أشرفت عمدة باريس، آن هيدالغو، على تغيير اسم شارع في الدائرة السادسة عشرة للعاصمة الفرنسية، يحمل اسم السفاح في بدايات الاستعمار الفرنسي للجزائر توماس روبير بيجو.
عمدة باريس أكدت أن بيجو مسؤول عن جرائم يمكن تصنيفها اليوم كجرائم حرب
وأصبح شارع بيجو يحمل ابتداء من اليوم اسم المقاوم "هوبرت جيرمان"، وهو آخر جنود المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية، وقد توفي في عام 2021.
Inauguration dans le 16e de l’avenue Hubert Germain, né le 6 août 1920 à Paris 16e et mort en 2021 est un résistant compagnon de la Libération. Beau symbole aussi de débaptiser l’avenue Bugeaud par le nom du dernier compagnon de la libération . pic.twitter.com/iermXtKU9d
— Pierre-Alain Weill (@PAWeill) October 14, 2024
وتأتي هذه الخطوة في سياق مراجعة ماضي فرنسا الاستعماري، ومحاولة تخليصه من الأسماء المجرمة التي ارتبطت بعمليات إبادة وتقتيل واسعة النطاق في المستعمرات القديمة.
وكان بيجو قائدًا عسكريًا خلال الاحتلال الفرنسي للجزائر في القرن التاسع عشر واشتهر باستخدام أساليب وحشية في قمع المقاومة الجزائرية، بما في ذلك عمليات الإبادة الجماعية والتعذيب والتمثيل بالجثث وحرق القرى.
وفي كلمة لها، قالت هيدالغو في الحفل الذي أقيم بالمناسبة إن دور بيجو التاريخ الفرنسي الاستعماري "سلبي للغاية"، مشيرة إلى أنه مسؤول عن جرائم يمكن تصنيفها اليوم كجرائم حرب.
وقد نال القرار بتغيير الاسم موافقة بالإجماع في مجلس مدينة باريس في تموز/جويلية الماضي، لكنه لم يكن خاليًا من الجدل الذي يثيره كالعادة اليمين الرافض لأي خطوة تاريخية في مجال الذاكرة.
وعبّر بعض السياسيين عن تحفظاتهم إزاء القرار، بزعم أن إزالة أسماء مرتبطة بالتاريخ الاستعماري قد تؤدي إلى محو جزء من ذاكرة فرنسا.
ومع ذلك، ترى بلدية باريس أن تغيير أسماء الشوارع هو إجراء استثنائي ولا يتم إلا في حالات خاصة تتعلق بأشخاص لهم تاريخ إشكالي.
يُذكر أن هذا التغيير هو الخامس من نوعه في باريس منذ عام 2001. وسيتم الاحتفاظ باللوحات القديمة التي تحمل اسم "شارع بيجو" في متحف كارنافيه، الذي يعنى بتاريخ باريس، كجزء من الجهود للحفاظ على الذاكرة التاريخية دون إنكارها، وفق بلدية باريس.