08-سبتمبر-2023
.

(الصورة: فيسبوك)

أكد وزير الخارجية المجري، بيتر سيارتو، أنّ بلاده تدعم بقوة جهود الجزائر ومبادرتها الرامية لحل الأزمة في النيجر واستعادة النظام الدستوري في هذا البلد، مبرزًا أهمية البعد الإقليمي لمبادرة الرئيس عبد المجيد تبون من حيث أنها تسلط الضوء على ضرورة معالجة إشكالية التنمية الاقتصادية في الساحل.

الوزير عطاف: نأسف  لحالة الانسداد والجمود التي آلت إليها علاقات الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في المرحلة الراهنة

وأفاد بيانٌ لوزارة الخارجية أن "وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أجرى مساء اليوم، ببودابست، محادثات ثنائية مع نظيره المجري، بيتر سيارتو، تلتها جلسة عمل موسعة بمشاركة وفدي البلدين".

وأوضح البيان أنه "على صعيد الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، أتاحت المحادثات بين الجانبين فرصة لتبادل الرؤى والتحاليل حول عديد القضايا، وبالخصوص الأزمة الروسية-الأوكرانية، الأوضاع في الساحل الأفريقي، الأزمة في النيجر، إلى جانب قضية الصحراء الغربية".

وفي السياق، أطلع عطاف نظيره المجري على الجهود التي تبذلها الجزائر تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون للمساهمة في تهدئة الأوضاع وتغليب منطق الحوار والتفاوض لتشجيع الحلول السلمية للأزمات، لاسيما في كل من النيجر ومالي وليبيا.

كما أكد أنه "تم التطرق إلى قضية الصحراء الغربية وضرورة دعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة عبر المبعوث الشخصي للأمين العام، ستيفان دي ميستورا، لإحياء المسار السياسي بغية تمكين طرفي النزاع من الوصول إلى حل عادل ودائم يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، طبقا لما كرسته الشرعية الدولية، يُضيف المصدر ذاته."

وفي كلمته أمام الصحافة في ختام المشاورات، ذكَّر وزير الخارجية بعمق علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين التي تمتد جذورها إلى أيام الثورة التحريرية المجيدة وما لاقته من تضامن ودعم كبيرين من قبل دولة وشعب المجر.

من  جانبه، أشاد وزير خارجية المجر بما يجمع البلدين من عديد القواسم المشتركة، على غرار حبهما  للسلام والحرية وتمسكهما بسيادتهما واستقلالية سياستيهما الخارجية.

وزير خارجية المجر: بلادنا تسعى إلى استيراد الغاز من الجزائر ضمن استراتيجية تنويع مصادر تمويلها

وفي ذات السياق، أكد الوزير المجري أن بلاده ترغب في استيراد الغاز الجزائري، وذلك ضمن إستراتيجيتها الهادفة لتنويع مصادر تمويلها.

ومن جانب آخر، لفت عطاف إلى أهمية الزيارة التي ستقوم بها رئيسة المجر، كاتالين نوفاك، إلى الجزائر قريبًا، بدعوة من الرئيس عبد المجيد تبون، وشدد على ضرورة التحضير الأمثل لهذا الاستحقاق الهام بغية الوصول إلى مخرجات ونتائج نوعية تدشن عهدا جديدا في تاريخ العلاقات الجزائرية-المجرية.

وفي سياق منفصل، كشف عطاف أنه طلب من زميله المجري "تسهيل حضور الجزائر لاجتماع من اجتماعات مجموعة "فيسيغراد" التي تضم أربعة دول من وسط أوروبا وهي التشيك، المجر، بولندا وسلوفاكيا لإطلاعها على الأوضاع في منطقة الساحل وعلى مساعيها الرامية لنشر الأمن والاستقرار والتنمية والرفاه في هذا الفضاء الإقليمي ".

كما أعرب الرجل الأول في الدبلوماسية الجزائرية عن "تأسفه لحالة الانسداد والجمود التي آلت إليها علاقات الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في المرحلة الراهنة"، آملًا أن يكون للمجر "دور وإسهام في تجاوز هذه الوضعية المضرة بالمصالح الرئيسية للطرفين، لاسيما وأن المجر ستتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي خلال السداسي الثاني من العام المقبل".