متقدمة تتطور الأعراض حسب العضو المصاب، إذا كانت في الكبد تظهر آلام في البطن والقيء والغثيان، وإذا كانت في الرئة تظهر على شكل سعال حاد آلام في القفص الصدري، وأعراض عامة مثل فقدان الشهية والوزن والاحساس بالتعب والإرهاق.

ما هي طرق علاج الإصابة بالكيس المائي؟

العلاج يكون حسب تطور المرض والأعضاء التي بتواجد فيها، والذي قد يكون دوائي أو جراحي وهو من العلاجات الباهظة الثمن في الجزائر، ويعد معرفة دورة حياة الطفلي وطريقة تنقله من جسم إلى آخر مهم جدا حتى يتمكن الطبيب من التدخل العاجل وإعطاء العلاج الازم والذي يكون في مصلحة الجراحة العامة في المستشفيات في الجزائر.  وخطورة المرض تكمن في تعقيداته حيث يصل المريض في بعض المرات إلى الموت في حال انفجار الكيس داخل البطن مثلا، او في حالة تعفنه، وما يجعل من هاذ المرض مشكل صحة عمومية هو غلاء العلاج والاستشفاء.

ينصح مختصون بحرق الأحشاء أو دفنها بعمق متر واحد إذا كان هناك شك حول إصابتها بالكيس المائي

ما هي طرق الوقاية من الإصابة بالكيس المائي؟

 الوقاية تكون بتظيف الأيدي جيدًا قبل الأكل، وغسل الخضر والفواكه جيدًا قبل تناولها، وطهي الطعام جيدًا، وعدم شرب مياه لا تخضع للمراقبة مثل الآبارلأنها تتلوث بفضلات الكلاب، توعية الرعاة بفصل الكلاب عن الخرفان والتخلص من أحشاء الخروف بعد موته أو ذبحه بسرعة، ومعالجة الكلاب ضد الطفليات بصفة دورية عند البيطري، وتحسيس الجزارين بضرورة الذبح المنظم بحضور البيطري للتأكد من سلامة الأضحية، وحرق الأحشاء أو دفنها بعمق واحد متر إذا كان هناك شك حول إصابتها بالكيس المائي، وإبعاد الكلاب عن المذابح وعن أضحية العيد، وعلى السلطات تجميع الكلاب الضالة ومعالجتها ضد الطفليات وضبط ومراقبة عملية الذبح في العيد وحصرها في المذابح ومنعها في البيوت.