احتفت الجزائر، بفلسطين في مهرجان سينمائي أطلق عليه "الأيام الدولية لفيلم التراث"، فكانت فلسطين ضيف شرف حاضرة بباقة من الأعمال التي توثّق للقضية وللجرح الفلسطيني الذي لم يندمل بسبب الاحتلال الإسرائيلي.

إدارة "أيام فيلم التراث" برمجت ضمن بانوراما السينما الفلسطينية عرض جملة من الأفلام القصيرة الوثائقية  التي تسرد وتروي الجرح الفلسطيني بمختلف أشكاله

كانت العاصمة الجزائرية، السبت، على موعد مع افتتاح، فعاليات الطبعة الثانية للأيام السينمائية لفيلم التراث في نسختها الدولية بمشاركة 14 فيلما تمثل 10 بلدان عربية من بينها فلسطين ضيف شرف.

وافتتحت الفعالية  بـ"سينماتيك الجزائر" بفيلم "ذاكرة الثورة" للمخرج الفلسطيني سعود مهنا، المقيم في خان يونس بقطاع غزة، والذي حال العدوان الصهيوني على بلاده من زيارة الجزائر والمشاركة في هذه الأيام السينمائية المرفوعة لبلاده باختيارها ضيف شرف وعرض باقة من الأعمال السينمائية الوثائقية القصيرة التي ترصد الوضع في البلاد وتفضح مجازر الاحتلال الصهيوني وسياسة الأرض المحروقة التي يمارسها ضد العزل والأبرياء والأطفال والشيوخ والعجائز.

ويسلط فيلم "ذاكرة الثورة" للمخرج الفلسطيني سعود مهنا، الضوء على الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي (1954-1962)، بعيون فلسطينية، حيث يقدم عدد من الشخصيات الفلسطينية شهادات حول ثورة التحرير بالجزائر، وأبطالها، متحدثين عن التضحيات الجسام التي قدّمها الجزائريون فداء للوطن وفي سبيل نيل الحرية.

وشارك في هذا العمل الوثائقي كل من الشيخ أسامة الزريعي رئيس مجلس عشائر البادية بفلسطين، المستشار فتح ابو طير رئيس جمعية الأخوة الفلسطينية الجزائرية، الشيخ علي عبد الهادي مختار بلدة كوكبا.. ووآخرين.

بانوراما السينما الفلسطينية

إدارة "أيام فيلم التراث" برمجت ضمن بانوراما السينما الفلسطينية عرض جملة من الأفلام القصيرة الوثائقية  التي تسرد وتروي الجرح الفلسطيني بمختلف أشكاله، دون أن تغفل تضحيات الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم والصمود أمام وجه العدو بترسانته العسكرية الضخمة وهي خمسة أفلام:

1- فيلم "جسر العودة": إخراج عمر بلان، يروي من خلاله المخرج قصة صفد مدينة مهجّرة غادرها أهلها عام 1948 بقوة السلاح، لكن يؤكد -بحسب الفيلم-  أنّ أحفاد الآباء والأجداد ما يزالوا عندما يزورونها ينتمون لهذه الأرض ولا يستطيعون التنازل عنها وعن ذكريات أجدادهم فيها.

2- فيلم "ميلاد مر": إخراج محمد الكرمي: يقول مخرجه عن القصة: "تتكالب القوات الصهيونية المجرمة وتبطش بالمواطنين، وهم نيام، فيلم ميلاد مر يصور حالة سيدة فلسطينية لحظة المخاض، وكيف تحاول القوات الصهيونية تعذيبها."

3- فيلم "جدتنا الزيتونة": إخراج سعود مهنا، وبحسب ملخصه: "كلما تعرض الإنسان الفلسطيني للحرب والدمار من الجيش الصهيوني المجرم والهمجي، تعرضت أشجار الزيتون للتجريف والدمار والاقتلاع، ومن العمل تحكي جدتنا الزيتونة، ذاكرتها حينما استشهد المقاومون تحتها، وكيف أنّها حاولت حمايتهم بأغصانها."

4- فيلم "وقعت عن الحمار": إخراج بشار النجار، وفي ملخصه يقول المخرج: "يعيش الأسرى حالة من التعذيب، والإهانة، لينتزع الصهاينة اعترافات منهم، وفي يبرز الفيلم كيف أنّ الأسير يعيش حاله."

5- فيلم "أمال": من إخراج فاطمة الحلو، تقول صاحبة العمل عن قصة فيلمها الوثائقي: "حاول جنود الاحتلال الاستيلاء على وثيقة مهمة تخص عائلة فلسطينية، ولكن فتاة فلسطينية تتحداهم، وتجبرهم على عدم تنفيذ رغبتهم."

6- فيلم "القدس أرض الله الطاهرة": للمخرج الجزائري فؤاد روايسية،  يكرس عبره  قصة العشق والمحبة للقدس من خلال أوبيريت غنائي لمجموعة من الفنانين العرب الذين يؤكدون أنّ القدس عربية وستبقى عربية.

وإلى جانب بانوراما السينما الفلسطينية، تشارك عدّة أفلام تمثل دولا عربية مختلفة من بينها فيلم "شمس" لحسين العكبتي من العراق، فيلم "المخطوط السري" لوجدي موسى من توسن، فيلم "رحلة العقباوي" لـ أيمن صفوت من مصر، فيلم "موزاييك دمشقي" لـمحمد خليل من سوريا، فيلم "لؤلؤة الصحراء" لوسام الهمامي من ليبيا، فيلم "المنسج: لبوبكر حداد من الجزائر، فيلم "الرزق على الله" لمحمد محمدين من مصر.. وغيرها.

وفي افتتاح التظاهرة قال محافظها طارق صالحي إنّ "الأيام السينمائية لفيلم التراث تأتي اليوم لتؤكد على أهمية الفن والثقافة في ترسيخ الهوية الوطنية والحفاظ على التراث الثقافي والدفاع عنه من السرقات والتشويه، لافتا إلى أنّ اختيار دولة فلسطين ضيف شرف يعكس هدف التظاهرة في تسجيل وتوثيق الإرث الثقافي والحضاري الفلسطيني".

من جهته، أشاد ممثل الجالية الفلسطينية في الجزائر ورئيس الملتقى الفلسطيني- الجزائري للتراث الشعبي، فواز أبو خوش اختيار دولة فلسطين ضيف شرف الطبعة الثانية لهذه التظاهرة، يعكس موقف الجزائر الثابت اتجاه القضية الفلسطينية وخاصة في هذا الظرف العصيب"، مثمنا في الوقت ذاته دعم الجزائر الكبير لمقاومة الشعب الفلسطيني".

وتستمر "الأيام الدولية لفيلم التراث" بمتحف السينما الجزائرية بشارع العربي بن مهيدي بالعاصمة الجزائر، إلى غاية يوم غد الأحد وسط برنامج ثري تتخلله عروض سينمائية ومحاضرات، ورشات مثل ورشة الكتابة الدرامية، ورشة الإخراج السينمائي.. إلخ.