14-يوليو-2024
مهرجان

مهرجان جميلة بسطيف (الصورة: الخبر)

قرّرت وزارة الثقافة والفنون تعليق جميع التظاهرات والمهرجانات الفنية الكبرى تضامنا مع الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض في غزة لإبادة جماعية منذ الـ7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. غير أنّ هذا القرار الذي رحب به كثيرون كان متوقعًا بسبب الضغط الشعبي الذي صنعته دعوات على منصات التواصل الاجتماعي في البلاد تطالب بإلغاء النشاطات الفنية بسبب تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

خطوة وزارة الثقافة بشأن التضامن مع فلسطين أعقبها ترحيب وإشادة وانتقادات أيضًا وسط نشطاء منصات التواصل الاجتماعي

قبل الترحيب والارتياح بقرار وزارة الثقافة بتأجيل المهرجانات "الكبرى"، والاكتفاء بتنظيم نشاطات فكرية وثقافية محلية مع تكييف مضمونها مع موقف الجزائر الثابت والداعم والمتضامن للقضية الفلسطينية، تعالت قبل أيام أصوات ودعوات لتوقيف كل المهرجانات المبرمجة خلال هذه الصائفة خاصة تلك المهرجانات التي تعنى بالموسيقى والفن والرقص، تزامنا وتزايد عمليات التقتيل والتنكيل في حق الشعب الفلسطيني.

تعليق النشاطات مرّتين

وبعد الـ7 تشرين الأول/أكتوبر المحطة الفارقة التي كشفت هشاشة الكيان الصهيوني وغيّرت خارطة العالم وفضحت ازدواجية المعايير التي تتعامل بها الولايات المتحدة والدول الغربية، كانت وزارة الثقافة الجزائرية السابقة لدعم القضية بتعليق المهرجانات الكبرى تضامنا مع غـزة، بينما كيّفت ثلة من النشاطات الثقافية مع الوضع تضامنا ومساندة ودعما لفلسطين على غرار معرض الكتاب الذي خصص جناحا لـغزة واستضاف مفكرين وكتاب جزائريين وعرب وفلسطينيين نددوا بالوضع المأساوي في غزة، فضلا عن الاحتفاء بفلسطين في عدد من المهرجانات مثل مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، المهرجان الوطني للمسرح المحترف.. وأخرى.

ومع تصاعد جرائم الاحتلال في فلسطين بشكل مخيف وانتشار المجاعة في القطاع بسبب الحصار المفروض وعمليات التضييق الإسرائيلية على وكالة "أونروا" لدعم اللاجئين وتوقف دعم الجهات المانحة (باستثناء الجزائر التي منحتها 15 مليون دولار)، لم يتوقف نبض الجزائريين تجاه إخوانهم في فلسطين وعبروا عن ذلك بأشكال مختلفة منها مطالبة وزارة الثقافة بالتعجيل في إصدار قرار لتأجيل أو إلغاء كل المهرجانات الكبرى.

ترحيب بالقرار

الخطوة الإيجابية لوزارة الثقافة بشأن التضامن مع فلسطين أعقبها ترحيب وإشادة وانتقادات أيضًا وسط نشطاء منصات التواصل الاجتماعي الذين اعتبر بعضهم أنّ القرار جاء في وقته بل ينبغي أن يبقى التضامن مستمرا وتبقى القضية حيّة في القلوب والضمائر ويبقى صوتها مرفوع وعال إلى أن يتوقف العدوان وتتوقف آلة القتل الإسرائيلية عن ارتكاب جرائمها في حق الفلسطينيين. بينما رأى آخرون أنّ كان ينبغي أن يستمر التأجيل بل الإلغاء منذ السابع أكتوبر الماضي، لأنّ الجرائم استمرت والوضع الإنساني تدهور بشكل كارثي في القطاع.

البرلماني الجزائري أحمد صادوق اعتبر في منشور مقتضب على فيسبوك  أنّ قرار وزيرة الثقافة صورية مولوجي "يستحق التثمين". ودعا إلى ضرورة أن "تبقى القضية حية في قلوبنا وأعمالنا وممارساتنا، ولا ينبغي أن يشغلنا أي شاغل -كشعب جزائري- عن كونها قضيتنا المركزية حتى النصر والتحرير الكامل بإذن الله."

الأكاديمي والباحث في التاريخ الإسلامي والفلسفة الإسلامية حسين بوبيدي علق بخصوص قرار وزارة الثقافة تعليقات المهرجانات قائلا: "في حملة الإنكار والتنديد بالبرنامج الثقافي الصيفي الراقص؛ لاحظت أن بعض الذين يخافون ظلهم لم يكتبوا كلمة واحدة، لأنهم لا يفهمون في ذلك، لكنهم سعداء اليوم بهذا الإعلان، ويغمسونه في معجمهم النشط دوما، لأنهم مهووسون بإثبات الولاء!!!".

وأضاف بوبييدي: "شكرا لكل من نصح وأنكر، ولكل من سمع النصيحة، وبئس ثقافة "البندير والشطيح".، قبل أن يختم بقوله منتقدا بعضهم: "يا خاوتي: شحال يقلقني واحد قاري يفكر فقط بطريقة اصطفافية دون موقف مستقل."

من جهته، الناشط الثقافي خالد بن طوبال أبدى إشادته بالقرار المتخذ على مستوى وزارة الثقافة والقاضي بتعليق مهرجانات الفن والغناء بسبب تصاعد التقتيل والجرائم في حق الشعب الفلسطيني.

وقال بن طوبال: "هنا الجزائر، تأجيل المهرجانات الصيفية تضامنا مع الأشقاء في فلسطين."

وفي السياق دافع الناشط فاتح ماضي عن قرار الوزارة ضد من رأوا أنّه جاء متأخرا باعتبار أنّ جرائم الغباجة الإسرائيلية في قطاع غزة لم تتوقف منذ الـ7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وقال ماضي: "قالك قرار تجميد أو تأجيل كل المهرجانات الاحتفالية قرار لا يستحق أن نقف عنده ناهيك عن أن نثمنه!!! ".

 وأضاف في منشور عبر حسابه بفايسبوك: "بعض الغاشي  (الناس) اجتمعت فيهم هشاشة ذاكرة وخفة رأي وسرعة بلاهة بشكل يجعلك تتعجب كيف يقوم جسمهم بوظائفه الحيوية بشكل طبيعي!!."

وواصل حديثه: "نحن نتكلم عن وزارة الثقافة التي كانت مرتعا لخليدة تومي (وزيرة سابقة)، تدوس بها إفسادا ولا ترقب في الدولة وثوابتها إلا ولا ذمة، أن ننتقل من " خليدة تومي" القطاع إلى ما نحن عليه من تصالح محسوس مع الدولة الجزائرية التي تربينا على عشقها فهو لمكسب وجب أن نعض عليه بالنواجذ وأن نستثمر فيه قدر المستطاع ."

تساؤلات

صفحة درر علمية وجوية تساءلت بحسب منشور لها عبر صفحتها بفيسبوك حول قرار وزارة الثقافة قائلة: "لا أدري هل هو تضامن مع إخوتنا في فلسطين أم ركوب للموجة بعد انتشار صورة مقاطعة حفلة في ورقلة."

وتساءلت أيضا: "لماذا يُعلِنون عن تأجيل المهرجانات بعدما وضعوا برنامجها التفصيلي ونشروه أثناء اشتداد القصف والتقتيل على إخواننا في غزّة؟ هل أصبح عندهم ضميرٌ الآن؟!!!".

وردّ ناشط يدعى "أمين بي زاد" في تعليق على منشور البرلماني أحمد صادوق بقوله إنّ الشعب هو الذي قرر مقاطعة المهرجانات، ووفقه "كانت هناك مناشير لمنع برمجة أي تظاهرة غنائية، وبالتالي -على حدّ تعبيره- ما اضطر الوزيرة إمضاء القرار.