16-مايو-2024
تبون

عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية (الصورة: فيسبوك)

قال رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم الخميس، إنّ الجزائر تعتقد تمام الاعتقاد أنّ ما بعد الحرب على غزة يقتضي لمّ الصفوف من أجل بعث حلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أسس عادلة ودائمة ونهائية.

الرئيس تبون: قضيتنا المركزية أحوجُ ما تكون اليوم لأمة عربية موحدة وقوية تتقدم صفوف المناصرين لها وتتموقع في طليعة الساعين من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة

وفي كلمة له، تلاها، نيابة عنه وزير الشؤون الخارجية، أحمد عطاف، في قمّة جامعة الدول العربية بالمنامة (البحرين) في دورتها الـ33، أكّد الرئيس تبون على أنّه "إننا في الجزائر نعتقدُ تمام الاعتقاد أن ما بعد الحرب على غزة يقتضي لمّ الصفوف وتوحيد الطاقات وتعبئة الجهود من أجل بعث حلّ الصراع على أسس عادلة ودائمة ونهائية طبقا لما التفت حوله المجموعة الدولية من مراجع وضوابط وشرعية ثابتة."

وشدّد أنّ "القمة العربية، تلتئِم، في ظرف دولي صعب وفي ظرف إقليمي أصعب بكثير فالأزمة الحادة التي ألمت بمنظومة العلاقات أصبحت واقعا معاشا يرمي بإفرازاته ومخلفاته وتداعياته على العالم بأسره."

وتابع: "ما العجز الذي أصاب آليات العمل الدولي متعدد الأطراف وعلى رأسها منظمتنا الأممية وجهازها المركزي المتمثل في مجلس الأمن إلا مؤشر على هذه الأزمة الحادة التي ما فتئت ترهن حاضر ومستقبل السلم والأمن والتنمية في المعمورة."

وعن المجهودات التي تقوم بها الجزائر في الشأن، لفت، الرئيس عبد المجيد تبون إلى أنّ "الجزائر عملت منذ انضمامها لمجلس الأمن بكل أمانة ووفاء وإخلاص على تمكين القضية الفلسطينية من استعادة مكانتها المركزية كأقدم قضية على جدول أعمال منظمتنا الدولية."

ووفقه فإنّ "منطقتنا العربية الأكيد أنها هي الأخرى تمر بمرحلة مفصلية مرحلة مثقلة بالتحديات والأزمات ومرحلة تتجسد صعوبتها وتتجلى خطورتها فيما يتربص بأهلنا في غزة من تهديدات وجودية وفيما تواجهه القضية الفلسطينية برمتها من أخطار التصفية المُحدقة بها."

وأوضح في الصدد، أنّ "قضيتنا المركزية أحوجُ ما تكون اليوم لأمة عربية موحدة وقوية تتقدم صفوف المناصرين لها وتكون أوّل المرافعين لصالحها وتتموقع في طليعة الساعين من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة كحل عادل ودائم ونهائي للصراع العربي الإسرائيلي."

ليكمل: "إننا في الجزائر نعتقدُ تمام الاعتقاد أن ما بعد الحرب على غزة ينبغي أن يكون مغايرا ومُختلفا تمام الاختلاف عما قبلها؛ وإننا في الجزائر نعتقدُ تمام الاعتقاد أن ما بعد الحرب على غزة يجب أن يُفضيَ لا محالة إلى إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل في قيام دولة فلسطينية مستقلة وسيدة دون أي قيود أو شروط أو مُعوقات."

ورحّب الرئيس بالاعترافات الرسمية بدولة فلسطين، بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على طلب العضوية، قائلًا: "نُرحب أيما ترحيب بالزخم المتزايد للاعترافات الرسمية بدولة فلسطين وبالدعم المُتعاظم الذي يحظى به مشروع عضويتها الكاملة بمنظمة الأمم المتحدة."

واعتبر أنّ "القرار التاريخي الذي اعتمدته الجمعية العامة لمنظمتنا الأممية بهذا الخصوص منذ أيام قلائل يُجسدُ في مضمونه وفي مراميه حقيقة تاريخية وهي الحقيقة الدامغة التي أدركتها أخيرا المجموعة الدولية برمتها."

 ولفت إلى أنّ "جوهرُ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يكمن في تقويض المشروع الوطني الفلسطيني وحل هذا الصراع لن يتأتى إلا عبر إنجاز هذا المشروع والتعجيل بقيام الدولة الفلسطينية."

وعاد الرئيس تبون إلى ملف إصلاح الجامعة العربية، مؤكدًا بأنّ "نجاعة العمل العربي المشترك وفعاليته في هذا الظرف بالذات وما يتسم به من تحديات جسيمة تُعيد إلى واجهة الأولويات ملف إصلاح جامعة الدول العربية. وتقويم أساليب عملها إصلاحٌ يتقوى الإحساسُ بضرورته وإصلاح باتت تتوسع رقعة المطالبة به وإصلاح أضحت مواطنه تتضح للجميع."

وصرح أنّ "الإصلاح يفرض نفسه أولاً لتدارك ما فاتنا من جهود ومساعي في مواجهة التحديات الراهنة. كما أنه يفرض نفسه ثانيا لتوحيد صفوفنا ورصِّها أكثر في الدفاع عن مصالحنا المشتركة وقضايانا المركزية."

واسترسل: "الإصلاح يفرض نفسه ثالثا وأخيرا لإعادة الاعتبار للعمل العربي المشترك واستعادة عافية الوطن العربي واسترجاع موقعه كفاعل دولي مُؤثر في مجريات الأمور على الساحة العالمية."

 كما أبرز بأنّ "الأوضاع في السودان الشقيق وفي ليبيا الشقيقة وفي اليمن الشقيق وفي باقي ربوع الوطن العربي المحرومة من نعمة الأمن والاستقرار بحاجة هي الأخرى إلى دور عربي بارز يُسهم في إطفاء فتيل الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. ويدرء عنهم ما يتربص بهم من تهديدات وأخطار جراء التدخلات الخارجية التي تزداد توسعا وحدة وشراسة."