29-أكتوبر-2019

مقران آيت العربي (نوميديا/ يوتيوب)

أعلن مقران آيت العربي، المحامي والحقوقي المعروف بدفاعه عن قضايا الناشطين السياسيين ومعتقلي الرأي، عن تضامنه مع القضاة في مطالبهم المتعلقة باستقلالية العدالة، لافتًا إلى أن "استقلال القضاء لا يأتي بمرسوم، ولكنّه يحتاج إلى ثقافة الاستقلالية وإلى الصمود والتضحية".

وجّه آيت العربي لومًا شديدًا للقضاة على خضوعهم للسلطة التنفيذية وتنفيذ أوامرها

وفي رسالة له بعنوان "السلطة لا تركب ظهرك إلا إذا انحنيت"، خاطب آيت العربي القضاة، بالقول: "لأوّل مرّة في تاريخ القضاء الجزائري تقرّرون إضرابًا عامًا مفتوحًا استجاب له 98 في المائة من القضاة. وهذه الاستجابة دليلٌ قطعي على المعاناة اليومية والضغوط التي تُمارسها السلطة السياسية عن طريق وزارة العدل".

اقرأ/ي أيضًا: وزير العدل بلقاسم زغماتي.. في مهمّة استرجاع 300 مليار دولار

وتابع المحامي المعروف بعلاقته المتوتّرة مع بعض القضاة، قائلًا: "إنني أساندكم كعادتي في مطالبكم الاجتماعية والمهينة وخاصّة تلك المتعلقة باستقلال القضاء. وأعتقد أن الشعب الذي تحكمون باسمه وفي غياب إرادته سيساندكم في جميع مطالبكم، إذا كان هدفكم الأوّل والأخير هو إقامة العدل بين الناس دون أيّ تمييز، ورفض التعليمات غير القانونية مهما كان مصدرها".

ووجّه آيت العربي، لومًا شديدًا للقضاة على خضوعهم الدائم للسلطة التنفيذية، فقال: "مشاكلكم الاجتماعية والمهنية وعدم استقلاليتكم لم تأت من قوّة السلطة التنفيذية ولكنها ناجمة عن ضعف السلطة القضائية".

 وأضاف: "عدالة الله غالب.. وعدالة الليل وعدالة الهاتف، هي من صنع بعضكم بسبب طموحات شخصية، وليس كلّكم". وذكّر المحامي القضاة بأن نقابتهم كانت إلى وقت قريب تُدافع عن الوزارة أكثر من دفاعها عن القضاة، حفاظًا على مصالح شخصية وآنية.

وضرب آيت العربي بعض الأمثلة التي خضع فيها بعض القضاة للأوامر الفوقية عكس زملاءٍ لهم قرروا الصمود، فقال: "إن غرفة الاتهام بمجلس قضاء تيبازة ومحكمة الجنح بعنابة، قرّرت تطبيق القانون وليس التعليمات والضغوط؛ فالأولى أفرجت عن معتقل رأي والثانية حكمت ببراءة معتقل آخر بسبب رفع الراية الأمازيغية. فلماذا يرفض بعضكم التعليمات ويقبلها البعض الآخر؟".

وتساءل مرّة ثانية قائلًا: "كيف تفسّرون الإفراج عن معتقل الرأي كريم طابو من طرف قاضٍ وحبسه في اليوم التالي بأمر من قاض آخر بسبب الوقائع نفسها؟، والقاضيان تابعان الوزارة نفسها، ويخضعان الضغوط نفسها أيضًا؟ ألا تتعلّق المسألة بجدلية الصمود والخضوع؟ ثمّ ما الفرق بين قاضي محكمة عنابة الذي حكم بالبراءة بسبب الراية الأمازيغية وقاضي محكمة برج بوعريريج الذي حكم على طبيب بـ 18 شهرًا حبسًا نافذًا للسبب نفسه؟ أليست المسألة مسألة أشخاص أكثر مما هي مسألة ضغوط وتعليمات؟"

استغرب المحامي مقران آيت العربي تمديد فترة حبس المجاهد لخضر بورقعة إلى أربعة أشهر

وعن قضية المجاهد بورقعة، استغرب المحامي تبرير  حبس بطل من أبطال الثورة التحريرية، البالغ من العمر 86 سنة بسبب كلمة قالها، على حدّ قوله.

 

اقرأ/ي أيضًا:

احتجاجات في الجزائر.. غليان المواطن وخطر الفوضى

مواطنون يعتدون بالضرب على رئيس بلدية بولاية غليزان