03-سبتمبر-2020

بيار أودان (الصورة: ريبورتر ألجيري)

تضمّن العدد الأخير من الجريدة الرسمية، مرسومًا رئاسيًا يقضي بمنح الجنسية الجزائرية لبيار أودان، نجل المناضل الفرنسي موريس أودان الذي مات تحت التعذيب بسبب موقفه المساند لثورة التحرير.

قبل أسابيع طالب بيار أودان السلطات الجزائرية بالإفراج على الصحافي خالد درارني

وكان موريس أودان، الذي تحمل أشهر ساحات العاصمة اسمه، من أبرز المناضلين الفرنسيين من أجل استقلال الجزائر، رافضًا علانية استمرار الاستعمار الفرنسي لها، ومؤيدًا لثورة التحرير، ما جعل السلطات الفرنسية لاغتياله من أجل إسكات صوته وإخماد أصوات أخرى تتعالى، لكن السلطات الفرنسية آنذاك تسترت عن مقتله، وصنفته ضمن "مفقودي ثورة الجزائر".

ولم تعترف فرنسا بمسؤوليتها في اغتيال موريس أودان، سوى قبل عامين، إذ توجّه الرئيس ماكرون إلى أرملة موريس أودان، بتاريخ 13 أيلول/سبتمبر 2018، برسالة اعتذار رسمية باسم الدولة الفرنسية، معترفًا للمرّة الأولى بمسؤولية فرنسا عن "خطف موريس أودان واحتجازه وتعذيبه وتصفيته، خارج أيّ أطر قانونية، وفي شكل مخلٍ بقيم الجمهورية وأخلاقيات الحرب". منهيًا بذلك ستين عامًا من الغموض.

من جهته، حافظ بيار أودان المولود في 28 نيسان/أفريل 1957 بالجزائر الوسطى، على علاقته بالجزائر الذي ناضل والده من أجلها، محاولًا كشف حقيقة اغتيال والده، حيث دعا شهود حرب التحريرالوطني إلى قول الحقيقة وتسليم الوثائق حول اغتيال والده، وحقيقة ما كان يجري في حقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر، كما يحلّ ضيفًا على قنوات فرنسية ويكتب في مقالات تتناول الشأن العام الجزائري.

وقبل أسابيع طالب بيار أودان السلطات الجزائرية بالإفراج على الصحافي خالد درارني بعد إدانته بثلاث سنوات حبسًا نافذًا، وكتب بيار أودين في صحيفة لوموند: "يجب الإفراج عن خالد درارني وفاءً لمُثل الاستقلال الجزائري الذي ناضل الشعب الجزائري من أجل نيله، كان يهدف إلى تحرير البلاد من هيمنة استعمارية قائمة على وجه الخصوص على فرض رقابة على الإعلام".

وأضاف أن "الوفاء للنضال من أجل التحرّر يفترض احترام حرية التعبير، وعلى الأخص حرّية الصحافة، التي تجعل من الممكن التحقق من وجود كل الحرّيات الأخرى".

 

اقرأ/ي أيضًا:

اليمين المتطرّف الفرنسي ينبش في "أحداث وهران 1962 "

ماكرون والشرق الأوسط.. ماذا ترَك رجل الوسط لأهل اليمين؟