سجّلت الأندية الجزائرية، انتدابات لافتة في آخر يوم من الميركاتو الصيفي وكان الإعلان عنها قبيل ساعات قليلة من إغلاق سوق الانتقالات، وصفها البعض بـ"التاريخية"، خاصة وأنها تعلقت بأسماء لمع صيتها من بوابة المنتخب الوطني.
محمد أشركي لـ "الترا جزائر": الأسماء اللامعة لا تعني النجاح، إذ سبق لأندية جزائرية أن تعاقدت مع لاعبين من نوعيتهم ولكنهم فشلوا في إثبات أنفسهم
تداولت الأخبار خلال الثلاثة أيام الأخيرة، عن توقيع نجم الفريق الوطني سابقًا، المهاجم إسلام سليماني، لنادي شباب بلوزداد، إلّا أنّ الأخير فضل التستر على الصفقة دون الإعلان عن قيمتها المالية، بـ 24 ساعة فقط قبل انتهاء فترة الانتقالات.
حقيقة صدقت التقارير وعاد الابن المدلل إلى بيت الشباب بعد رحيله عن البطولة الوطنية قبل 11 سنة، فنادي العقيبة (السييربي) رحّب بالابن الوفي لألوان الزي الأحمر والأبيض وهدّاف المنتخب الوطني ووقّع عقداً يستمر إلى غاية 2026 (عامين).
التعاقد مع سليماني مرّ بمفاوضات "عسيرة" بينه وبين إدارة نادي شباب بلوزداد، ونشرت الصفحة الرسمية للنادي: "الهدّاف التاريخي للمنتخب الوطني الجزائري يلتحق رسميًا بصفوف شباب بلوزداد بعقد يمتد لموسمين".
في المقابل؛ يرمي الشباب بكلّ ثقله من وراء صفقة سليماني (36 سنة) حتى يدخل البطولة الوطنية من بوابة " البطل" والحائز على كأس الجزائر 2024، وأيضًا التحضير بقوة للمنافسة الأفريقية من الباب الواسع، واستغلال خبرة إسلام الدولية، خصوصا وأنه لعب في عديد الفرق في أوروبا وأميركا.
خبر إمضاء ديلور .. في وقت متأخر
إعلان مولودية الجزائر عن خبر صفقة أندي ديلور، نزل على الصفحة الرسمية للنادي على الساعة منتصف الليل و22 دقيقة، بالتوقيت المحلي، وهو الخبر الذي ظل متداولا في صفحات المواقع الافتراضية وحتى في الشارع بباب الوادي وبين مختلف الأحياء والمدن التي تعشق أصحاب الزي الأخر والأحمر.
فاز نادي مولودية الجزائر بصفقة ضمّ المهاجم ديلور (33 سنة)، لثلاثة مواسم، القادم من نادي أم صلال القطري، وأحد صانعي الجزائريين، والتتويج بكأس أفريقيا للأمم 2019 في مصر.
وبذلك سيستمرّ عقد اللاعب السابق لنادي مونبلييه الفرنسي، ديلور إلى غاية 2027، وبذلك يغلق العميد بوابة الاستقدامات، وإيقاف الأصوات التي علقت كثيرا على تفويت الإبقاء على نجمهم المدلل، المهاجم يوسف بلايلي.
بودبوز بألوان الكناري
شبيبة القبائل أيضًا أعلنت عن صفقة من العيار الثقيل، بتعاقدها مع اللاعب الدولي السابق، رياض بودبوز(34 سنة)، قادمًا من صفوف نادي أحد السعودي، إذ أعلنت إدارة " الكناري" عبر صفحتها الرسمية على منصة "فيسبوك"، عن صفقة اللاعب، بعقد يمتدّ لموسمين مع إمكانية إضافة موسم واحد.
أوّل كتجربة كروية أولى في البطولة الوطنية، لعب بودبوز لنوادي فرنسية وإسبانية وسعودية، فضلا عن المنتخب الوطني، تختتم إدارة شبيبة القبائل، عملية الانتقالات الصيفية بالتعاقد مع 14 لاعبًا.
صفقات رابحة أم للاستقطاب الشعبي؟
يرى المتابع لشؤون كرة القدم في البطولة الوطنية، محمد أشركي، بأنها صفقات تلفت الجمهور الكروي في الجزائر بل هي "شعبوية" -حسب وصفه، أكثر منها رياضية".
ويقول لـ" الترا جزائر"، إنه " من غير المعقول جلب لاعبين متقدمين في السن"، بمبالغ خيالية، ما يرهن نجاحهم، إذ لا يمكن أن يضمن أي نادي نجاح اللاعبين في تقديم الأفضل في الميدان خصوصًا إن تباشر هذه النوادي منافساتها على أكثر من صعيد.
من بطولة وكأس وكأس أبطال، فإن " النجاح ليس مضمونًا"، مضيفًا أنهم تعوّدوا على أجواء وظروف مختلفة في أوروبا والخليج أيضًا، متسائلًا كيف لبدبوز الذي صال وجال في ملاعب عالمية يجد نفسه يلعب في ملاعب ربما لا تتوفّر فيها أدنى شروط لعب كرة قدم، وضف لها أنهم غير متعودين على الأجواء في أفريقيا بصفة عامة والجزائر خاصة ".
وأشار في السياق نفسه، إلى أن هناك أمثلة بينت أنّ الأسماء اللامعة لا تعني النجاح، إذ سبق لأندية جزائرية أن تعاقدت مع لاعبين من نوعيتهم ولكنهم فشلوا في إثبات أنفسهم في البطولة المحلية في صورة مراد مغني مع شباب قسنطينة وعدلان قديورة ورايس مبولحي مع شباب بلوزداد، في مقابل أنهم نالوا أموال خرافية دون تقديم أي إضافة منهم.
وافترض محدث " الترا جزائر" أن "يكونوا عبرة ودرسًا للأندية الجزائرية قبل التفكير في التعاقد مع مثل هؤلاء اللاعبين".
يرى متابعون أن تدعيم أي نادي بركائز مهمة، يحتاج إلى استراتيجية
بالرغم من احتمالات النجاح والفشل متساوية، إلا أنّ البعض يرى أن تدعيم أي نادي بركائز مهمة، يحتاج إلى استراتيجية، بداية من "الأخذ بعين الاعتبار السنّ واللعب المهاري"، إذ يقول الإعلامي فؤاد صراح لـ" الترا جزائر" بأنه "لا يعلّق على خيارات النوادي، فلها أسباب ودوافع في جلب لاعبين من خارج البلد، ولديهم تجارب قارية"، لكن في المقابل من ذلك، كان بإمكانهم أيضًا "استثمار الإمكانيات المادية في سلة لاعبين لديهم الوقت للتأقلم وتقديم الأكثر على مدى سنوات طويلة"، فضلًا عن استغلال الأموال في تكوين الناشئين لفائدة أي نادي جزائري.