28-يوليو-2024
حديقة الحامة بالعاصمة (الصورة: يوتيوب)

حديقة الحامة بالعاصمة (الصورة: يوتيوب)

يشكّل الذهاب إلى البحر قاعدة أساسية عند البعض لقضاء عطلة سنوية أو أسبوعية مريحة عند الكثير من الجزائريين، إلا أن البعض يرى أن الابتعاد عن زحمة الشواطئ وضجيجها والاستمتاع بخلوة في الغابات والمنتزهات ذات الهواء النقي المنعش أفضل بكثير، وبالخصوص مع عودة ثقافة التخييم للجزائريين في السنوات الأخيرة.

تتميز  تيكجدة بغابات الأرز الكثيفة التي يزيد عمر بعض أشجارها 600 سنة إضافة إلى حيواناتها النادرة

وبالرغم من الإجراءات المشددة التي اتخذها السلطات في الأعوام الأخيرة للتقليل من الحرائق، إلا أن العديد من الغايات والمحميات الطبيعية تظل المقصد المفضل لعاشقي هذه الأماكن الخلابة، ولعل من أبرزها تلك الواردة في هذا التقرير.

الشريعة

لا تعد جبال الشريعة بالبلدية قبلة للزوار في فصل الشتاء فقط، إنما أيضا في موسم الحر، بالنظر إلى أن ارتفاعها الكبير عن سطح البحر يجعل الوصول إلى أعاليها فرصة للاستمتاع بالهواء العليل، والاستمتاع بظلال أشجار الأرز الشاهقة.

ويساهم تصنيف الشريعة ضمن الحظائر الوطنية في توفرها على بعض المرافق من إطعام وحتى مبيت تعمل السلطات منذ العام على تقدميه لمحبي قضاء عطلهم وسط الطبيعة الخلابة.

وتعمل السلطات في البليدة منذ العام الماضي على بعث المخيمات الصيفية المؤجرة للعائلات بالحظيرة الوطنية للشريعة بعد توقف لعدة سنوات، حيث انطلقت التجربة بالتعاقد مع العائلات التي يكون أحد افرادها من العمال المتعاقدين مع الخدمات الاجتماعية.

وما يميز الشريعة أنها تتوفر على مطاعم و مقاهٍ واماكن للاسترخاء، إضافة إلى العاب للأطفال بساحة البلدية، الأمر الذي يجعل المصاطف يجد ما يرغب فيه.

وبالنسبة للمصطافين الذين يرغبون في السباحة في هذا الفضاء الطبيعي، فعليهم التوجه إلى شلال الكراش التي يقصدها سكان المنطقة، والباحثين عن المغامرة، لأن الشريعة تظل مكانا يوفر المتعة لزواره في مختلف الفصول، كون درجات الحرارة تكون في المناطق العالية منها التي تتعدى 1400 متر منخفضة، وكل هذا تصاحبه نظرة خلابة بعيدة لمدينة البليدة ولعاصمة البلاد.

تظل حديقة التجارب بالحامة التي تحوي غابة صغيرة من  أهم المناطق المنصوح بزيارتها خلال فصل الصيف

حديقة الحامة

بالعاصمة الجزائر،  تظل حديقة التجارب بالحامة التي تحوي غابة صغيرة من  أهم المناطق المنصوح بزيارتها خلال فصل الصيف، فالإخضرار والغطاء النباتي الذي تتوفر عليه يجعلها مكانا مميزا، حيث أنه  يمكن لزائرها أن لا يشعر بالحرارة الشديدة عند دخول أحد أروقتها المغطاة بالأشجار الشاهقة.

وتمتد حديقة التجارب الحامة ذات الصيت العالمي التي تأسست عام 1832 بشكل مدرج، عند سفح المتحف الوطني للفنون الجميلة بلوزداد على مساحة 32 هكتارًا.

وتضم الحامة 2500 نوعا من النباتات، بينها 25 نوعاً من النخيل، يعود أصلها بلدان تختلف في طبيعتها وبيئتها عن مناخ الحديقة المتميز، إضافة إلى أن بعضها عمّر لعشرات السنين، أو من الأنواع النادرة، ففي الحامة تجد شجرة التنين والخيزران والفيكوس والبيلسان والكافور والجنكة.

وبحديقة الحامة، توجد حديقة للحيوانات المختلفة، المتوحشة والمجترة وآكلة الأعشاب، والسنوريات، إضافة إلى مجموعة من الطيور، وهو الجانب الذي يشد الزوار بكثرة وبالخصوص الأطفال.

وما يميز حديقة الحامة أنها تقع في مكان يتوفر على وسائل النقل المختلفة كميترو الأنفاق وحافلات النقل العمومي، وسيارات الأجرة، إضافة إلى أنه يمكن الحصول على خدمة النقل عبر التطبيقات الإلكترونية.

ويساهم الغطاء النباتي والغابي الذي يكسو الحامة في بقاء الهواء منتعشًا في مساحتها رغم الحرارة الشديدة خارجها، خاصة وأن التنقل من منطقة الحامة نحو معلم مقام الشهيد عبر التلفريك ممكنا، الأمر الذي يجعل الجولة إلى حديقة التجارب بفرصتين.

غابة إعكوران

رغم أن تيزي وزو من الولايات السياحية، إلا أن غابة إعكوران تظل من المناطق التي تستقطب سكان المنطقة في فصل الصيف أو حتى السياح، بالنظر إلى أن طبيعتها الخلابة تجعل زيارتها مختلفا بالنسبة للذين يريدون تحاشي الزحام الذي تعرفه الشواطئ في هذا الفصل.

وما يميز إعكوران التي يلقبها البعض بـ"سويسرا الصغيرة" أنها تقام بها معارض شبه دائمًا لبيع الفخار ومختلف التحف التقليدية التي تعرف بها منطقة القبائل والجزائر، إضافة إلى عرض حرفيين لمختلف أنواع الأزياء التقليدية التي يكثر الإقبال على اقتنائها من قبل المغتربين الذين يقضون عطلتهم الصيفية بأرض الوطن، ويحبذون المزج في عطلتهم بين زيارة البحر والمرتفعات الجبلية والغابية.

وبإعكوران يمكن أن تتمتع باكتشاف أشجار الفلين الشاهقة التي تعود إلى عشرات السنين، أو مشاهدة ومداعبة قردة الماغو التي اعتادت على زيارة السياح لهذه المنتزه الطبيعي، إضافة إلى الاستمتاح بالروافد المائية التي تعبر عبر شعابها، إضافة إلى الينابيع التي تسمح بالارتواء بمياه عذبة باردة طبيعيا في  فصل الحر، خاصة المارين على الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين تيزي وزو وبجاية، الذي يعد هو الآخر سبيلا تسلكه العائلات القادمة من الولايات الداخلية لتتوقف للراحة من عناء السفر.

غابة ثنية الأحد

رغم الحرارة التي تشهدها ولاية تسمسيلت خلال فصل الصيف، إلا أن الحظيرة الوطنية لثنية الحد تظل من المناطق التي تقل فيها مستويات درجات الحرارة بالنظر إلى تعدي علوها حاجز 1400 متر وذلك في غابة المداد التي هي جزء من حظيرة ثنية الأحد.

وتعد الحظيرة الوطنية للأرز ببلدية ثنية الحد (50 كلم شمال مدينة تيسمسيلت) والمعروفة أيضا بغابة "المداد" واحدة من النماذج التي تبرز الإمكانيات المتنوعة التي تزخر بها الجزائر لتطوير سياحتها الداخلية والتي تحتاج إلى تثمين وترويج.

وأصبحت غابة المداد التي تتوفر على غطاء نباتي كثيف وبالخصوص أشجار الأرز الأطلسي مكانا مفضلا للعائلات والشباب من هواة المغامرة والمشي والتخييم بالمناطق الغابية, وبالخصوص منطقة "عين الهرهارة".

و تبلغ مساحة الحظيرة الوطنية للأرز لثنية الحد 3424 هكتارا بها أعلى قمة تسمى "راس الراريت" على ارتفاع 1787 متر، وتتوفر على عدة أصناف نباتية مثل أشجار الأرز الأطلسي والصنوبر الحلبي والبلوط الأخضر والبلوط الفليني والطحالب والنباتات الجبلية،و110 نوعا من الحيوانات المحمية منها 17 نوعا من صنف الثديات وثلاثة من الزواحف و30 نوعا من الحشرات و29 أخر يخص الطيور.

وعكفت السلطات على إنشاء قرية للعطل تضم أزيد من 50 بيتا خشبيا، تصل طاقة استيعابها الإجمالية إلى 210 سرير ضمن استثمار خاص يتضمن مساحات للعب الأطفال وفضاءات لراحة العائلات ومسبح وفضاءات خضراء مهيئة لاستقبال السياح وزوار الحظيرة.

وفي 2020، باشرت السلطات إنجاز مخيم للشباب بسعة 300 سرير، ويضم مسرحا للهواء الطلق وملعبا رياضيا جواريا وقاعة لمختلف الرياضات ومسبح جواري وقاعة للمحاضرات والعروض.

ورغم أن المداد تستقطب الزوار صيفا، إلا أن عددهم يظل أقل بكثير من عدد زوارها خلال فصلي الشتاء والربيع.

تيكجدة

لا تشكل مرتفعات تكيجدة بجبال جرجرة قبلة للباحثين عن التنزه والمتعة قبلة إلا فصل الشتاء والثلوج إنما أيضا تعد من الوجهات التي تستقطب محبي الطبيعة في فصل الصيف، بالنظر إلى نقاوة الهواء الموجود بها، وانخفاض درجات الحرارة مقارنة بالحرارة المسجلة في باقي المناطق بولاية البويرة.

ومنذ تصنيفها كمحمية وطنية في الثمانيات، ازداد توافد الجزائريين على تكيجدة وبالخصوص إلى المحطة المناخية أو ما يعرف إداريا بالمركز الوطني للتسلية والرياضة الذي يوفر لزواره السباحة والنزهات و السهرات التنشيطية في آن واحد.

 وتعرف مديرية السياحة لولاية البويرة تيكجدة بأنها تعد من أهم المحطات المناخية عبر الوطن بعلوها البالغ 1470م وتوسطها لجبال جرجرة وقممها الشاهقة، لذلك  تعتبر الوجهة المفضلة للعائلات والرياضيين سواء في موسم الثلوج أو في فصلي الربيع والصيف.

رغم الحرارة التي تشهدها ولاية تسمسيلت خلال فصل الصيف، إلا أن الحظيرة الوطنية لثنية الحد تظل من المناطق التي تقل فيها مستويات درجات الحرارة

وتتميز  تيكجدة بغابات الأرز الكثيفة التي يزيد عمر بعض أشجارها 600 سنة، إضافة إلى حيواناتها النادرة على غرار قرد الماغو الذي تشد تصرفاته البهلوانية الزوار وبالخصوص الأطفال.