أصدرت المحكمة العليا قرارًا يعتبر المؤثر العقلي الشهير "بريغابالين" منتجًا صيدلانيًا وليس مخدرًا، ما يعني تغيير التكييف القانوني للتهم الموجهة للأشخاص المتابعين في هذه القضايا.
مروّجو المؤثر العقلي "بريغابالين" الشهير شعبيًا بـ"الصاروخ" سيحاكمون بتهم ترويج واستهلاك منتج صيدلاني بلا رخصة
ووفق ما جاء في مذكرة وجهتها المحكمة العليا إلى مجالس القضاء عبر الوطن، بتاريخ التاسع من شباط/فيفري الماضي، فإنه "لا تشكل جنحة حيازة مؤثرات عقلية قصد البيع حيازة أقراص بريغابالين، لكونها غير مصنفة كمؤثرات عقلية في الجداول الأربعة للمؤثرات العقلية."
ويأتي هذا القرار، وفق المذكرة التي يحوز "الترا جزائر" على نسخة منها، "تكيفًا مع الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الجزائر سنة 1971 وكذا الجداول الصحية لوزارة الصحة، والتي تعامِل الأدوية التي تحوي مخدرًا على أنها مواد صيدلانية وليست مخدرات، حتى وإن كانت الغاية من استعمالها لدى الشباب لا علاقة لها بالعلاج الطبي بل للاستعمال كمهلوسات في الدماغ."
وشرحت المحكمة العليا التدابير الجزائية على أنّ "حيازة هذه الأقراص أو نقلها أو التعامل بها تقع تحت طائلة القوانين الجزائية"، ويتعين على قضاة الموضوع تحت طائلة البطلان إعادة تكييف الوقائع، حسب مذكرة توحيد الاجتهاد القضائي.
ويُقصد من ذلك، بحسب قانونيين، إعطاء الوصف القانوني الصحيح لها (وقائع الحيازة)، أي أنه في حالة تجريم حائز "بريغابالين" بجنحة حيازة مؤثرات عقلية قصد البيع، يتعرّض القرار للنقض أمام المحكمة العليا.
واستندت مذكرة المحكمة العليا على قرارين استقر عليهما الأول يحمل رقم 1340857 الصادر بتاريخ 20 حزيران/جوان 2019 والقرار الثاني تحت رقم 1361312 الصادر بتاريخ السادس من شباط/فيفري 2020.
ويُراد من قرار المحكمة العليا حسم الجدل داخل المحاكم بين وكلاء الجمهورية وقضاة المحاكم والمحامين حول التكييف القانوني الصحيح للتهم الموجهة للمتابعين في هذه القضايا التي انتشرت بكثرة في الفترة الأخيرة.
وبعد قرار المحكمة العليا فإن مروجي المؤثر العقلي "بريغابالين" الشهير شعبيًا بـ"الصاروخ"، سيتم محاكمتهم بتهم ترويج واستهلاك منتج صيدلاني دون رخصة، وهي تهم عقوبتها لا تتجاوز سنتين سجنا نافذا في حين كانوا يتابعون من قبل بتهم ترويج المخدرات التي تصل عقوبتها ل 20 سنة سجنًا نافذًا.
وفي الأشهر الأخيرة، تعددت عمليات توقيف مروجي المهلوسات التي تحولت لمادة إدمان في أوساط الشباب في مختلف المدن الجزائرية، بشكل يهدد الصحة العمومية ويتسبب في جرائم تحت تأثير هذه المواد.
وفي آخر بياناتها، ذكرت مصالح الجمارك أنها تمكنت من إحباط عملية تهريب 11250 كبسولة مهلوسة بالوادي في الجنوب الشرقي للجزائر، من نوع بريغابالين 300 ملغ.
وتأتي هذه العملية بعد نحو أسبوعين من إفشال مصالح الأمن لمحاولة إدخال مليون و600 ألف قرص مهلوس للجزائر مصدرها بلد مجاور على الحدود الشرقية.
وذكرت مصالح الأمن في فيديو يعيد رسم مخطط الجريمة، أن الشبكة الإجرامية مكونة من 10 أشخاص، من بينهم رجل وزوجته وستيني ظهروا في الاعترافات، كان يسيرهم عن بعد بارون يقيم في فرنسا.