05-نوفمبر-2024
شباب افريقيا

(الصورة: فيسبوك)

أصدر منتدى الشباب الأفريقي، المنعقد بولاية وهران (غرب) في جلسته الختامية إعلانًا مشتركًا للعمل والنهوض بسبعة قطاعات مهمة تخص القارة الأفريقية.

شباب القارة دعوا الاتحاد الافريقي إلى اعتماد "إعلان وهران" في الدورة العادية القادمة لجمعية رؤساء الدول والحكومات التابعة له

وأعرب إعلان المنتدى، الذي اختتم مساء الاثنين، عن "تقديره لقرار رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي بجعل التعليم محور الاهتمام لعام 2024. إذ يمثل فرصة تحويلية لمعالجة التحديات التي يواجهها الشباب في أفريقيا وتطوير  أنظمة تعليمية مرنة من أجل مستقبل أكثر إشراقًا لشباب أفريقيا."

وثمّن المنتدى اعتماد الاتحاد الأفريقي لموضوع عام 2025 الموسوم "العدالة للأفارقة والأشخاص المنحدرين من أصل أفريقي من خلال التعويضات"، مؤكدًا على ضرورة "ضمان مشاركة الشباب في الأنشطة التي سيتم تنفيذها من أجل غرس القيم والمبادئ التي دعمت النضالات البطولية للأسلاف/الشعوب الأفريقية من أجل الحرية والعدالة والكرامة، ودعم مسار استكمال إنهاء الاستعمار في القارة والعالم."

واعترف المنتدى في إعلانه الختامي بالدور الحيوي الذي يؤديه الشباب الأفريقي في تحقيق ميثاق الشباب الأفريقي ومبادرة المليون المستوى التالي وأجندة 2063.

وعليه أصدر "الشباب الأفريقي" نداءً مشتركًا للعمل على تطوير سبعة قطاعات أساسية ومهمة في القارة الأفريقية:

التعليم وتنمية المهارات

دعا الشباب الأفريقي من منتدى وهران الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي إلى "إعطاء الأولوية لتطوير أنظمة تعليمية شاملة ومتاحة وذات جودة عالية ومرنة بما في ذلك محو الأمية الرقمية والتفكير النقدي والابتكار."

كما شدّد على "ضمان الوصول الشامل إلى تعليم عالي الجودة من خلال جعل التعليم الابتدائي والثانوي والعالي مجانيًا وإلزاميًا، مع التركيز على المجتمعات الريفية والمحرومة مع التركيز على تنمية الطفولة المبكرة كمحفز ضروري لتحقيق تعليم عالي الجودة."

وبالنسبة للاستثمار في التعليم الجيّد الذي، ركّز المشاركون في الحد على التدريب وتطوير المعلمين. والاستثمار في جمع البيانات والبحوث المتعلقة بقضايا الشباب لإثراء عملية صنع السياسات القائمة على الأدلة.

والنظر في إعلان عقد التعليم الأفريقي 2025-2035، مع التركيز على الدور الجوهري للتعليم في تحوّل الشباب ونهوض القارة، بما يمكّن أفريقيا من جعل القرن الحادي والعشرين قرنها الخاص، قرن الازدهار والسلام والتكامل.

إشراك الشباب في صُنع القرار

جدّد المشاركون في المنتدى التأكيد على تمكين الشباب وإشراكهم في صنع القرار، من خلال تعزيز وإنفاذ ميثاق الشباب الأفريقي لضمان إدراج أصوات الشباب في تشكيل مستقبل أفريقيا، مع التأكيد على ضرورة تسريع التصديق الكامل على ميثاق الشباب الأفريقي وتوطينه في جميع الدول الأعضاء.

كما أبرزوا ضرورة "دعم عملية مراجعة ميثاق الشباب الأفريقي بما يتماشى مع استراتيجية إشراك الشباب المعتمدة، لتشمل موضوعات جديدة وناشئة تُسهم في تسريع تنمية الشباب وتمكينهم."

إضافة إلى إنشاء آلية مستدامة لتسريع عملية تحديد وتدريب وإعداد قادة الشباب الذين يُعتبرون صانعي التغيير. والالتزام بآليات المساءلة التي يقودها الشباب، والتي تضمن التنفيذ السريع للسياسات والبرامج التحويلية الخاصة بالشباب والمتوافقة مع مبادرة "المليون مستوى التالي" وآلية إعداد التقارير الخاصة بها.

وحثّ الإعلان الختامي للمنتدى على "تسريع إصلاح وتنشيط المجالس الوطنية للشباب لإرساء منظمات شاملة وواسعة النطاق تركز على الشباب  وتعكس واقعهم اليوم". وكذا تعزيز التعاون بين عموم أفريقيا، من خلال عقد اجتماعات سنوية لرؤساء المجالس الوطنية للشباب تحت إشراف فريق عمل بمثل المناطق الخمس في أفريقيا، بهدف تحسين الكفاءة وتعزيز الفعالية.

وقدّم المنتدى مقترحات لإرساء برامج تدريب وإعداد القادة الشباب ليكونوا محفزين للتغيير، عبر الالتزام بآليات المساءلة التي يقودها الشباب والتي تضمن التنفيذ السريع للسياسات والبرامج الشبابية التحويلية المتوافقة مع مبادرة المليون المستوى التالي.

ودعوا أيضًا إلى سياسات شاملة تعالج التحديات المحددة التي تواجهها الشابات والمجموعات المهمشة من خلال التأكيد على المساواة بين الجنسين في جميع مجالات تنمية الشباب.

تشغيل الشباب

ركّز الشباب في منتدى وهران وهم يخاطبون الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي على "معالجة مشكل البطالة بين الشباب من خلال تعزيز التدابير الاقتصادية الكبرى المؤيدة للتوظيف القائمة على الطلب وريادة الأعمال من خلال الدعم المالي الموجه، والوصول إلى الائتمان، ومبادرات بناء القدرات التي تمكن رواد الأعمال الشباب من الازدهار في الاقتصاد العالمي."

وكذا دعم السياسات التي تعزز وصول الشباب إلى وظائف لائقة ومنتجة ومستدامة، خاصة في الاقتصاد الأخضر والتكنولوجيا والقطاعات الرقمية، لتسخير القوى العاملة الشابة في أفريقيا للابتكار والتصنيع.

كما شدّدوا على "دعم الشباب الأفريقي لتأدية دور رئيسي في تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCTA) من خلال إطلاق مبادرات يقودها الشباب في الزراعة والتكنولوجيا المالية وتكنولوجيا المعلومات والصناعات الإبداعية."

وضمّن الإعلان النهائي للمنتدى بُندًا عن "تعزيز آلية صندوق شباب الاتحاد الأفريقي لدعم الشركات التي يقودها الشباب والمؤسسات الاجتماعية، وضمان وصول موثوق به لرواد الأعمال الشباب إلى التمويل في جميع أنحاء أفريقيا."

وكذا تقوية الشراكات بين القطاعين العام والخاص لخلق فرص العمل وتطوير بيئة مواتية للشباب للمشاركة في القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصحة والتعليم والتكنولوجيا.

وطالبوا بتوسيع حصة الشباب والمساواة بين الجنسين التي قدمتها مفوضية الاتحاد الأفريقي من خلال تخصيص وظائف المستوى الابتدائي للخريجين الشباب على مستوى الدول الأعضاء.

الصحة والمناخ

وفي نفس الوثيقة، ناشد الشباب الأفريقي الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي إلى "التركيز بشكل أكبر على الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، وخاصة بالنظر إلى التحديات التي يواجهها الشباب الأفريقي بسبب الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والصراع وتغير المناخ."

وكذا ضمان أن تكون الأنظمة الصحية صديقة للشباب، وتلبي الاحتياجات المحددة للشباب من خلال سياسات صحية شاملة.

والاستثمار في الأبحاث التي يقودها الشباب والمشاريع المحلية للمساعدة في إقامة صناعة دوائية محلية لمكافحة الأمراض المتوطنة التي تؤثر على الشباب.

ورافعوا إلى "إشراك الشباب كشركاء وقادة في العمل المناخي من خلال دمج وجهات نظر الشباب في سياسات المناخ الوطنية وتنفيذ الاتفاقيات القارية والدولية."

ودعا شباب منتدى وهران إلى "حماية رفاهية الشباب من خلال الاستثمار في والالتزام بالممارسات المستدامة. وتعزيز المبادرات التي يقودها الشباب في الزراعة المستدامة والطاقة المتجددة وإدارة الموارد الطبيعية."

وحملوا على "إشراك الشباب في إعداد وتنفيذ ورصد وتقييم خطط التكيف الوطنية والمساهمات المحددة وطنياً؛ وتمثيل كافٍ للشباب في المفاوضات المتعلقة بتغير المناخ."

السلام والأمن

حثّ زهاء 600 شاب أفريقي شاركوا في منتدى وهران على ثإشراك الشباب والنساء في عمليات بناء السلام وتقرير المصير و حل النزاعات والتعافي بعد الصراع، مع الاعتراف بالدور الحاسم للشباب في تعزيز الاستقرار في جميع أنحاء القارة."

وقدّموا إستراتيجيات تركز على الشباب لمنع الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة بالاضافة إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات، مثل البطالة وعدم المساواة والإقصاء والاستعمار.

وأبرزوا "تعزيز أجندة السلام والأمن للشباب الأفريقي لتمكينهم من أن يكونوا أبطال السلام والمشاركين الفاعلين في إصلاحات الحكم وجهود الشفافية."

التحول الرقمي والابتكار

شدّد إعلان وهران الشبابي عل "سد الفجوة الرقمية من خلال الاستثمار في البنية التحتية الرقمية وضمان وصول جميع الشباب إلى الإنترنت بأسعار معقولة في جميع أنحاء القارة، وخاصة في المناطق الريفية."

ودعم الشركات الناشئة ومراكز الابتكار التي يقودها الشباب والتي تعزز الإبداع والتقدم التكنولوجي والحلول للتحديات الاجتماعية والاقتصادية في أفريقيا، وفي هذا السياق، نرحب بنتائج مؤتمر الشركات الناشئة الإفريقية التي عقدت منذ عام 2022.

ونوّه شباب أفريقيا إلى "دمج المهارات الرقمية في أنظمة التعليم وتعزيز الأمن السيبراني لحماية الشباب من التهديدات عبر الإنترنت مع زيادة إمكانات الاقتصاد الرقمي إلى أبعد الحدود."

كما لفت الإعلان إلى "الالتزام بتخصيص الموارد الكافية والتمويل المستدام للمبادرات التي يقودها الشباب في جميع أنحاء القارة."

واعتبروا في الختام أنّ "هذا الإعلان باعتباره مقترحا للتنمية المستدامة للشباب في جميع أنحاء أفريقيا، لاعتماده في الدورة العادية القادمة لجمعية رؤساء الدول والحكومات التابعة للاتحاد الأفريقي."

واختتمت الاثنين أشغال الطبعة الرابعة لمنتدى الشباب الأفريقي، التي تزامنت مع الذكرى الـ70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة واليوم الأفريقي للشباب المصادف لـ1 تشرين الثاني/نوفمبر من كل سنة، بمشاركة زهاء 600 شاب وشابة من 55 دولة أفريقية.