07-سبتمبر-2024
(الصورة: فيسبوك)

مدير المدرسة العليا للعلوم السياسية، زكريا وهبي (الصورة/أوناساسبي)

يُرجع مدير المدرسة العليا للعلوم السياسية، زكريا وهبي، إجراء انتخابات رئاسية مسبقة إلى عدة اعتبارات، منها العامل الإقليمي والدولي.

مدير المدرسة العليا للعلوم السياسية زكريا وهبي لـ "الترا جزائر": مصلحة الدولة تسمو على كل الاعتبارات الأيديولوجية

ويرى زكريا وهبي في حديث إلى "الترا جزائر"، أن البُعد الدولي لهذه الانتخابات كان الأبرز، وذلك بالنظر إلى أنها تأتي في سياق انتخابات تعرفها عديد الدول نهاية السنة الحالية، وبالتالي فإن تغير الإدارات في هذه الدول سيعيد ترتيب بيت العلاقات الدولية للبلاد.

ويشرح، أن الانتخابات المسبقة في الجزائر ستسمح بمعرفة جيّدة بالإدارات الجديدة للدول التي لها علاقات مع الجزائر وهذا مهم جدًا، على حدّ تعبيره.

ويعتقد وهبي أن اختيار الرئيس الذي يجسّد صورة الجزائر، المبنية على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مما يُسهم في حل الأزمات ويعزز مكانة البلاد في المنطقة.

ويشرح محدّث "الترا جزائر" ذلك، بأن الجزائر تتأثر بالتغييرات الإقليمية والدولية، في ظل وجود تهديدات حقيقية على حدود البلاد، إذ توجد حسبه أزمات مستعصية على الحل في المناطق المجاورة وهو ما استدعى إلى تسبيق الرئاسيات في الجزائر.

وأضاف أنّ مصلحة الدولة تسمو على كل الاعتبارات الأيديولوجية، خاصة بوجود فواعل تؤثر في المنطقة، وتدخل بعض الدول في مالي وليبيا، على حدّ قوله.

وفي هذا السياق؛ يستشهد مدير المدرسة العليا للعلوم السياسية، بالانقلابات في عدد من الدول الأفريقية ووصول القوى العسكرية إلى سدة الحكم، إضافة إلى وجود قوات عسكرية دولية تخوض معارك على الحدود الجزائرية.

إلى هنا، يُعلّق قائلًا: "العالم يتغيّر، وهناك دول صاعدة مثل الصين ودول أسيوية، وهي دول ترغب في تعديل ميزان القوى، إذ أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا في النهاية، هو صراع بين الشرق والغرب".

يستطرد وهبي أن الجزائر لديها تجارب كبيرة وصولًا إلى الترسيخ المؤسساتي، وهذا ما يُؤسّس لنموذج جزائري نفتخر به، والآن أصبحت السلطة المستقلة هي التي تدير الانتخابات وتشرف على أدق التفاصيل". ويعقب قائلًا: "الشيء الذي لاحظته هو أن السلطة المستقلة، وضعت قوانينًا متعلقة بتمويل الحملة الانتخابية والإعلانات، وأصبح هناك أمين مال مستقل لكل مترشح يعلن عن مصدر الأموال وممولي الحملة الانتخابية".

واعتبر أنّ "هناك تطورًا في مجال التجربة الديمقراطية في الجزائر، وتقدمًا في العملية السياسية"، على حدّ تعبيره. ويعلّق المحلل السياسي، أنّ العزوف الانتخابي في السابق كان بسبب التزوير، أما اليوم فهناك صعوبة في عملية تزوير الانتخابات، وأي خطأ يحدث في مكاتب الاقتراع، يصدر إعلان يوضّح الأمر.