"لا تذهبوا بعيدًا".. عبارة اشتهر بها الصحفي والمعلق الرياضي الجزائري لخضر بريش في قنوات "بي إن سبورتس"، لكن هذه المرّة قرّر أن يذهب هو، حيث أعلن على الهواء نهاية مسيرته مع "البنفسجية"، مودعًا بذلك المشاهدين الذي خدمهم لسنوات طويلة.

توديع الإعلامي لخضر بريش المؤثّر تفاعل معه الجمهور بقوّة على منصات التوصل الاجتماعي

إعلان بريش (63 عامًا) مغادرته "بي إن سبورتس" القطرية تفاعل معه بصورة كبيرة نشطاء منصات التواصل بالجزائر، فعبّروا عن تأثرهم وحسرتهم من جهة، كما أشادوا من جهة أخرى بشخصيته ومجهوداته وتفانيه في خدمة المشاهد العربي من خلال البرامج التي قدّمها أو المباريات التي علّق عليها لأكثر من عشرين عامًا.

وداع مؤثر

مساء الثلاثاء، وفي ختام أستوديو تحليلي خاص بمواجهات تصفيات كأس أمم أوروبا 2026، أعلن لخضر بريش بحضور مواطنه الدولي السابق والمحلل الرياضي رفيق صايفي والمحلل الرياضي التونسي طارق ذياب، نهاية مسيرته مع القناة الرياضية الأبرز "بي إن سبورتس".

وقال بريش: "شكرًا لكم أعزاءنا المشاهدين، قد يكون هذا آخر أستوديو لي معكم، أشكر طبعًا كل زملائي الذين رافقوني هنا في الدوحة وإسبانيا."

وأضاف بريش: "نشكر أيضًا السلطات القطرية التي منحتنا هذه الفرصة والثقة الكبيرة للعمل في هذه القناة، وهذا المشروع العظيم للجزيرة ثم الجزيرة الرياضية ثم بي إن سبورتس".

فخورون بك

وعن نهاية مسيرة بريش أحد أعمدة الإعلامي الرياضية مع "البيين"، كتب الإعلامي محمد شماني على حسابه بفيسبوك متسائلًا: "لا تذهبوا بعيدًا، لماذا يظل الكبار متواضعين خدومين ورائعين محترمين؟؟؟!."

وقال شماني: "الخبير لخضر بريش يتقاعد وهو القادر شكلًا ومضمونًا على المواصلة في أكبر القنوات الإعلامية، بخبرته نعم، وليس بأقدميته، بسلاسته وتواضعه وملكته الخفيفة وحسن إدارته الأستوديو التحليلي وامتلاكه لكل الأدوات والأدوار."
 وأضاف: "كممثل بارع في زمن "يقعد" بنا البعض، رافضًا الاستسلام لمنطق الحياة على رأي الشاعر الفيلسوف عمر أزراج تجدد تعدد أو تبدد.. وهي سنة الحياة."

الصحفي قادة بن عمار نشر على حسابه بفيسبوك كلمات جميلة في حق لخضر بريش وقال: "لخضر بريش يتقاعد ويغادر مجموعة beIN SPORTS ، وجه تلفزيوني محترم.. كاريزما رهيبة أمام الكاميرا.. له مكانة كبيرة هنا في الجزائر وفي العالم العربي ككل."

وأضاف بن عمار: "فخورون بك جدًا سي لخضر على ما قدمته لسنوات!، نتمنى لك الاستمرارية فلا تقاعد في الإعلام ولا من محبة الناس، شكرًا لخضر."

الصحفي الجزائري بقناة "بي إن سبورتس" ياسين بن لمنور كتب عن تقاعد زميله بريش قائلا: "الزميل لخضر بريش يودع جمهوره ومشاهدي beIN SPORTS  بعد وصوله لسن التقاعد."

وتابع بن لمنور: "بالأمس كان آخر أستوديو له بعد مسيرة حافلة مع القناة في إسبانيا والدوحة، صاحب عبارة لا تذهبوا بعيدًا، سيذهب هذه المرة بعيدًا عن القناة التي كان أحد أعمدتها."

وفي ختام منشوره تمنى لزميله بريش التوفيق "بالتوفيق لخضر ونراك في أعمال أخرى."

من جهته، قال سحاوي محمد وليد عن بريش بتأثر: "الجزائري لخضر بريش كان دائمًا ينصحنا "لا تذهبوا بعيداً" هذه المرة هو من ذهب بعيداً ويودع قنوات beIN SPORTS القطرية منذ قليل بآخر أستوديو تحليلي في مسيرته."

ومشيدا به أردف قائلا: "بصراحة بريش من أفضل الإعلاميين الجزائريين المفضلين عندي، شخصية جدًا محترمة لم نسمع له لفظ خادش أو أساء لأي فرد أو لاعب أو مؤسسة أو دولة، مذيع أمتعنا كثيرًا وعشنا معه لحظات جميلة وحزينة."

وودع سحاوي محمد وليد بريش بطريقته وختم: "وداعا الأخضر بالريش وداعاً لأحد أعمدة طفولتنا الرياضية.. شرفتنا."

وبدوره، حمل منشور للناشط خلوفي أيوب بعض ذكرياته مع قامة "البيين" لخضر بريش وأرفقه بصورة معه وعلق: "أحد رموز البنفسجية يغادر السرب، لخضر بريش..، كان شرفًا لي لقاؤك ومبادلة أطراف الحديث معك، كان فخرًا لي استضافتك في أحد برامجي حين قبلت الدعوة بكل سرور، بل وأنت من اتصل بي من رصيدك بكل تواضع، أتذكر حين قلت بالحرف الواحد: "أحب أبناء بلدي لأننا أبناء بلدٍ واحد تجمعنا عديد الأشياء.."

وتابع قوله: "شرفٌ لي مواكبتك بنظري وسمعي وأنت تتألق في سماء الدوري الإسباني، من استطاع أن يحاور زيزو، ويجالس ليونيل ميسي، ويصادقه فلورنتينو بيريز، من بداية الـHD حتى 4K ، منح كل شيء للإعلام وبادله الإعلام بذلك."

وختم منشوره: "شرفٌ لي الأخذ بنصائحك ومساعدتك لي قدر الإمكان، أستاذ الشباب لخضر بريش يغادر البين سبورتس من الباب الواسع، أما المجال.. فقد خسر رجلًا هيهاتٌ أن يأتي الزمن بمثله، إن الزمن به لبخيل."

وكانت إدارة "بي إن سبورتس" قد غرّدت على صفحتها الرسمية بتويتر، حول وداع بريش للمشاهدين، وضمنّت التغريدة بفيديو، وكتبت: "بعد مسيرة لامعة، لخضر بريش مقدم قنوات beIN SPORTS يودّع المشاهدين برسالة مؤثرة. شكرًا على ما قدمته، نتمنى لك التوفيق."

لخضر بريش في سطور

ولخضر بريش، صحفي ومعلّق رياضي ومقدم برامج، بدأ مسيرته المهنية في الإعلام بداية الثمانينيات، من بوابة جريدة "المنتخب" الرياضية سنة 1989، ثم عمل بالإذاعة الجزائرية في القسم السياسي، وقدّم برنامج "مغرب الشعوب"، ثم انتقل إلى التلفزيون الجزائري (العمومي)، واشتغل في القسم الرياضي.

وفي العام 1991 غادر نحو قناة "أم بي سي"، وبعد سنوات من العمل، بدأ تجربة أخرى مع تلفزيون قطر، ليغادرها وينضم إلى "الجزيرة" الإخبارية سنة 2002.

ثم التحق بعدها بسنة بقناة "الجزيرة الرياضية"، عام 2003 والتي تحولت إلى شبكة "بي إن سبورتس" التي كانت آخر محطاته بعد أن قضى فيها عشرون عامًا معلقًا ومحللًا رياضيًا.