أثارت منشورات لمدرب مولودية الجزائر، باتريس بوميل، حول فلسطين، استياء شريحة كبيرة من الوسط الرياضي الجزائري بصفة عامة، وجماهير المولودية بصفة خاصة.

ناشطون طالبوا إدارة النادي بعدم التسامح مع التقني الفرنسي و"طرده" من الجزائر 

ونشر التقني الفرنسي بوميل صورة يظهر فيها طفلًا بالكوفية الفلسطينية يعانق آخر صهيونيًا بالطاقية اليهودية، ما اعتبرها ناشطون "مستفزّة"، وجاءت بعد مشاركة أعرق نادٍ في الجزائر في مسيرة الخميس المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، ضدّ العدوان الصهيوني المستمر منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

وفي الصورة الثانية، كتابة حائطية لكلمة "تعايش" باللغة الإنجليزية ومعها رموز الهلال ونجمة داوود والصليب.

وفي ردود الفعل، علّق الصحفي عبد العالي مزغيش قائلًا: "مدرب مولودية الجزائر باتريس بوميل يدعو إلى التطبيع مع إسرائيل"، مضيفًا: "هو غير مبال في رسالة واضحة بما يتعرض له إخواننا في غزة، كأنه يتعاطف مع مجرمي الكيان!؟، أين الفاف؟! من يعاقبه؟."

وطالب المدوّن صلاح الدين مقري مشجّعي نادي المولودية بطرد المدرّب، قائلًا في منشور له على فيسبوك "اطردوا باتريس بوميل من مولودية الجزائر المدرب الذي يروج منشورات تساوي بين الضحية والجلاد.. يا جماهير المولودية لا تسمحوا بتدنيس تاريخ ناديكم."

كما دعت صفحة "الخضر" وزارة الخارجية إلى التدخل فورًا، وإصدار قرار بـ"طرد المدرب الفرنسي من الجزائر"، وتساءلت أيضًا: "أين هي إدارة المولودية التي تصف نفسها أنها إدارة المبادئ والقيم.."

المعاملة بالمثل

وربط ناشطون قضية المدرب الفرنسي، بما يعانيه لاعب "الخضر"، يوسف عطال، من تضييق وضغط تمارسه ضدّه إدارة نادي نيس، التي قرّرت توقيفه، مؤقتًا، بسبب منشورات داعمة لأهالي غزة وصور له بالعلم الفلسطيني.

وفي الصدد، نشرت صفحة "ألكابيتانو" الرياضية تدوينة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، جاء فيها: "هذا ما نشره مدرب مولودية الجزائر باتريس بوميل اليوم عبر حسابه على إنستغرام، يجب استدعاء هذا المدرب النكِرة ومحاسبته على ما نشره مثلما يحدث للاعبينا الدوليين في البلدان الأجنبية التي يلعبون فيها."

ونفس المطلب دعت إليه صفحة "ديزاد فوت"، التي قالت في منشور لها: ""يجب على مسيري المولودية الإسلامية الشعبية.. مولودية الشهداء، إيقاف المدرب الفرنسي النكرة باتريس بوميل."

وربطت ما نشره بما يعانيه لاعبون جزائريون في الدوريات الأوروبية، معتبرة أنّه "مثلما لا يحق للجزائريين السير على غير ما يحبون هم، لا يحق للفرنسيين السير على غير ما نحب نحن في أرضنا

دعمًا لعطال، وباقي الجزائريين والعرب والمسلمين ونُصرةً لغزة."

تراجع..

وبعد أن ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل غاضبة عمّا جاء في منشورات المدرب الفرنسي ومطالبة بإقالته من تدريب المولودية، سارع، باتريس بوميل، إلى حذفها من حسابه على إنستغرام.

ونشر مدرّب "العميد" منشورًا جديدًا، قال فيه: "أصدقائي الأعزاء، لقد عِشت في بلدان إسلامية لما يقرب العقد من الزمن، وإذا كان هناك شيء واحد تعلمته فهو أن الإسلام دين السلام والتسامح والمحبة، كل هذا كان خلفية المنشور السابق".

وتابع: "سأقوم بإزالة هذا المنشور (المثير للجدل) لأن بعض الأشخاص غير المهتمين يريدون التسبب في الأذى وإثارة الجدل حول هذه الرسالة التي أردتها أن تنقل الحب والسلام والتسامح، ولم تكن هذه الرسالة أبدا رسالة سياسية بل مجرد رسالة إنسانية، عاش السلام، عاشت الإنسانية".

طعنة في الظهر

ووُصِفت خرجة المدرب الفرنسي، الذي التحق بالعارضة الفنية لمولودية الجزائر في آذار/مارس الماضي، بـ"طعنة في ظهر الإدارة"، بحسب متابعين للشأن الرياضي في الجزائر، خاصة وأنّها كانت (الإدارة) قد شاركت في مسيرة الخميس، الداعمة لفلسطين.

وجاءت منشورت بوميل (المحذوفة) معاكسة تمامًا لقرار إدارة النادي العاصمي المنسجمة وموقف الحكومة وشعبها اتجاه القضية الفلسطينية العادلة.

وخلال المسيرة، أكّد، محمد حكيم حاج رجم، رئيس مولودية الجزائر، أنّ "التاريخ سيشهد لفلسطين وسيمكّن لشعبها الأبيّ في مواجهة الإجرام الصهيوني المرتكب لكل صنوف البشاعة."

واعتبر حاج رجم أنّ "ما يكابده الفلسطينيون في قطاع غزة منذ 13 يومًا، يذكّر الجزائريين بما عانوه من ويلات الاحتلال الفرنسي على مدار 132 عامًا."

ومعلومٌ أنّ نادي مولودية الجزائر لكرة القدم، يعتبر من أعرق الأندية الجزائرية وأكثرها جماهيرية؛ تأسس عام 1921، في فترة الاستعمار الفرنسي، وكان من المدافعين بقوّة عن الهوية الإسلامية للبلاد.

اقرأ/ي أيضًا:

الجزائر ترفض الجلوس مع ممثلي الاحتلال الصهيوني في قمة القاهرة

"فلسطين الشهداء".. ما قصّة "الهتاف" الشهير الذي صار "ماركة" جزائرية؟