27-أغسطس-2022
ستورا

بنجامين ستورا، مؤرخ فرنسي (الصورة: Getty)

فريق التحرير - الترا جزائر

شدّد المؤرخ الفرنسي المتخصص في الجزائر بنجامين ستورا، على أن مصالحة الذاكرة بين فرنسا والجزائر أيضا عبر "إبلاغ" الأجيال الشابة بتاريخ الاستعمار الفرنسي.

المؤرخ الفرنسي ستورا أكّد أن ملف مصالحة الذاكرة يتطلب وقتًا وبيداغوجيا وإدراج كل ذلك في الكتب المدرسية

وأوضح ستورا الذي يرافق الرئيس الفرنسي في زيارته للجزائر، في تصريحات للصحفيين،  أن "هذا التاريخ لا يمكن قراءته وتفسيره بنهايته، أي عام 1962، مع استقلال الجزائر."

وأبرز أن "مسألة الاستعمار يجب فهمها انطلاقًا من جذورها.. لتكون لنا رؤية أوسع لطبيعة الوصول الفرنسي إلى الجزائر، عام 1830"، مشيرا خصوصا إلى "مصادرة الأراضي والمذابح… وتهجير السكان والمعارك والمقاومة."

واعتبر صاحب التقرير الشهير حول الذاكرة أن "المشكلة تتصل بالإبلاغ، بالمعرفة. لا يوجد تداول لتلك المعلومات"، داعيا إلى تدريس هذه الحقبة التاريخية على نطاق أوسع في المدارس الفرنسية.

وذكر الباحث الذي ولد في مدينة قسنطينة شرق الجزائر عام 1950 أن الكثير من الفرنسيين سيفاجؤون عندما يكتشفون الكهوف المدخنة (مذابح المدنيين على أيدي الجيش الفرنسي عبر إشعال النار في مداخل كهوف لجؤوا إليها) وتهجير السكان. إنهم لا يعرفون كل ذلك” خصوصا بشأن الخمسين سنة الأولى من الاستعمار التي اتسمت بدموية شديدة.

ولفت إلى أنه "ليس بخطاب واحد ومبادرة واحدة وكلمة واحدة وعمل واحد سنهدّئ الفوران الاستثنائي في المجتمعين"، مضيفا "يتطلب الأمر وقتًا وبيداغوجيا وإدراج كل ذلك في الكتب المدرسية."

وكان الرئيس الفرنسي ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون قد أعلنا في ختام محادثاتهما الخميس عن تشكيل لجنة مؤرخين مشتركة "للنظر معا في تلك الفترة التاريخية" من بداية الاستعمار (1830) وحتى نهاية حرب الاستقلال (1962).

وقال ماكرون على هامش زيارته مقبرة سانت أوجين بالعاصمة الجزائرية، إن هذه اللجنة سيكون لها مطلق الحرية في الوصول إلى أرشيف البلدين،  مؤكدا أنها ستعمل على كل شيء منذ بدايات الاحتلال بقسوتها ووحشيتها إلى نهاية الحرب، على حد قوله.