07-سبتمبر-2024
(الصورة: فيسبوك) عبد المجيد تبون

الرئيس عبد المجيد تبون (صورة: فيسبوك)

أفاد أستاذ العلوم السياسية بجامعة وهران رابح لونيسي، بأن الانتخابات الرئاسية الجارية، تعد بمثابة استفتاء على شعبية الرئيس عبد المجيد تبون الذي يحتاج، حسبه، شرعية قوية تمكنه من مواجهة التحديات الخارجية.

لونيسي: الرهان الأكبر في هذه الانتخابات هو رفع نسبة المشاركة

وأوضح لونيسي في تصريح لـ"الترا جزئر"، أن "هذه الانتخابات تذكره إلى حد كبير بالاستفتاء الذي أجراه الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في أيلول/سبتمبر 1999، بعد التشكيك في شرعية انتخابه عقب انسحاب المرشحين الستة المنافسين".

وبذلك، تكاد الانتخابات الحالية، وفق تحليله، "استفتاء أكثر من كونها انتخابات تنافسية، نظرًا لضعف المرشحين الآخرين الذين يمثلان فقط حزبيهما في مواجهة المرشح الأوفر حظًا، عبد المجيد تبون، المدعوم من ائتلاف واسع من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني التي تختلف فيما بينها في كل شيء".

وذكر لونيسي أن الرهان الأكبر في هذه الانتخابات هو رفع نسبة المشاركة، بهدف "إعطاء صورة إيجابية تعكس التصالح بين الشعب والسلطة، وذلك بفضل سياسات الرئيس تبون".

 وأشار إلى أن هناك رهانًا آخر يراه مهمًا بنفس القدر، وهو "زيادة نسبة المشاركة في منطقة القبائل، حيث يمكن لأي ضعف في المشاركة أن يُستخدم من قبل أطراف معادية لتقديم تأويلات مغرضة تستهدف الوحدة الوطنية".

وأبرز لونيسي أن "الرهان في منطقة القبائل يمكن أن يقع على المرشح أوشيش بحكم أن المنطقة كانت من معاقل حزب الأفافاس (جبهة القوى الاشتراكية)، ويمكن أيضًا أن يكون الرهان في ذلك على الرئيس تبون".

ولم يغفل المتحدث "التحديات الدولية الكبيرة التي تواجه الجزائر"، مشيرًا إلى أن روسيا، عبر مجموعة "فاغنر"، تسعى لزرع الفوضى في شمال أفريقيا، انطلاقًا من مالي وليبيا، بهدف زعزعة أمن أوروبا الغربية عبر تدفقات المهاجرين السريين.

وأضاف المحلل أن شمال أفريقيا، بما في ذلك الجزائر، "تعتبر بالنسبة لروسيا مجرد رقعة شطرنج تحرك عليها بيادقها لضرب الغرب الأوروبي في إطار الصراع الدولي المتفاقم بعد الحرب الروسية-الأوكرانية".

ولهذا السبب، شدد لونيسي على أن "السلطات الجزائرية بحاجة إلى شرعية شعبية قوية لاتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة هذه التحديات الأمنية".

واختتم المحلل تصريحاته بالإشارة إلى أهمية زيارة تبون المرتقبة إلى فرنسا، مشيرًا إلى أن امتلاك تبون لشرعية شعبية قوية سيمكنه من التفاوض بفعالية في القضايا الدولية.

وبناءً على ذلك، يرى لونيسي أن الانتخابات الرئاسية لعام 2024 تشكل استفتاءً فعليًا على شعبية تبون، مع التركيز على رفع نسبة المشاركة، خاصة في منطقة القبائل، بهدف إنهاء أي وجود للانفصاليين وتأكيد رضا الشعب على النظام القائم.