فريق التحرير - الترا جزائر
بعد 11 سنة في السجون الأميركية، قضاها الشاب الجزائري حمزة بن دلاج، إثر إلقاء القبض عليه في مطار بانكوك من طرف شرطة الإنتربول الدولي، عاد "الهاكر المبتسم" أخيرًا إلى أرض الوطن محملًا بكثير من الأسرار والحكايات التي ُينتظر أن يكشف عنها لاحقًا، ويُنهي الجدل حول الروايات المتداولة عنه.
تداول جزائريون في الساعات الأخيرة، صورًا لحمزة بن دلاج (1988)، العائد إلى الجزائر بعد قضاء محكومتيه التي تجاوزت عقدًا من الزمن
تداول جزائريون في الساعات الأخيرة، صورًا لحمزة بن دلاج (1988)، العائد إلى الجزائر بعد قضاء محكومتيه التي تجاوزت عقدًا من الزمن، فقد أصبح هذا الشاب خريج جامعة العلوم والتكنولوجيا بباب الزوار، بطلًا شعبيًا في نظر كثير من الشباب، ودارت حوله الكثير من الإشاعات، بعد تلقيه عقوبة قاسية.
ألقي القبض على الشاب حمزة سنة 2013 في العاصمة التايلاندية بانكوك، بينما كان في المطار رفقة أفراد من عائلته، ومن يومها تنسج حوله عدة روايات، بعضها يقول إنه سطا على بنوك عالمية، وحصل على أموال كبيرة حوّلها إلى جمعيات خيرية ومنظمات فلسطينية.
الأكيد أن حمزة بن دلاج، أُدرج على لائحة 10 شخصيات مطلوبة لمكتب التحقيق الفيدرالي، لاستخدامه برامج قرصنة أو مشاركته في ذلك، قام بواسطتها بسرقة بطاقات ائتمان، مان يتسوق بها ويشتري بها مقتنيات إلى أن ألقي القبض عليه.
إلى هنا، عبر كثير من الجزائريين عن فرحهم بعودة "الهاكر المبتسم"، وعلى سبيل التفاعل، دعا جزائريون إلى استغلال موهبته في تطويل البرامج وحل مشاكل الرقمنة في الجزائر، بينما رأي آخرون أن حمزة بن دلاج انتهى كهاكر وحان الوقت لأن يبدأ حياته من جديد.
في هذا السياق، يقول فيصل هومه، على صفحته بموقع فيسبوك: "سمعت عنه في التواصل الاجتماعي. الإنسان الذكي وله قدرات في عالم البرمجة كان عليه أن يستعمل ذكاءه في بناء مشاريع في البرمجة وليس سرقة أموال من حسابات الشركات".
وأردف: "في بلادنا هناك ناس تحلم أن تسرق ولا تحلم أن تنجز أو تعمل بدليل التعليقات حول خروج من هو في الصورة".
دارت عدة تأويلات حول سبب تأخر إطلاق سراح حمزة بن دلاج، مثلما ورد في صفحة "تاريخ وحقائق"، التي أكّدت أنه كان يفترض أن يُفرج عن حمزة بن دلاج في تموز/جويلية الفارط لكن عملية الإفراج عنه تأخرت لأسباب مجهولة؛ ربما تتعلق بالتخوف من قيامه بهجمات على الأنظمة السيبرانية الإسرائيلية في ظل العدوان الحـالي وهو المعروف بدعمه المادي واللوجيستي للمقـاومة".
في مقابل ذلك، يكتب المدون سعيد ساحلي أنه"بعيدًا عن الخرطي والبهارات والقصص البطولية الزائدة، الهاكر الجزائري حمزة بن دلاج الذي اعتقل في مطار بانكوك بتايلاندا والذي كان مُسافرًا من ماليزيا إلى مصر، مُتّهم باختراق آلاف الحسابات الشخصية في 217 بنكًا، وهذه تهمته الوحيدة فقط باعترافه.
ويضيف ساحلي: "أما بخصوص الأخبار التي تقدّر ثروة حمزة بـ 3.4 مليار دولار وعن دعمه لجمعيات خيرية فلسطينية بأكثر من 280 مليون دولار وإسقاطه لأكثر من 8000 موقع فرنسي واختراقه لمواقع القنصليات الأوروبية وتوزيعه لتأشيرات دخول تلك الدول بالمجان لأصدقائه الجزائريين..، فكلها من نسج خيال الإعلام.
وعلق سعيد ساحلي: "لا أدري لماذا يصرّون على نفخ وتصوير الكائن الجزائري على أنه الأفضل في العالم".
من جهته، علق بن علي وليد، على صورة حديثة لحمزة بن دلاج مع مغني الراب المدعو "ديدين كلاش"، قائلًا: "الملاحظ في بن دلاج أنه لن يمكث كثيرًا في الجزائر وقد اعتاد العقلية الأمريكية ومع وجود شرذمة محاطة به بعد رجوعه للجزائر. وتحاول اختطاف الأنظار والتواجد بقربه هذا سينعكس سلبًا عليه".
واستطرد: "قال أحد الإخوة بعد بروز حمزة بن دلاج ومعرفة العالم به أن أمره انتهى كهاكر. الشيء الوحيد أنه قد يفيد في البرامج وتطبيقات مفيدة للوطن وللعامة أو تطوير نظم الحماية لبعض الأنظمة".
ويعلّق فوزي عيشوش بدوره على خبر عودة حمزة بن دلاج إلى أرض الوطن: "من المنتظر عرض فيلم فرنسي برعاية قناة canal+ عن سيرته بعنوان (الهاكر المبتسم) تعبيرًا عن تلك الابتسامة التي رافقته أمام عدسات الكاميرا يوم القبض عليه في تايلندا، نتمنى فقط أن تستثمر الجزائر في هذا الدماغ الاستثنائي والفريد خصوصًا مع تزايد التهديدات الإلكترونية وكذا ضمان الأمن السيبراني".
من جهته يراهن حسن سعدون، على مغادرة حمزة بن دلاج بلاده إلى وجهة أخرى، وقال في تعليقه "كل الصفحات تتحدث عن خروج الهاكر حمزة بن دلاج من السجن وعودته الى أرض الوطن، وأهلًا وسهلا بعودة الأسطورة".
وأردف: "هو فعلا أسطورة ومرحبا به في بلاده. لكن هدئوا من روعكم حمزة لن يبقى هنا والأيام بيننا، ماذا سيفعل إن بقي هنا؟".
ومن بين ما جاء في تعليقه :"من نيتك حمزة يعيش في بلاد تقصي عثمان عريوات الممثل القدير وتستدعي اللفعة ودنيا السطايفية وإيناس عبدلي؟".
سميرة بوحناش، تقول في تدوينة فيسبوكية: "حمزة بن دلاج بعد عودته إلى أرض الوطن كون غير يحكم سيت تاع رقمنه وتاع عدل وتاع توظيف برك تربح دزاير ويرجعو الحراقة، متلقاش خويا حمزة بوسط خير من هذا تربح بيه دعاوي الخير".
