فريق التحرير - الترا جزائر
تُثير مرافقة الحاخام الأكبر حاييم كورسيا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته للجزائر، جدلًا واسعًا في البلاد حول الدوافع الكامنة وراءها.
متابعون يرون بأن زيارة الحاخام الأكبر حاييم جرّ للجزائر نحو التطبيع بطرق ناعمة عبر إعادة إحياء الوجود اليهودي في الجزائر
وتشير السيرة الذاتية لرجل الدين اليهودي في فرنسا إلى أنه من مواليد عائلة استوطنت الجزائر، فهو من أب ينحدر من وهران وأم تلمسانية، وكلاهما عاشا بمدينة وهران غرب الجزائر.
وتعود أصول عائلة كورسيا إلى اليهود السفاريد وهم اليهود الذين ينحدرون من شبه الجزيرة الأيبرية (إسبانيا والبرتغال)، قبل أن يغادروها مع المسلمين الذين رحلوا من الأندلس بعد استيلاء الممالك المسيحية عليها في نهاية القرن الثالث عشر.
وصعد كورسيا المولود في 1963 سنة بعد استقلال الجزائر، إلى كرسي الحاخام الأكبر في فرنسا سنة 2014 ثم أعيد انتخابه في حزيران/جوان 2021 لولاية جديدة تمتد لـ7 سنوات.
ونشر الرافضون لقدوم هذا الحاخام مؤخرًا بعض مواقفه المؤيدة لـ"إسرائيل"، فقد نفى في عدة مقابلات له أن تكون "إسرائيل" دولة "أبارتايد". كما ذهب عدة مرات لتأييد حقها في ما يسميه "الدفاع عن النفس"، بينما لا يظهر له صوت في الحديث عن الجرائم المرتكبة في حق الفلسطينيين.
حاييم كورسيا Haim korsia الذي سيأتي للجزائر ضمن وفد الرئيس الفرنسي ماكرون يدافع بوضوح عن الكـ.ـيان ويدعو إلى معاقبة من يحارب الصهـ.يو.نية مثل ما تحارب اللاسامية وينفي أن دولة الكـ.ـيان تمارس الأبارتاييد ويحاول مغالطة الرأي العام في هذا الشأن بمثال "نلسون منديلا" الذي مكث في السجن 27 سنة ويتناسى أن العديد من الأسرى تجاوز مكوثهم في السجن هذه المدة ومنهم نائل البرغوثي الذي تجاوز مكوثه في السجن 40 سنة. دون الحديث عن جدار الفصل العنـ.صري والقـ.تل الجماعي للنساء والأطفال. د. عبد الرزاق مقري
Posted by عبد الرزاق مقري Abderrazak Makri on Tuesday, August 23, 2022
وأطلق البعض مخاوف من أن تكون هذه الزيارة محاولة لجرّ الجزائر نحو التطبيع بطرق ناعمة عبر إعادة إحياء الوجود اليهودي في الجزائر، في ظل الرفض الرسمي والشعبي لأي تقارب مع "إسرائيل" واللوبيات الداعمة لها في العالم.
وفي حواره مع "فرانس 24"، لم ينف الحاخام اليهودي أنه كان يحن لزيارة الجزائر، وتمنى أن تكون هذه الزيارة بداية لعودة جميع اليهود الذين ولدوا في الجزائر للوقوف على مقابر أقاربهم الذين دفنوا في الضفة الأخرى من المتوسط، وفق ما قال.