10-أبريل-2024
عميد جامع الجزائر

الشيخ محمّد المأمون القاسمي، عميد جامع الجزائر (الصورة: فيسبوك)

قال عميد جامع الجزائر، الشيخ محمّد المأمون القاسمي، اليوم الأربعاء، إنّ ما يحدث لأهلنا في غزة لأكبر شاهد على الأوضاع المختلة في العالم، مثمنًا صمود الغزيين ورباطهم في وجه المحتل الصهيوني لأكثر من نصف عام.

الشيخ القاسمي: إننا فخورون بمواقف الجزائر نصرة لفلسطين وبذلها غاية الجهد في الهيئة الأممية من أجل وقف العدوان

وأوضح الشيخ المأمون في خطبة صلاة عيد الفطر المبارك، بجامع الجزائر، بالمحمدية (الجزائر العاصمة) أنّ "عالم اليوم اختلّت فيه الموازين، وانحسرت القيم واضطربت المعايير."

وتابع: "أكبر شاهد على هذه الأوضاع المختلّة ما يعيشه أهلنا في فلسطين، في غزّة الصمود والرباط، منذ أكثر من نصف عام، حيث يشاهد العالم على المباشر مناظر تتفطّر منها القلوب، وتدمع العيون، ويندى لها الجبين، يرى صور الشهداء والجرحى، صور الثكالى واليتامى. يرى آلاف البيوت وقد سُويت بالأرض على أصحابها، والمستشفيات والمساجد، وقد هُدمت على من فيها."

وانتقد عميد الجامع ازدواجية المعايير من الغرب، قائلًا: "عالم يموج بمبادئ وشعارات، ونظم وقوانين زعموا في بلدان الغرب أنّهم يحفظون بها حقوق الإنسان، ويقيمون العدل بين النّاس والحال أنّ واقع العالم مظالم ومغارم، ومحن وشقاء، وحروب وبأساء. فلا ميزانهم في قضايا الشعوب واحد. ولا مواقفهم وقراراتهم بشأنها عادلة."

واعتبر ذلك أنه "شريعة المصالح والمغانم، والغايات الّتي تبرّرها الوسائل، مغلّفة بأغلفة رقيقة من مبادئ العدل والحرية، ودعاوى التحضّر والمدنية."

وثمّن الشيخ القاسمي صمود الشعب الفلسطيني في غزة ضدّ الاحتلال الصهويني، مؤكدًا "إنّنا لفخورون بهذا الشعب الأبيّ الّذي يخوض معارك الكرامة، ويسطّر ملحمة من أعظم الملاحم في التاريخ."

كما أعرب، في السياق، فخره بمواقف الجزائر المبدئية التاريخية في نصرة القضية الفلسطينية، وسعيها الحثيث للمّ الشمل وتوحيد الصفّ الفلسطيني، وبذلها غاية الجهد في الهيئة الأممية من أجل وقف العدوان ووضع حدّ لحرب الإبادة الجماعية، وفق ما جاء في نصّ الخطبة.

وعاد الشيخ القاسمي في خطبته إلى تدشين جامع الجزائر، معتبرًا ذلك "إنجازا حضاريّا عظيما". وأكد بأنّ "الجزائر حققت نجاحًا بعمارتها جامع الجزائر، الصرح الدينيّ الشامخ، الّذي تزدان به الحواضر العلمية في بلادنا وفي أقطار العالم."

وزاد: "ليكون، بحول الله، الجامع لأبناء الجزائر، والحصن المنيع لمرجعية دينية أصيلة، تتميّز بالشمولية والوسطية والاعتدال، وكانت لشعبنا، عبر العصور والأجيال، الحصانة الذاتية من الغلوّ في الدين، ومن كلّ زيغ أو ضلال. وقد منّ الله علينا، بعد افتتاح "الجامع" من قِبَل رئيس الجمهورية، أن صلّينا فيه أوّل جمعة، وأقمنا صلاة التراويح، في الشهر الكريم؛ ونشهد فيه اليوم، بفضل الله، أوّل صلاة للعيد. وفي هذه المناسبات، حضر إلى رحابه الآلاف من المؤمنين والمؤمنات، والحمد لله. له المنّة ومنه الفضل والمكرمات."