10-أغسطس-2024
(الصورة: فيسبوك) جمال سجاتي تعرض للدفع في نهاية السباق

(الصورة: فيسبوك) جمال سجاتي تعرض للدفع في نهاية السباق

كاد العداء الإيطالي اليافع، كتالين كوتوسيانو، 24 سنة، أن يحرم جمال سجاتي، صاحب أحسن توقيت عالمي في سباق 800 متر من مواصلة الزحف نحو ميداليته الذهبية، عقب دفعه في نهاية سباق، لم يتح فيه لنجم القوى الإيطالية الصاعد تحقيق تأهل تاريخي للنهائي، بعد عامين فقط من انضمامه للمنتخب الإيطالي.

تعيد هذه الحادثة  إلى الأذهان مرور نجوم كبار على هامش البوديوم جراء إلتحامات وسقطات مؤثرة ضيعت الحلم الذهبي على أبطال مقتدرين

خسارة وهران

قبل سنوات قليلة لم يكن أحد يتوقع أن يكون لإيطاليا عداء من الطراز العالي في المسافات نصف الطويلة، حتى لاحت الفرصة بقدوم هذا المهاجر من رومانيا إلى إيطاليا، فهو ولد في رومانيا في التاسع من شهر أيلول/سبتمبر 1999، لكنه قرر العام 2008 الالتحاق بوالديه المقيمين في إيطاليا، ليعيش في منطقة البندقية أين بدأ ممارسة هوايته في العدو لافتًا نظر الفدرالية الإيطالية لألعاب القوى التي قررت تجنيسه في العام 2021.

سيبدأ هذا العداء مشوارًا حافلًا منذ العام 2022، استهله بالمشاركة في الأدوار الإقصائية و نهائي 800 متر في ألعاب البحر الأبيض المتوسط صائفة 2022 بوهران، و من سوء حظه أنه خسر أمام جمال سجاتي الفائز بالذهبية و حتحات الحاصل على البرونزية.

تجدد اللقاء في أولمبياد باريس ليخسر أمام الجزائري مجددًا، و يصطدم به بعد نهاية اللقاء بطريقة خلفت ضجة في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أن الدفعة كانت متعمدة ومحظورة رياضيًا وكان بإمكانها أن تتسبب في إصابة خطيرة، حامدين الله أنها لم تقع في المضمار.

تعيد هذه الحادثة  إلى الأذهان مرور نجوم كبار على هامش البوديوم جراء إلتحامات وسقطات مؤثرة ضيعت الحلم الذهبي على أبطال مقتدرين، مثلما حصل لهشام القروج في أولمبياد أطلانطا خلال نهائي 1500 متر، الذي فاز به القطار نورالدين مرسلي، وسقوط زابو وهاميلتون في سباق 1500 متر الذي فازت به نورية بنيدة مراح العام 2000 في أولمبياد سيدني، فالسقوط الأخير للعداء الأثيوبي في سباق 3000 متر موانع الذي فاز بذهبيته المغربي سفيان البقالي.

ظلال خليف وكاريني

ومباشرة بعد حادثة الاصطدام قال المتسابق الإيطالي، صاحب برونزية البطولة الأوروبية الأخيرة في روما لبوابة الرياضة الإيطالية: "أشعر بخيبة أمل كبيرة لأني خرجت من النهائي ببضع سنتيمرات قليلة"، ما يفسر إطلاق قوته الانفجارية الأخيرة في النهاية مرتطمًا بجمال سجاتي من الخلف.

وأعادت لقطة الدفع إحياء الجدل الذي أثارته الملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني في ثمن النهاية ضد البطلة الأولمبية إيمان خليف صاحبة ذهبية 66 وزن كلغ، حينما قرّرت الانسحاب من النزال بعد 46 ثانية، بتأثير وضغط من المنظمة الدولية للملاكمة حسبما كشفه جيوفاني مالاجو، رئيس اللجنة الأولمبية الإيطالية، لجريدة لاستامبا الإيطالية.

مستغربًا الأزمة التي صنعتها وسائل الإعلام الدولية، بعد إقصاء مواطنته أنجيلا كاريني، على يد الجزائرية إيمان خليف، مؤكدًا أن بعض الأطراف ركزت على الملاكمة الجزائرية لأغراض سياسية بحتة، و معترفًا بأن الملاكمة الإيطالية أكدت له تعرضها لضغوط هائلة من الاتحاد الدولي للملاكمة قبل النزال.

وتغذى الانسحاب من تدخل سياسي عبر تصريحات رئيسة الحكومة جيورجيا ميلوني، بيد أن ذلك لم يمنع ارتفاع موجة سخرية عارمة من مؤثرين إيطاليين وتنمر قاس من البطلة المنسحبة كاريني، عبر التيكتوك حيث ظهرت إعادة تمثيلية للنزال من طرف بنائين إيطاليين في وقت اعتبر فيه مؤثر إيطالي شهير أن انسحاب كاريني حدث بوقت جيد هو 46 ثانية فقط ليكون أسرع نزال انتهى قبل أن بدايته.

عار خيانة الساقين

لم يستبعد جزائريون أن يكون الإيطالي المجنس قد تأثر بموجة السخرية التي سلطها إيطاليون على كاريني، وبتلك الحملة الإعلامية المسمومة التي نالت مواطنة منافسه والمنتصر عليه جمال سجاتي، لكن الصحفي الإيطالي جيان دومينيكو تيزيو، استبعد تقصد الفعل قائلًا "حاول كتالين كوتوسيانو حامل لواء الأمل الإيطالي استدراك فارق 0.05 جزء من الثانية الذي يفصله عن صاحب الترتيب الثاني البوتسواني تشبيسو ماساليلا فضاعف من سرعته القصوى ليصطدم حرفيًا بجمال سجاتي، أحد المرشحين للذهب، بعدما قلل هذا الأخير من سرعته عند خط النهاية".

أعادت لقطة الدفع إحياء الجدل الذي أثارته الملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني في ثمن النهاية ضد البطلة الأولمبية إيمان خليف

وعلق كاتالين من جهة أخرى متأسفًا: "كان حلمي الوصول للنهائي، وفي تلك المرحلة النهائية يصبح كل شيء متوقعًا من خلال خلط الأوراق. أنا آسف، في الجولة الأخيرة، على التوالي، لم تكن لديّ نفس الساقين كما حصل معي في الجولة الأولى، وهذا عار حقيقي".