06-نوفمبر-2024
ستورا

بن يامين ستورا، مؤرخ فرنسي (الصورة: Getty)

وصف المؤرخ الفرنسي (جزائري المولد) بن يامين ستورا الاستعراض العسكري للجيش الجزائري في ذكرى سبعينية اندلاع الثورة التحريرية بأنّه "مظهر من مظاهر الصراع المتأجّج بين الجزائر والمستعمرة السابقة فرنسا."

المؤرخ بن يامين ستورا: ينبغي العمل على بناء جسور للتواصل والتقدُّم

ولدى نزوله ضيفًا على "راديو نوتر دام" الفرنسية، قال بن يامين ستورا إنّ "الاحتفال بأول تشرين الثاني/نوفمبر يعني بالنسبة لفرنسا بداية تاريخ تراجيدي (مأساة)، طبعه مغادرة نحو مليون أوروبي (يقصد الأقدام السوداء) الجزائر غداة الاستقلال في سنة 1962، وهو أمر صعب بالنسبة للفرنسيين لأنه أنهى حلم الجزائر فرنسية."

أما بالنسبة للجزائريين، يضيف رئيس لجنة الذاكرة المعين من قِبل الرئيس ماكرون،  أنّ "الأمر مختلف تمامًا، لأن الفاتح من تشرين الثاني/نوفمبر يعتبر بداية لحرب انتهت بحصول الجزائر على استقلالها عن الاحتلال الفرنسي."

وأشار إلى أنّ "وجهات النظر في التعاطي مع المسألة مختلفة تماما. لذلك بالنسبة لي، ينبغي العمل على بناء جسور للتواصل كجسور مدينة الجسور قسنطينة، التي ولدت فيها، من أجل الحصول على تقدُّم، ولاسيما بالنسبة للشباب الجزائري الموجود في فرنسا."

ووفقه "ليس من الواقعي الحديث عن حلم الوصول إلى مصالحة للذاكرة، لأن 132 من الاحتلال هو أمر ليس بالهين. لا يمكن تحقيق ما نصبو إليه بمجرد خطاب أو لفتة أو إرادة سياسية،.. الأمر جد معقد."

ولدى تطرقه إلى هوية الجزائر الإسلامية لمرحلة ما بعد الاستقلال، أبرز، المؤرخ الفرنسي بأنّ "الإسلام أصبح مرادفا للجزائر، لأن هناك مادة في الدستور تؤكد على أن "دين الدولة هو الإسلام"، ما دفع أتباع ديانات أخرى مثل اليهودية والكاثوليكية للحديث عن وضع الأقليات غير المسلمة بعد استقلال الجزائر.. وكثيرون غادروا الجزائر بعد سنة 1962."

وهنا أشار إلى أنّ "الاحتلال الفرنسي لم يهزم عسكريا فحسب، بل انهزم أيضًا دينيا، لأنه وفي الوقت الذي كان فيه الجيش الفرنسي يغزو الأراضي الجزائرية بقوة السلاح، كان الكاردينال لا فيجري يحمل لواء تنصير الجزائريين في محاولة لخلق مجتمع منسجم مع المشروع الفرنسي."

وفي كلمة ألقاها الرئيس عبد المجيد تبون خلال إشرافه على الاستعراض العسكري يوم الفاتح من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أكّد، بأنّ "الجزائر التي انتصرت بالأمس على الاستعمار، تواصل بكل ثقة درب انتصاراتها بفضل أبنائها وبناتها الأوفياء لعهد الشهداء الأبرار".

وتشهد العلاقات بين الجزائر وفرنسا "تشنّجًا وتوترًا متواصلًا" بسبب خيارات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ملفات إقليمية. دفعت الرئيس تبون لإلغاء زيارته التي كان سيؤديها إلى باريس خلال الخريف.

واستبعد رئيس الجمهورية، زيارة فرنسا، على خلفية تجدد التوتر بين البلدين في المدة الأخيرة. ليؤكد ذلك في حوار تلفزيوني عندما قال بشأن الزيارة: "لن أذهب إلى كانوسا."