تساءل وزير الخارجية، أحمد عطاف، اليوم الأحد، عن سبب تجاهل نداءات واستنجادات الأمم المتحدة بشأن الوضع في غزة، التي تعرف إبادة جماعية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وزير الخارجية: نحن أمام منعطف مصيري سيحدّد دون محالة مستقبل المنظومة الدولية برمتها
وقال أحمد عطاف، خلال افتتاحه أشغال الندوة العاشرة رفيعة المستوى حول السلم والأمن في أفريقيا، إنّه "ففي الأراضي الفلسطينية المحتلة، أصبحت غزة المكلومة مقبرةً للمبادئ القانونية الأساسية التي يقوم عليها النظام الدولي الحالي والتي كان يفترض أن تظل مرجعاً يحتكم إليه الجميع دون تمييز أو تفضيل أو إقصاء."
وتابع متسائلًا: "فكيف يُحرم المدنيون الفلسطينيون من حق الحماية الذي يكفله القانون الدولي للشعوب القابعة تحت الاحتلال، وكيف لا تجد نداءات واستنجادات الأمين العام للأمم المتحدة آذاناً صاغية، وكيف لا تقابل طلبات الاستغاثة الصادرة عن مختلف الوكالات الأممية المتخصصة بأي رد أو صدى، وكيف يستفيد الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني من كافة التسهيلات لإبادة شعب بأكمله دون أدنى محاسبة أو مساءلة أو حتى تلميح بالمعاقبة."
وهنا أكّد بأنّه "لا شك أننا أمام منعطف مصيري سيحدّد دون محالة مستقبل المنظومة الدولية برمتها، بما تقوم عليه من قواعد وضوابط وآليات قنَّنها ورسخها ميثاق الأمم المتحدة."
وواصل: "كيف لا، والمجموعة الدولية تشهد اليوم التداعيات الحادة لتجدد سياسة الاستقطاب بين القوى العالمية، والتجليات الكارثية لتصاعد خيار اللجوء لاستعمال القوة كوسيلة لحل الخلافات بينها."
ووفقه فإن الأمم المتحدة تعيش مرحلة "استهزاء؛ بل الدوس على الشرعية الدولية والاستخفاف بالمسؤوليات التي يمليها الانتماء إلى منظومة دولية متحضرة، ورجوع أسلوب الانتقائية في تحديد الأولويات الأممية، وهو الأسلوب الذي يفرض على قارتنا تذيل سلم الأولويات هذه."
والأسبوع الماضي، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة قرارًا (غير ملزم) يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري" في غزة، وهو ما فشل في تحقيقه مجلس الأمن الدولي بعد فيتو أميركي.
وصوّتت الهيئة الأممية التي تضم جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وعددها 193، بأغلبية 153 صوتًا لصالح القرار، وصوتت عشر دول من بينها الولايات المتحدة و"إسرائيل" ضدّ القرار، بينما امتنعت 23 دولة عن التصويت.
وتصطدم في كل مرّة قرارات الأمم المتحدة ونداءاتها بـ"فيتو" أميركا وفي مجلس الأمن، ما علّق عنه أنطونيو غوتيريش بالقول إنّ "سلطة مجلس الأمن ومصداقيته مهدّدتان".
ووفق موقع "الترا فلسطين"، استشهد، اليوم لأحد، ستة فلسطينيين في مخيم نور شمس ومخيم جنين، ليرتفع عدد الشهداء خلال الـ24 ساعة الأخيرة في الضفة الغربية إلى 9 شهداء.
ونقل المصدر عن "مرصد شيرين" وصول حصيلة شهداء الضفة الغربية، إلى 297 فلسطينيًا، منذ عملية طوفان الأقصى بتاريخ 7 تشرين أول/أكتوبر، إضافة إلى 208 شهداء ارتقوا منذ بداية العام الحالي.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي قصفه لقطاع غزة منذ 72 يوما، ما أسفر عن استشهاد نحو 19 ألف فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 52 ألف آخرين، 70% منهم من النساء والأطفال، في حصيلة غير نهائية، نشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية.