20-يوليو-2024
(الصورة: فيسبوك) رواية هوارية

وجّهت كتلة نيابية معارضة مراسلتين، إلى الحكومة بتاريخ 15 تموز/ جويلية الجاري، للمطالبة بتحقيق في إسناد "جائزة آسيا جبار" للرواية في دورتها السابعة إلى رواية "هوارية" للكاتبة إنعام بيوض، وذلك بسبب مضمونها المثير للجدل.

انتقل الجدل في الجزائر إلى مبنى البرلمان حول الرواية الفائزة بجائزة "آسيا جبار"، للكاتبة إنعام بيوض 

وحملت الرواية وفق متابعين عبارات وُصفت بـ "السوقية" و"النابية"، حيث خلفت جدلًا واسعًا في الساحة الأدبية، وتصدّر النّقاش عديد الصفحات في منصات التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ومُعارض لمضامين الرواية التي احتوت عبارة" خادشة للحياء".

تدخل عاجل

ووجّهت الكتلة البرلمانية لـ"حركة مجتمع السلم"، كبرى أحزاب المعارضة استجوابًا نيابيًا في 15 تموز/ جويلية الجاري، إلى وزيرين في الحكومة، على خلفية فوز الرواية بجائزة أدبية تمنحها هيئة حكومية، اتضح أنّ مضمونها احتوى مجموعة من "تعبيرات تتنافى مع قيم المجتمع الجزائري"، ما أثار ضجة في الساحة الجزائرية منذ أيام.

وفي فحوى الاستجواب الموجّه من رئيس الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم، أحمد صادوق، إلى وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، تحصلت " الترا جزائر" نسخة منه، طالب فيها "بالتدخّل العاجل لإعادة النّظر في منح جائزة آسيا جبار لسنة 2024، والتي ترعاها وتشرف عليها الوكالة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، بالإضافة إلى "فتح تحقيق في معايير وكيفية منح هذه الجوائز".

 كما اعتبر الاستجواب أن الدّعم الدائم للفنّ والإبداع وحرية التعبير، يستدعي الحرص على احترام الذّوق العام والثّوابت الوطنية، مشدّدا على أنّه "من المؤسف أن هذه الرواية مليئة بالمفردات والمضمون القبيح والبذيء ولا تراعي قيم وثوابت المجتمع الجزائري ولا العرف الاجتماعي في الإنتاج الثقافي". 

ووفقا للاستجواب، "تساءل عمّا إذا كانت لجنة التحكيم التي منحت الجائزة الرواية حقا؟ وكيف سمح بطبعها أصلا؟".

وفي الإطار نفسه، شدّد على ضرورة تطبيق القرار الذي كانت قد أصدرته وزارة الثقافة في 16 شباط/ فبراير 2023، والذي تضمّن "تحميل المجلس الوطني للفنون والآداب، مسؤولية القيام بدوره في ضبط العناصر المرتبطة بالآداب والأخلاقيات العامة، إزاء كل ما يخالف قيم وثوابت المجتمع الجزائري تماشيا مع القانون الذي يعاقب الاعتداء على الآداب العامة وما يمس بالقيم وثوابت الهوية"،مثلما جاءت في المراسلة.

وزارة الاتصال مطالبة بالتدخل أيضًا

كما وجّه استجواب ثاني (بالتاريخ نفسه) إلى وزير الاتصال محمد لعقاب، في علاقة بوكالة النشر والإشهار، التي تشرف على منح الجائزة منذ سبع سنوات، لمطالبته تحمل مسؤوليته في المسألة.

في سياق متصل، سبق نائب عن ولاية وهران يتبع حركة البناء الوطني من الحزام الحكومي، أن وجّه مراسلة إلى الوزير الأول، نذير العرباوي، نيابة عن سكان ولاية وهران، غرب الجزائر، لمطالبته "بالتدخل الحازم والحاسم للدولة الجزائرية، ضد كلّ مسؤول ثبتت مسؤوليته عن هذا العمل".

وحذّر نائب حركة البناء الوطني من "إثارة مواضيع الكراهية بين مكوّنات المجتمع الجزائري في هذا الوقت الحساس التي تمر به الجزائر".

جدير بالإشارة إلى أنّ الحركة، قد دعت أمس الجمعة، في الاجتماع التنفيذي الوطني، إلى "اتخاذ إجراءات حازمة بخصوص بعض النخب التي تهدد عناصر الهوية الوطنية وتستهدف تسويق مفردات سوقية في روايات ساقطة لا تستحق التكريم".

كما يتواصل الجدل حول الرواية الفائزة بـ "جائزة آسيا جبار"، للكاتبة والمترجمة والفنّانة التشكيلية، إنعام بيوض، التي صدرت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وأكدت الكاتبة في تصريحات صحفية، على أنها محاولة في أن تنقل من "هوارية" صورة وواقع الناس البسطاء الذين لا يملكون هوية تعطيهم وجودًا".

وأوضحت بأنّ "الاختيار الذي وقع على عاصمة الغرب الجزائري، وهران يسعى إلى " نقل صورة مبهجة عنها في السنوات التي سبقت العشرية السوداء".

تسببت الانتقادات الواسعة التي طالت الكاتبة والرواية، في إعلان الدار الناشرة لرواية "هوارية" عن إغلاق أبوابها

تواصل الجدل

وتسببت الانتقادات الواسعة التي طالت الكاتبة والرواية، في إعلان الدار الناشرة لرواية "هوارية" عن إغلاق أبوابها، وقالت الدار في بيان نشرته، الثلاثاء الماضي، عبر حسابها على فيسبوك: "للجزائريين، للمثقفين خاصة، للقراء الحقيقيين والمزيفين وللكتّاب وللكتبة لدور النشر الحقيقين وأشباه دور النشر.. مضت سنوات من المعافرة، على حلوها ومرّها، حاولت فيها "دار ميم" للنشر، أن تقدم للجزائر، للمثقف، للقارئ، للكاتب، للمشهد ولصناعة الكتاب، أن تقدم عملا ذا قيمة فنية جمالية ومعرفية".