21-مارس-2024
أم فلسطينية

سيدة فلسطينية تبكي نجلها الذي استشهد جراء القصف الصهيوني (الصورة: Getty)

دعا حزب العمال إلى وقف التصفية المباشرة للشعب الفلسطيني، بعد إمعان قوات الاحتلال الصهيوني في جرائم الإبادة الجماعية خلال الـ48 ساعة الأخيرة، وكذا حصارها لليوم الرابع على التوالي لمجمع الشفاء بغزة.

حزب العمال: دعم الحكومة الأميركية وإرسالها الأسلحة إلى الكيان البربري ومساعداتها الغذائية الزائفة لا يمكنها أن تخدع وتغلّط أحد

وفي بيان صادر عن المكتب السياسي لحزب العمال، الأربعاء 21 آذار/مارس 2024، أكّد الحزب بأنّه "منذ 48 ساعة الماضية، أقدمت القطعان الإرهابية المسماة زورا بجيش الإحتلال الصهيوني على خطوة نوعية في عملية الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهالي غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي."

وتابع: "إن هذه القطعان الوحشية، كالمتحولين عديمي الإنسانية، تكثف من المجازر والدمار في جميع أنحاء قطاع غزة بشكل مروع وجهنمي مستخدمة أسوأ الممارسات التي استخدمتها بالنازية."

فبعد قصف مستشفى الشفاء بكل الوسائل وقتل النساء والأطفال بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة، يقول الحزب: "تعترف هذه القطعان الهمجية بكل فخر بأنها قامت بتصفية 90 شهيداً واعتقال 300 شخص من بينهم عمال في القطاع الصحي وضباط شرطة وقرى مكلفين بإيصال وتوزيع المساعدات الغذائية بكميات تافهة، في حين طفلاً من بين ثلاثة أطفال مهدد بالموت من المجاعة والعطش، علما أنّه إلى حدّ الآن تم قتل 13000 طفل."

كما لفت الحزب الذي ترأسه لوزية حنون إلى أنّه "منذ 48 ساعة، وسكان غزة يتعرضون لإبادة على مرأى ومسمع من العالم أجمع، فبينما أوقع القصف أكثر من 120.000 ضحية، من بينهم أكثر من 35.000 شهيد، 70% منهم نساء وأطفال."

وحذّر من "المجاعة التي أقرها الكيان الإرهابي هي سلاح أكثر فتكًا، فيما ستخلف آثارًا على الناجين لعقود لاحقة"، معتبرًا أنّ "اجتياح رفح المستمر منذ يومين، مع قصف مكثف واغتيالات واعتقالات جماعية لإجبار المليون ونصف المليون نازح وسكان على الرحيل وقبول التهجير تحت طائلة الإبادة الكاملة."

بيان العمال

وتساءل "العمال" عمّن يدّعُون بأنّ ما يحدث ليس محرقة مدبرة، مشدّدًا بأنّ كل ذلك "منظمٌ ومنفذٌ بدعم من الحكومة الأميركية وكل الحكومات التي لم تتوقف عن إرسال الأسلحة إلى الكيان البربري. لا يمكن لتحركات هذه الحكومات ومساعداتها الغذائية الزائفة أن تغلّط أحد."

وأردف الحزب بالقول: "مذنبة ومسؤولة بشكل فعلي عن الجرائم مثلها مثل الكيان، إن لم تكن أكثر منه، لأنه من دون إمداده بالسلاح والذخيرة ومن دون تواطؤ الأنظمة العربية المطبّعة مع الكيان الإرهابي وتقوم بدور كلاب الحراسة له، ما كان باستطاعته القيام ومواصلة عمله الإرهابي."

داعيًا إلى وقف "هذا النفاق القاتل. أوقفوا التصفية المباشرة للشعب الفلسطيني.. أوقفوا هذه الإبادة الجماعية غير المسبوقة". ووفق البيان فإنّ "السكوت يعني تواطؤ! هل يمكن أن نسمح لذراع القتل الذي يتحدى الإنسانية ويغتالها في غزة والضفة الغربية ؟ ألا يمكن إيقافه؟". وحذّر الحزب أيضًا بأنّ "الإنسانية اليوم في مفترق الطرق، وحضارتها مهددة بالزوال."

ووفق المصدر نفسه فإنّ "السلطات في بلادنا تستطيع أن تفتح أفقًا إيجابيًا وتستخدم كل الوسائل السياسية والدبلوماسية والمادية للمساهمة في إنقاذ الشعب الفلسطيني. والشعب الجزائري في ما يخصه وفي ميدانه يستطيع، بل يجب يقدّم المساعدة لإخواننا في غزة."

ونوّه بأنّ "التاريخ سيحكم على كل دولة وعلى كل شعب انطلاقًا من المواقف والمبادرات التي تمت ترجمتها فعليا لإنقاذ الشعب الفلسطيني ومن خلاله الإنسانية جمعاء."

المكتب السياسي لحزب العمال: السلطات في بلادنا تستطيع أن تفتح أفقًا إيجابيًا وتستخدم كل الوسائل السياسية والدبلوماسية والمادية للمساهمة في إنقاذ الشعب الفلسطيني

وختم حزب العمال بيان اجتماع مكتبه السياسي بالقول: "والجزائر التي دفعت ثمنًا باهظًا بأرواح مليون ونصف مليون شهيد لانتزاع استقلالها، لا يمكنها سوى أن ترسّخ مكانتها في سجلات التاريخ المجيدة."

ويواصل الاحتلال الصهيوني، لليوم الرابع على التوالي، حصاره وعمليته العسكرية داخل مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، وسط قصف صاروخي ومدفعي وإطلاق نار، ما أدى إلى استشهاد عشرات المواطنين، وإصابة آخرين بجروح متفرقة.

وصبيحة الخميس، فجّرت قوات الاحتلال، المبنى التخصصي في مجمع الشفاء الطبي، وهو عصب القطاع الصحي في مدينة غزة وشماليها، إذ إنّه يحتوي على أكبر مخزن للأدوية في القطاع كله، وفق مصادر متطابقة.

وخلال الساعات الـ24 الماضية، ارتكب الاحتلال 7 مجازر ضدّ العائلات في غزة، وصل منها 65 شهيداً و92 جريحاً إلى المستشفيات، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وارتفع عدد ضحايا العدوان الصهيوني المستمر على غزة، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر، إلى 31988 شهيدًا، معظمهم أطفال ونساء، بينما أُصيب أكثر من 74188، وفقاً لآخر إحصائية أعلنتها وزارة الصحة.