فريق التحرير - الترا جزائر
دعا عميد مسجد باريس الكبير، شمس الدين حفيز، الحكومتين الجزائرية والفرنسية إلى "استغلال الفرصة لتعزيز الشراكة والعمل معًا من أجل تحقيق مصالح البلدين"، قائلًا إنّ الجزائر" أبدت مرونة في ذلك، ولا أعتقد أن ثمة ما يعرقل هذا التعاون، فقد أبدى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في أكثر من مناسبة، استعداده لحل جميع القضايا العالقة بين البلدين، لاسيما ما تعلق منها بالذاكرة".
قال إن دعوته الناخبين من مزدوجي الجنسية للتوجه إلى صناديق الاقتراع في الدور الثاني من الانتخابات التشريعية الفرنسية كان لأجل قطع الطريق أمام اليمين المتطرف
وقال عميد مسجد باريس الكبير، في تصريح خص به جريدة "الخبر" إنّ نتائج الانتخابات التشريعية في فرنسا، ستسهم في تحسين العلاقات بين الجزائر وفرنسا، مشددا على أنّ وجود حكومة تدعم الحوار والتفاهم المتبادل "يمكن أن يساعد في حل القضايا العالقة وتعزيز التعاون في مختلف المجالات".
وبخصوص الانتخابات التشريعية الأخيرة في فرنسا، قال إن "دعوته الناخبين من مزدوجي الجنسية، وخاصة الجالية المسلمة، للتوجه لصناديق الاقتراع في الدور الثاني من الانتخابات التشريعية الفرنسية، كان لأجل قطع الطريق أمام اليمين المتطرف وأجندته التمييزية، وقد كان لدورهم تأثير كبير في تغيير موازين القوى، وكان تصويتهم حاسمًا".
وشرح بقوله "لقد كان لمزدوجي الجنسية دورًا مهمًا وتأثير كبير في تغيير موازين القوى، حيث أن تصويتهم كان حاسمًا في منع اليمين المتطرف من تحقيق الأغلبية، وتصدر نتائج الجولة الثانية".
وأوضح في هذا الإطار، بأنّها "أظهرت مدى تعقيد وتنوع المشهد السياسي في البلاد، وما رأيناه خلال الأسبوع الأخير قبل الجولة الثانية، كان أشبه بعودة سياسية غير متوقعة"، مشيرًا إلى أنّ "هذا التحول السريع في المزاج السياسي يعكس تحرك الناخبين بشكل قوي ضد اليمين المتطرف وأجندته التمييزية".
وشدّد على ضرورة "مواصلة العمل على تعزيز قيم التعايش المشترك والتسامح، وأن تحرص الجبهة الشعبية التي ستشكل الحكومة على أن تكون سياساتها شاملة وتعكس تنوع المجتمع الفرنسي".
وأشار إلى أنّ " النتائج أظهرت أهميّة المشاركة السياسية الفعالة والتضامن بين مختلف فئات المجتمع لمواجهة التحديات والتهديدات، ونحن في مسجد باريس الكبير مستمرون في هذا النهج، نعمل دوما على تعزيز حقوق الجميع وضمان التعايش السلمي والتسامح في المجتمع الفرنسي، وهذا هو دورنا الذي نعده واجبا أخلاقيا قبل كل شيء".
وفي سياق تصاعد أحداث الحرب على غزّة، وإمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينية مع الحكومة الجديدة، مثلما فعلت دول غربية أخرى، عبّر حفيز عن " وجود أمل يلوح في الأفق"، موضحا أنّ "الحكومة الجديدة بدعمها القوي لحقوق الأقليات والقضايا العادلة، قد تتخذ خطوات جريئة في هذا المسار، وسيكون الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة والسلام في المنطقة، ونأمل أن يكون هذا ضمن أولويات الحكومة الجديدة".